الأمريكيون يختارون "وول ستريت" للتظاهر ضد حرب العراق

اعتقلت الشرطة 44 من المتظاهرين المناوئين للحرب أمام بورصة نيويورك أمس الأول الاثنين بعد أن استلقوا على الأرض أمام مدخل البورصة في الذكرى الرابعة للغزو الأمريكي للعراق. ولم تؤثر هذه الأحداث على التعاملات في البورصة.
شارك في المظاهرة أقل من 100 شخص وكان هناك عدد يفوقهم من رجال الشرطة بلباسهم الرسمي خارج مبنى البورصة في حي المال التاريخي في نيويورك. وهتف المتظاهرون والشرطة تحمل أفرادا منهم بعيدا عن الموقع "أوقفوا الأموال.. أوقفوا الحرب."
وذكر المتظاهرون أنه كانت هناك أربعة أعمال عصيان مدني منفصلة ولكن تم التنسيق بينها. وذكر متحدث باسم الشرطة أن 44 شخصا اعتقلوا. وقال المتظاهرون إنهم يوجهون احتجاجهم إلى الشركات الكبرى المتعاقدة مع وزارة الدفاع مثل لوكهيد مارتن، وبوينج، ونورثروب جرومان، وهاليبرتون،وجنرال إليكتريك، وغيرها.
وقال فابيان بوثيليت (26 عاما) وهو مدرس في مدرسة ثانوية خدم عامين في البحرية الأمريكية "أفراد الجيش الأمريكي والمدنيون العراقيون يلقون حتفهم حتى يتسنى لنخبة قليلة العدد أن تربح".
وبدأت المظاهرة صباحا عند النصب التذكاري للمحاربين القدامى في فيتنام على بعد عدة مبان من مبنى البورصة، حيث قابلهم سبعة من المحاربين القدامى في فيتنام قالوا إنهم يحرسون النصب.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد ذكرت أن مجموعة يطلق عليها اسم "ائتلاف التحركات السلمية" يخطط لتنظيم تظاهرة بالقرب من وول ستريت صباح يوم الإثنين للفت انتباه الجماهير إلى الخسائر الاقتصادية والبشرية للحرب.
وقال وات ستيرنت, وهو بائع متجول صمم مجموعات من التيشيرتات التي رسم عليها شعارات مناهضة للحرب, أنه باع نحو 30 تيشيرت بعد ظهر يوم الأحد. وكتب على أحد التيشيرتات عبارة لمارتين لوثر كينج تقول "نحن إما مع السلم أو مع الفناء". كما طبع على معطف يرتديه طفل رضيع عبارة تقول "الحرب...شيء سيئ".
ومن جهة أخرى، سار الآلاف من المحتجين في مسيرة باتجاه مقر الأمم المتحدة في منهاتان في نيويورك يوم الأحد للدعوة لإنهاء حرب العراق وعدم شن أي هجمات عسكرية ضد إيران, عشية الذكرى الرابعة للضربة الأمريكية الاستباقية على بغداد.
وقالت ليسلي كيلسون عضو منظمة متحدون من أجل السلام والعدالة, وهي منظمة غير حكومية مناهضة للحرب والتي دعت إلى التظاهرة "كما شاهد الجميع فإن الحرب لم تحل المشاكل"،مضيفة "آلاف العراقيين قتلوا والجنود الأمريكيين يقتلون". وبالنسبة لإيران اقترحت أن تدخل إدارة بوش في حوار مع إيران وتسوية سياسية بدلا من جر البلاد إلى حرب أخرى.
ووفقا للمنظمين، فإن 35 ألف متظاهر شاركوا في مسيرة يوم الأحد في منهاتان وسط المدينة. واحتشد المتظاهرون شرق الجادة السادسة في الساعة الواحدة بعد الظهر حسب التوقيت المحلي الأمريكي، ثم ساروا إلى مكاتب عضوة مجلس الشيوخ هيلاري كلنتون, وتشارليز ستشومير قبل أن يصلوا إلى مقر الأمم المتحدة.