ترجيح انتعاش المضاربات على أسعار النفط المستقبلية
ترجيح انتعاش المضاربات على أسعار النفط المستقبلية
تراجع أسعار النفط الذي شهده الأسبوع الماضي يدفع السوق إلى التركيز على بعض الأساسيات، خاصة مع حدوث مؤشرات على تباطؤ في النشاط الاقتصادي وخوف من انبعاث للتضخم وارتفاع لمعدلات الفائدة. ومع إضافة تراجع الاهتمام بالمشتقات مع انتهاء موسم الشتاء ووجود كميات كافية من مخزون المشتقات المكررة وقبل بدء موسم قيادة السيارات مع قدوم فصل الربيع، فإن تركيز السوق سيتجه إلى متابعة وضع العرض والطلب في جانب النفط الخام، خاصة بعد إعلان وزراء منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" عزمهم الإبقاء على معدلات الحالية. وقررت المنظمة في اجتماعي الدوحة وأبوجا العام الماضي إزالة 1.7 مليون بر ميل يوميا من السوق لوقف التدهور في الأسعار، ولو أنما أزيل فعلا في حدود المليون برميل كما يرى العديد من الخبراء ومتابعي السوق.
فالسوق يظل مزودا بكميات كافية من النفط، ولهذا قررت "أوبك" ترك الأمور على ما هي عليه، ولو أن "أوبك" في تقريرها الدوري ترى أن الطلب يظل متناميا هذا العام، لدرجة أنها في تقريرها لهذا الشهر زادت من حجم الطلب بنحو 100 ألف برميل يوميا إلى 1.3 مليون أو ما يعادل 1.5 في المائة. ثم إن الإمدادات من خارج منظمة "أوبك" يتوقع لها أن تكون في حدود 50.6 مليون برميل يوميا بتراجع 46 ألفا عن تقديرات الشهر الماضي، الأمر الذي يضع عبئا أكبر على "أوبك" لتوفير المزيد من الإمدادات. ولهذا يرى التقرير أن الطلب على نفط المنظمة سيكون هذا العام في حدود 30.4 مليون برميل يوميا، وبلغ إنتاج المنظمة الشهر الماضي 29.26 مليون برميل يوميا، وهو نفس معدل إنتاجها في (كانون الثاني) يناير الماضي.
الأمر الآخر الذي يمكن أن يشهده هذا الأسبوع أن التركيز في شكل مضاربات على الأسعار المستقبلية بدأ يتجه إلى شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو)، الأمر الذي دفع أسعار الشهر المقبل إلى التراجع، حيث هبطت إلى أقل من 58 دولارا للبرميل نهاية الأسبوع الماضي. وسجلت في بعض أوقات التداول تراجعات بلغت 1.34 دولار بالنسبة للخام الخفيف الحلو من ويست تكساس، كما أن برنت شهد تراجعا بنحو 38 سنتا إلى 60.30 دولار للبرميل.
من ناحية أخرى، فإن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أوضحت في تقريرها الأسبوعي، أن حجم المخزون من المقطرات تراجع بنحو 2.8 مليون برميل إلى 120.4 مليون، كما شهد زيت التدفئة والديزل تراجعات، والشاهد أن موسم الطلب عليهما انتهى بسبب دخول الفصل الثاني من العام إلى نهايته، وهذا ما يشير بوضوح إلى أن التركيز في الاهتمام سيتجه إلى المشهد الخاص بالزيت الخام الذي زادت مخزوناته من مليون برميل إلى 325.3 مليون، بينما شهد مخزون البنزين تراجعا بلغ 2.5 مليون برميل إلى 213.9 مليون خلال الأسبوع المنتهي في التاسع من الشهر الجاري، وهذا المعدل يظل معقولا وصحيا.
وفي هذا الإطار يمكن لأي تطورات على الجانبين السياسي والأمني لدى المنتجين أن تلقي بظلالها على الأسعار. ويظهر هذا في متابعة السوق الحملة النيجيرية الخاصة بدهم مختطفي بعض العاملين الأجانب في بورت هاركوت وسعيها إلى إطلاق سراحهم. يُذكر أنه تم اختطاف نحو 60 من العاملين الأجانب منذ بداية هذا العام في منطقة دلتا النيجر، الأمر الذي أدى إلى تقليص الإنتاج النيجيري نحو الربع إلى مليونين ونصف المليون برميل يوميا.