إساءة المعاملة في عيادات الإيدز الخارجية وأثرها على التنمية

إساءة المعاملة في عيادات الإيدز الخارجية وأثرها على التنمية

تعتبر الفحوص والاختبارات وتقديم الاستشارات، عوامل بالغة الأهمية في الحيلولة دون تراجع مستويات المناعة بين بني البشر فيما يتعلق بمرض نقص المناعة المعروف بالإيدز، وغيره من الأمراض المنتشرة من خلال الدم. ونشر مقال مهم في هذا المجال في مجلة Joural of Substance Abuse Treatment، شارك في كتابته كل من هارولد بولاك، وبربارة لامار، وتوماس دونو، من كلية إنسياد. ويناقش المؤلفون فيه كيفية العمل في العيادات الخارجية الخاصة بعلاج مرضى الإيدز، وطريقة التعامل فيها، وكيف تتم الاستفادة من البرامج الخاصة بهذا الشأن.
ولجأ كتاب المقال إلى البيانات التي تعود إلى سلسلة زمنية تمتد من عام 1988 إلى عام 2000، حيث سبق تحليلها في دراسة بعنوان "سوء استخدام الأدوية في نظام العلاج".
وتظل أمراض نقص المناعة، بما فيها الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة بواسطة الدم، مصادر خطر كبرى على أولئك المرضى الذين يتناولون أدوية غير قانونية. والحقيقة هي أن العيادات الخارجية التي تتولى تلك المهام، تعتبر من أضعف الجهات الصحية رقابة وإدارة. ويتسبب ذلك في الانتشار الكبير لفايروس الكبد الوبائي من النوع (سي) الذي يعتبر الأخطر بين أنواعه الثلاثة.
ولجأ المؤلفون إلى أسلوب الإسقاط الإحصائي القائم على اختيار عينات عشوائية فيما يتعلق بمستوى الخدمات الهادفة إلى الوقاية. وكانت الفحوص الخاصة بالإيدز بدأت في الانتشار على الصعيد العالمي بين عام 1990 وعام 1995. ولوحظ توسع كبير في تلك الفحوص اعتباراً من عام 1995 حتى عام 2000. وزاد عدد الوحدات الصحية التي تستطيع القيام بذلك، وتمارسه بنسبة 88 في المائة خلال تلك الفترة. غير أن وحدات العلاج تراجعت قليلاً خلال الفترة من عام 1995 إلى عام 2000. وإذا كانت الوحدات المختصة حققت انتشاراً جيداً في التسعينيات، فإن مستوى ما تقدمه تلك الوحدات من خدمات لم يستطع أن يجاري ذلك التقدم تماماً.
وأظهر عدد من برامج الوقاية فعالية جيدة من خلال التطبيق واسع النطاق على مستوى العيادات الخارجية. كما أن العامل المتعلق بكفاءة التكاليف أظهر درجة مقبولة من التحسن. ولوحظ تحسن جيد في مستويات منع انتقال الأمراض بين مستخدمي الأدوية. وكانت أبرز درجات التحسن تحقق في مجال تشخيص مرضى الأيدز الذي يعتبر المرحلة المهمة الأولى في محاولات منع انتشار هذا الوباء بين المجتمعات الأكثر تعرضاً لاحتمالات الإصابة به.
وتتضمن البرامج المستخدمة لتحقيق هذه الأغراض معلومات تفصيلية مبسطة عن وسائل الوقاية. وهنالك إشارات واضحة إلى طرق العلاج. وتختلف الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها المصابون، كما أن هنالك نجاحات متحققة على صعيد توزيع أدوات الوقاية من مثل هذه الأمراض التي ينقلها الدم.
وعلى الرغم من الاعتقاد واسع النطاق بأهمية جهود التشخيص والوقاية على مستوى العيادات الخارجية العاملة في مجال أمراض الدم، إلا أن الخدمات المقدمة من كثير من تلك العيادات لا ترقى إلى المستويات المطلوبة. كما أن عدداً من الوحدات لا تقدم الخدمات الشاملة للمصابين بأمراض الدم المختلفة.
ويثير ذلك الأمر سؤالين رئيسيين في هذا الصدد هما: ما هي درجة مشاركة العيادات الوطنية المختصة في الاختبارات الخاصة بمرضى الإيدز من حيث القدرة على الوصول إلى أكبر من المصابين لإحداث التغييرات المطلوبة خلال السنوات المقبلة، وما هي العوامل التي يمكنها تشجيع أو إعاقة توسيع تلك الخدمات بصورة مستمرة؟

الأكثر قراءة