جرصة: مسرحية بممثل واحد تشجب الانقسامات في لبنان
يقول الممثل اللبناني رفيق علي أحمد إن السياسة الطائفية في بلاده مثل سروال ممزق وهي بحاجة إلى التغيير. في مسرحيته(جرصة)، التي يمثل فيها بمفرده يشجب أحمد الانقسامات الطائفية في الدولة والمجتمع والتي هي السبب في تاريخ الصراع المدني في لبنان. ويقف الجمهور في بيروت للتصفيق لأحمد وتحيته. وقال أحمد الذي يقتبس من حياته الشخصية في المسرحية إنه بنهاية كل حرب أهلية دائما ما يقول اللبنانيون إنه ليس هناك لا غالب ولا مغلوب
ويدعون لتسوية الموقف. وأضاف أن هذا النظام بمثابة سروال ممزق لا يمكن إصلاحه، مشيرا إلى ضرورة تغييره. وكان لمسرحية (جرصة) صدى مع رواد المسرح في الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون من أسوأ أزمة سياسية منذ الحرب الأهليةـ التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990. ويخشى كثير من اللبنانيين عودة الصراع المدني.
وأثار الطريق المسدود بين السياسيين المتناحرين أعمال عنف في الشوارع بين أتباعهم وسبب انقساما بين السنة والشيعة حيث زعماؤهم على طرفي نقيض في الصراع السياسي. وتكرر (جرصة) مطلبا يرجع لعشرات السنين بإلغاء السياسات الطائفية التي يقول منتقدون إنها حكمت على لبنان بعدم الاستقرار منذ الاستقلال عام 1943.
وكثيرا ما يقول زعماء لبنانيون إنهم يريدون إنهاء النظام ولكن لم يحرز تقدم تجاه إلغائه وهو هدف منصوص عليه في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية عام 1990.
وتساءل أحمد عمن صاغ اتفاق الطائف مجيبا إنهم قادة الحرب وزعماء الطوائف أنفسهم الذين لن يكون في مصلحتهم إلغاء الطائفية لأنها ستضر بمصالحهم الأساسية. وقال إنه إذا لم يغير السياسيون اللبنانيون الذين كثيرا ما يجرى تشبيههم بزعماء العشائر هذا النظام فيجب أن يغيره المجتمع. وتقول رسالة حملة إعلامية لجماعة "المجتمع المدني"، التي تصور الطائفية بأنها عبثية وخطيرة "أوقفوا الطائفية قبل أن توقفنا." ويقول إعلان تهكمي نشرته الجماعة في إحدى الصحف "سيارة للبيع لمالك ماروني... لم يقدها أبدا غير الموارنة." ويشير إعلان آخر لمنازل في مبنى "كل سكانه من السنة و"منظر جميل يطل على منطقة سنية". وقال النشط خضر مكاوي "غمرتنا الاتصالات الهاتفية. يسأل الناس ما إذا كان ذلك قائما بالفعل.. "عشت في بريطانيا لمدة 15 عاما. كل أصدقائي اللبنانيين هناك من طوائف مختلفة. لم نناقش أبدا خلفياتنا الدينية."
ولكن الطائفية في لبنان أصبحت الآن أكثر ترسخا. وقال بول صاوايا وهو نشط في جماعة تدعى "مبادرة السلام" إن الأمر يرجع في نهاية الأمر للسياسيين للتصرف. وتابع صاوايا البالغ من العمر 31 عاما "الأمر يحتاج لما هو أكثر من المجتمع المدني." ومثل كثير من اللبنانيين قرر مغادرة لبنان للعمل في الخارج. واستطرد "من بين الأسباب التي دفعتني للسفر الجمود السياسي والشعور بأننا نتحرك للوراء وعدم وجود مبادرات واضحة لبناء دولة حقيقية في نهاية الأمر." ولكن بعد أن شجعه نجاح مسرحيته قال أحمد إنه لم يفقد الأمل في الاعتقاد بأن التغيير ممكن ويتساءل "حلم .. لماذا هو حلم ؟ أنا أطلب
حقي في العيش في سلام وهو أبسط حقوق الإنسان".