"أميرة الشمس": فيلم فرنسي يعرض لأول مرة بالقرب من الأهرامات

"أميرة الشمس": فيلم فرنسي يعرض لأول مرة بالقرب من الأهرامات

شهدت أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول مساء الثلاثاء احتفالية فرنسية مصرية بمناسبة العرض العالمي الأول لفيلم "أميرة الشمس" الفرنسي رغم اعتراضات خبراء الآثار المصريين على ما تضمنه الفيلم من تلاعب بحقائق التاريخ الفرعوني القديم.
وحضر وزير الثقافة المصري فاروق حسني وسفراء فرنسا وبلجيكا في مصر، إلى جانب حشد كبير من وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية ومئات من المدعوين من فنانين وسينمائيين مصريين.
وسبق عرض فيلم الصور المتحركة الفرنسي مؤتمر صحافي أكد فيه العضو المنتدب لشركة "جود نيوز جروب" للسينما والموسيقى عادل أديب أن "المجلس الأعلى للآثار المصري اعترض على بعض الوقائع التاريخية التي تضمنها الفيلم، إلا أنه لم يتم حذف أي مشهد من مشاهده".
من جهته قال مالك المجموعة الإنتاجية الصحافي عماد أديب "إن الشركة التي يمثلها تعتقد أنه يقع عليها واجب المحافظة على التنوع الثقافي في السينما المعروضة على أرض مصر وأن لا تبقى حكرا على السينما الأمريكية وهذا ما دفع الشركة إلى أن تتبنى تقديم عروض وأفلام فرنسية وهندية وغيرها خارج إطار الهيمنة الأمريكية على السينما". مضيفا "بعد أن تكلم تمثال أبو الهول الصامت الأبدي اللغة الإنكليزية في أفلام الصور المتحركة الأمريكية تكلم الآن بالفرنسية ضمن سياسة الحفاظ على التنوع الثقافي التي تتبناها الشركة".
والفيلم الذي أخرجه فيليب لوكليرك من تأليف الروائي كريستيان جاك الذي كتب عدة قصص استلهمها من التاريخ الفرعوني. وبعد العرض أشار عدد من النقاد إلى "صحة الملاحظات التاريخية التي سجلها المجلس الأعلى للآثار والتي شغلت الوسط الصحافي في حينه" على حد قول الناقدة علا الشافعي. وأكدت أنها ترى الفيلم "معقولا ضمن الخيال الذي قدمه الكاتب رغم أنه قد يسهم في إفساد فهم الأطفال لتاريخ الفيلم، لكنه أيضا قد يعمل على إطلاق خيالهم بحثا عن الحقيقة في التاريخ الفرعوني القديم وأنا بصورة عامة ضد أي رقابة على الخيال السينمائي إن كان إبداعيا أو تاريخيا".
ويصور الفيلم الأميرة اكيزا وقد تمردت على والدها فرعون التوحيد ومؤسس الديانة الأتونية الملك أخناتون؛ بسبب مطالبتها له بإعادة أمها نفرتيتي إلى العاصمة من منفاها في جزيرة فيله جنوب مصر بعد أن هجرته؛ لأنه تفرغ كليا لعبادة الإله الجديد ومنع أبناء شعبه من عبادة الآلهة المصرية القديمة. وتهرب اكيزا بمعاونة الأمير توت الذي بدا جبانا وغير مغامر، لكنهما سرعان ما يتقاربان خلال رحلة الهروب ويرتبطان بعلاقة عاطفية وتتغير شخصية الأمير الذي يصبح بفضل الحب شجاعا يدافع عن الفتاة التي يحب.
وخلال مغامرتهما يكتشفان مؤامرة قائد الجيوش حور محب مع كبير كهنة الإله آمون رع الممنوعة عبادته للإطاحة بوالدها الملك. ويتبين أيضا خلال مغامرتهما أن الكاهن الأكبر يتفق مع الحيثيين على غزو مصر مقابل الكثير من الوعود المالية وتستطيع الأميرة اكيزا بالعودة إلى الأساطير الفرعونية العودة ثانية إلى العاصمة والانتصار على الكاهن الأكبر وإعادة الحكم لعائلتها، حيث تتولى العرش وإلى جانبها الأمير توت المعروف باسم توت عنخ آمون.
وهي وقائع خيالية، حيث إن الأحداث التاريخية تشير إلى أن الأمير توت عنخ آمون هو ابن أخناتون من زوجة أخرى تدعى كياوانه وليس أحد أمراء الأقاليم كما صوره الفيلم، إلى جانب أن أخناتون لم تكن له ابنة تدعى اكيزا.
كما أنه ليس من المعروف تاريخيا كيفية وفاة أخناتون الذي يصور الفيلم أنه مات مسموما. يشار إلى أن الفيلم الذي وصلت تكلفة إنتاجه إلى ستة ملايين يورو بدأ عرضه في دور العرض المصرية اليوم الأربعاء، في حين سيتم إطلاقه في دور العرض الفرنسية والأوروبية وعالميا في 4 نيسان (أبريل) المقبل.

الأكثر قراءة