أفكار جديدة لعلاج الإيدز عن طريق المعالجة الجينية
تعد المعالجة الجينية Gene Therapy من أحدث الطرق المستخدمة في علاج الإيدز، وقد حققت هذه الطريقة حتى الآن تقدما بسيطا في علاج واحد من أكثر أمراض هذا العصر انتشارا وخطورة، وهو مرض الإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية HIV الذي يتسبب في الإصابة بالمرض. وتعمل فكرة المعالجة الجينية لمرض الإيدز والفيروس المسبب له HIV/AIDS على إنشاء جين، عند حقن مريض الإيدز بهذا الجين، فإنه يجعل كل نسل الخلية التي يدخل إليها مقاوِمة للفيروس. وحتى إذا استمر الفيروس في تدمير الخلايا المناعية للمريض، ستحل خلايا جديدة لا يمكن إصابتها بالفيروس محل تلك الخلايا. وأخيرا، لن يشكّل المرض مصدر تهديد لصحة المريض.
وبحسب دورية Technology and Science Quarterly، فقد نجح باحثون من جامعة بنسلفانيا ومؤسسة التكنولوجيا الحيوية VIRxSYS، التي يقع مقرها بالقرب من بالتيمور، في اتخاذ أولى خطوات معالجة المرض بالجينات. وبدلا من حقن المصابين بالجين مباشرة، فقد أزالوا الخلايا المناعية من المرضى ووضعوا نسخا جديدة معدلة من الخلايا لمقاومة الفيروس بدلا منها. ونشرت نتائج التجربة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
عالج الفريق خمسة مرضى لم يستجيبوا على الأقل لبرنامجين مختلفين للعلاج باستخدام العقاقير التقليدية المضادة للفيروسات. وقد أزالوا من دم كل مريض الخلايا المعروفة باسم "الخلايا التائية المساعدة helper T-cells" التي ستعمل بشكل طبيعي على حشد الاستجابة المناعية للفيروس. وتمت تنقية هذه الخلايا وملأها بإحدى أشكال فيروس HIV التي تم تبديلها لتنقل صورة طبق الأصل أو نسخة "مضادة للإحساس" من إحدى الجزيئات التي تمكنه من التكاثر. وقد تمكن هذا التحايل الجيني من تعطيل تكاثر الفيروس داخل الخلايا المصابة.
تم تصميم هذه التجربة الصغيرة فقط لتحديد سلامة المنهج من عدمها. غير أن الباحثين دهشوا في سعادة بالغة لاكتشافهم انخفاض عدد الفيروسات لدى كل مريض. ويوضح ذلك أن العلاج كان يتعامل بفاعلية مع المرض، ولا سيما في الحالات المرضية الميئوس من شفائها باستخدام العقاقير التقليدية. وصرح كارل جون من جامعة بنسلفانيا أن الأنظمة المناعية لهؤلاء المرضى قد استجابت للعلاج "كما لو كانوا يتناولون لقاحا" وبدت الصورة كما لو أن أجسامهم كانت "تلقح نفسها ذاتيا" ضد فيروس HIV.
والآن يتجه الباحثون إلى تنفيذ المرحلة التالية من الدراسة، وستتضمن إجراء التجارب على مزيد من المرضى، بما في ذلك من هم في المراحل الأولى من المرض. وإذا أكدت التجارب المستقبلية النتائج الإيجابية السابقة، سيثبت أن هذا المنهج مكمل مفيد للعقاقير الموجودة، أو سيثبت أنه لقاح مستقبلي قد يحل محل تلك العقاقير فيما بعد.