تراجع حجم مبيعات شركة ديل لتصنيع الكمبيوتر
لا تتوقع شركة تصنيع ديل الأمريكية لتصنيع الكمبيوتر التي تعيش أوضاعا غير مستقرة تحولا سريعا بعد أن سجلت النتائج ربع السنوية تراجعا كبيرا وحذر مايكل ديل رئيس مجلس الإدارة من أن الشركة ستحتاج إلى وقت لكي تتمكن مجددا أن نتنفس الصعداء. ولكن "ديل" حاول في الوقت نفسه أن ينشر نفحة من الأجواء الطيبة، فقال سوف لن نتمكن من التوصل إلى أهدافنا في ليلة وضحاها، ولكننا سنصلها حتما. لكن في البداية ستبقى المبيعات وهوامش الأرباح لبعض الأرباع تحت ضغط.
مايكل ديل الذي أسس شركة الكمبيوتر في عام 1984، تولى في نهاية كانون الثاني (يناير) في حركة سريعة مباغتة منصب رئيس مجلس الإدارة من جديد، حيث اضطر رئيس مجلس الإدارة الأسبق كيفن رولينس إلى أن يستقيل من منصبه. وكان مايكل ديل قد نصح في عام 2004 بمنصب رئيس مجلس الإدارة لـكيفن رولينس الذي كان قبل ذلك ساعده الأيمن لأعوام طويلة كرئيس قسم العمليات في الشركة. وفي عام 2005 حققت المجموعة التي كانت تعتبر ولأعوام طويلة الشركة الرائدة في قطاع التكنولوجيا، أولى خسائرها وأحبطت بأرقامها المخيبة كل التوقعات.
وفي العام الماضي بدأت أوضاع الشركة تتدهور بصورة متسارعة، فيما أخذت في الوقت نفسه أوضاع الشركة المنافسة "هيوليت باكارد" في الازدياد قوة عن قبل. في النهاية اضطرت ديل إلى تسليم راية القيادة في سوق أجهزة الحاسوب الشخصية للنظير "هيوليت باكارد". وفي الربع الأخير من عام 2006 بلغت الحصة السوقية للشركة ديل، حسب معلومات معهد الأبحاث السوقية "غارتنر" 13,9 في المائة فقط، فيما تفوقت "هيوليت باكارد" بوضوح بحصة سوقية بلغت 17.4 في المائة. وقبل عام كانت "ديل" متفوقة على نظيرتها المحلية، فقد بلغت حصتها السوقية 16.4 في المائة، فيما بلغت لـشركة هيوليت باكارد 15 في المائة.
وكانت المجموعة، عندما صرّح ديل بتغيير منصب القيادة العليا، قد نوهت إلى أنها خلال الربع الحالي لن تتمكن من تحقيق توقعات المحللين في حجم المبيعات والنتيجة لكل سهم، ولكنه في ذلك الحين لم يذكر أية أرقام واقعية. وقد أظهر تقرير الربع الأخير من السنة المالية 2006 / 2007 2 آذار (مارس) المدى الكبير للتدهور الذي تعيشه المجموعة. فقد أعلنت "ديل" في التقرير عن تراجع في المبيعات خلال الربع الرابع بنسبة 5 في المائة إلى 14,4 مليار دولار مقارنة بالربع الرابع الذي يسبقه من العام الذي سبقه. وكان آخر تراجع في المبيعات قد سجلته ديل في أيار (مايو) 2001، وذلك عندما كانت جميع قطاع التكنولوجيا تمر في طريق مسدود. وفي الأعوام الماضية استطاعت ديل بصورة متواصلة تحقيق أرقام تتجاوز الخانتين في حجم المبيعات، وفي الربع الأخير من السنة المالية 2005 / 2006 سجلت ارتفاعا بنسبة 13 في المائة.
ولكن الآن تبقى ديل بكل نتائجها وبفارق واسع خلف المنافس هيوليت باكارد التي أعلنت زيادة حجم المبيعات خلال الربع الأخير بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 25.1 مليار دولار. الفجوة الكبيرة والتي بدت واضحة بوجه خاص كانت في مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمولة والذي يعتبر من أقوى القطاعات في قطاع أجهزة الحاسب الشخصي. في هذا القطاع سجلت "ديل" تراجعا في حجم التعاملات بنسبة 2 في المائة ليبلغ 3.8 مليار دولار (مع زيادة في عدد الأجهزة المباعة بنسبة 2 في المائة). في المقابل سجلت "هيوليت باكارد" قفزة في مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمولة بنسبة 40 في المائة إلى 4.1 مليار دولار.
وتخلفت مبيعات "ديل" من هذه الأجهزة خلال الربع الأخير عن نسبة مبيعاتها في الربع الثالث من السنة المالية على الرغم من أن أعمال فترة بداية عام 2007 وقعت في فترة التقرير وهي فترة عادة ما تشهد ازدهارا في نسبة المبيعات . أما حجم تعامل المجموعة فقد خيب ظن توقعات المحللين التي تم أصلا تقليلها، والتي بلغت في المعدل المتوسط 14.9 مليار دولار. الربح الصافي للمجموعة تراجع مقارنة بالعام الذي سبقه بنسبة 33 في المائة إلى 673 مليون دولار. وفي هذه المرة بلغت نسبة الأرباح التشغيلية 5.5 في المائة من حجم التعاملات. وفي العام الماضي بلغت نسبة هذا الهامش 8.2 في المائة.
وفي حديثه بدا مايكل ديل محبطا من النتائج، فقال بأن "ديل" تخطو خطى سريعة، ولكنه بقي بتصريحاته مبهما بعض الشيء. فالشركة تريد دعم الإدارة، ودمج وحدات العمل وإزالة الفائض غير الضروري.