عبد السلام التويجري .. العادات العربية في 40 صورة فوتوغرافية.
يتسع المشهد الفوتوغرافي يوما بعد يوم، ويزداد المحبون لهذا الفن والمشتغلون به ويسعون ليشكلوا جسرا للتواصل مع الآخرين عبر رؤية واضحة وأسلوب مميز، الإمساك بالكاميرا لا يصنع إبداعا ولا يقدم فنا إذا لم تكن هناك عين مدرب، وحس فني قادر على تسجل ما خلف الشعاع الضوئي الساقط بزوايا مختلفة ليشكل ويكون عالما من الخيال الحقيقي المسكون بالعواطف والأحاسيس فترسل تلك الصور إشارات تحمل دلالات مباشرة أحيانا و ضمنية أحيانا أخرى.
40 عملا فوتوغرافيا سجلتها عدسة عبد السلام التويجري وفتح المجال أمام الزوار في مكتبة الملك فهد الوطنية ليتعرفوا على جانب من تجربته الفنية ومسيرته الإبداعية تركزت معظم أعماله حول العادات العربية المتمثلة في حب الخيل والتفاخر بها وبجمال قوامها متخذا من الزوايا الضيقة المركزة وسيلة لإعطاء الموضوع جانبا وبعدا جديدا لا يهدف إلى الخيل ذاتها بل إلى جمالها، كما قدم نماذج من رحلات الصيد وهي من العادات العربية. وأظهرت أعماله الصقر في مواقع متعددة مرة في السماء وأخرى وقد تمكن من فريسته فتخضب منقاره بالدماء. وبين هذه وتلك نجد للصحراء مكانا وللوجه منزلة بما تحتويه من خطوط ونتوءات وتقاسيم مختلفة، فالوجه هو الباب الذي نعبر من خلاله إلى الجوهر والذات فالصورة تختزل السنين والأحداث في لحظة زمنية فينقل الفنان رواسبه ونظراته للواقع من خلال ذلك الوجه الذي يقف أمامه فزاوية الالتقاط والتكوين الضوئي والمساحة داخل الصورة كلها نابعة من المصور الذي يستغل الموضوع ليعبر إلى عوالم جديدة وأفكار بعيدة.
وحول المعرض تحدث أمين مكتبة الملك فهد الوطنية الأستاذ على الصوينع بقوله:في الوقت الحالي هناك انفجار في التوجه نحو الاهتمام بالتصوير فالكل يحمل معه آلته وهذا الحراك الثقافي الاجتماعي يستلزم مواكبة ذلك ونحن نحتفي بالفنان عبد السلام التويجري وهو أحد منسوبي المكتبة فهذا تشجيع له ولموهبته وهو يستحق ذلك، والمكتبة تقوم بدورها الرائد من خلال اهتمامها بالصور كثقافة وتوثيق وكمادة فنية وأحد المقتنيات للإنتاج الفكري والإبداع السعودي فهي المكتبة مخزون للهوية الثقافية وهي ذاكرة الوطن، ونطمح لإقامة المعارض الجماعية كما أن في المبنى الجديد ستكون هناك صالات خاصة لإقامة المعارض المتنوعة.
وعن الأعمال واستخدام برامج معالجة الصور قال الفنان عبد السلام جميع الأعمال المعروضة لم تستخدم فيها تلك البرامج بشكل يغير في التكوين وإنما اقتصرت عملية التعديل في درجة التباين أو تصحيح الألوان فقط.