"أرامكو" : حصة الطاقة البديلة لن تتجاوز 14% عام 2030
"أرامكو" : حصة الطاقة البديلة لن تتجاوز 14% عام 2030
أكدت شركة أرامكو السعودية أنها تتابع بشكل مستمر وعن قرب موضوع الطاقة البديلة بأنواعها من خلال أعمال التخطيط والدراسات لديها، وإعدادها للتصورات المستقبلية المرتبطة بالطلب على الزيت الخام السعودي الذي تنتجه الشركة. ولا شك أن موضوع بدائل الطاقة ليس جديدا ولكنه اكتسب زخما كبيرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الزيت والغاز في الأسواق العالمية وبسبب انعكاسات قضايا أمن الطاقة لأسباب اقتصادية وجيوسياسية باتت تشكل هاجسا وأولوية في برامج التنمية لدى الدول الصناعية المستهلكة. كما أن الاهتمام العالمي المتزايد بقضايا البيئة دفع الباحثين والمؤسسات والدول بشكل أكبر إلى تطوير تقنيات مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والشمس.
وقالت الشركة استجابة لاستفسار "الاقتصادية" حول استعدادها للطاقة البديلة. إن هناك تحديات وتعقيدات تقنية واقتصادية كبيرة في مجال تطوير الطاقة البديلة وجعلها مصدرا ذا تكلفة اقتصادية وبنية تحتية يعتمد عليها مثل البترول الذي يتمتع بمقومات جعلته الوقود المفضل خلال القرن الماضي، ومن المتوقع أن يبقى محتفظا بمكانته المرموقة خلال القرن الحادي والعشرين. ويتطلب التغلب على التحديات التي تواجه تطوير وانتشار تقنيات الطاقة البديلة فترة زمنية طويلة جدا قد تستغرق عقودا عدة، وكذلك ضخ استثمارات هائلة في ميادين البحث والتطوير، وهذه من الحقائق التي لا تسلط عليها وسائل الإعلام العالمية ضوءا كافيا، ما سبب وجود انطباع خاطئ لدى الكثيرين بأن الحل السحري للعالم بالنسبة لإمدادات الطاقة قريب وسهل المنال، وهذا غير صحيح.
وحول مصادر الطاقة البديلة, أفادت شركة أرامكو السعودية أن مصادر الطاقة البديلة بما فيها المتجددة تشكل حاليا نسبة ضئيلة من منظومة إمدادات الطاقة العالمية تبلغ 13 في المائة، في حين يشكل الزيت الخام نحو 35 في المائة. ومن المتوقع حسبما تشير إليه دراسات المراكز الدولية المتخصصة أن تنمو مصادر الطاقة البديلة بشكل مستمر لتبلغ بحلول عام 2030 نسبة 14 في المائة، وهي نسبة لا تزال منخفضة مقارنة بالنسبة التي يتمتع بها الزيت الخام، الذي يتوقع أن يحافظ على مكانته المرموقة في إمدادات الطاقة العالمية بنسبة 33 في المائة والغاز بنسبة 23 في المائة بحلول عام 2030.
وترى "أرامكو السعودية" أن احتياجات العالم من الطاقة على مدى الخمسين سنة المقبلة ستنمو بشكل كبير، بفعل زيادة عدد سكان الكرة الأرضية الذي يتوقع أن يزيد على تسعة مليارات نسمة، وكذلك مع النمو المطرد في استهلاك اقتصادات دول عملاقة صاعدة مثل الهند والصين. لذلك فإن العالم بمختلف فعالياته كالشركات ومراكز البحوث والحكومات والقطاعات الأكاديمية بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود لتطوير جميع المصادر البديلة والتقليدية على حد سواء فالأمر لا ينبغي أن يكون على صيغة "إما هذا أو ذاك" بل على صيغة "هذا وذاك." وترى "أرامكو السعودية" أن مصادر الطاقة البديلة تلعب حاليا، وستظل على مدى المستقبل المنظور، دورا تكميليا لمصادر الطاقة التقليدية كالزيت، الغاز، والفحم.
وتابعت الشركة: من المهم للمتابع غير المتخصص إدراك أن هناك جهات عدة حول العالم لها مصالح تجارية في إيجاد انطباع عام، حتى وإن كان غير واقعي ومبالغا فيه إلى درجة كبيرة، بجدوى الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة والتعامل معها بشكل تفضيلي وأن هذا يلقى دعما حكوميا مثل الإيثانول والوقود الحيوي, إذ يوجد في الولايات المتحدة لوبي قوي يدعم هذا التوجه، وقد تعزز ذلك بوجود العديد من الأصوات المؤثرة التي تطالب بتقليص اعتماد الولايات المتحدة على بترول الشرق الأوسط. ويدرك المتخصصون في شؤون الطاقة أن ما يطرح أحيانا عن انتهاء عصر النفط هو مجرد افتراضات تفتقر إلى الواقعية والدقة العلمية.
وإذا كان موضوع إمدادات البترول يشكل قلقا لبعض الدول المستهلكة، فإنه سيكتسب أهمية أكبر خلال العقود المقبلة، وسيجعل الشركات والدول المنتجة كالمملكة تستمر في لعب دور عالمي بارز على صعيد الطاقة.
وأشار بيان "أرامكو" إلى ما قاله المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، في المؤتمر الدولي السابع للزيت والغاز "بتروتك 2007" في نيودلهي: "إن المشاريع الضخمة التي تنفذها المملكة في مجال الاستكشاف وزيادة الإنتاج تستند إلى تحليلات دقيقة بمدى توافر المصادر واحتياجات السوق والتحديات المستقبلية، حيث تستند إلى نتيجتين رئيسيتين، الأولى: أن البترول سيظل هو الوقود المفضل عالمياً في قطاع النقل بشكل خاص وبالتالي سيستمر الطلب عليه لتلبية جزء كبير من الطلب المستجد على الطاقة خلال العقود المقبلة. والثانية: هي أنه لا يوجد نقص في الموارد الهيدروكربونية بما يحد من قدرة البترول على الإسهام في تلبية الطلب العالمي المتزايد. فالواقع يشير إلى أن قاعدة الموارد عريضة وأن معدلات الاستخلاص تتزايد باطراد بفضل الأسعار المعقولة والتطورات التقنية المستمرة" .
كما ذكرّت كذلك بما قاله عبد الله بن صالح بن جمعة رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين في محاضرته التي ألقاها الشهر الماضي في جامعة هارفارد عندما أكد "أن العالم سيشهد خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة نمواً كبيراً في حجم الطلب على الطاقة، والطريق لتحقيق ذلك بتبني مسار ثنائي متزامن يتم فيه تطوير تقنيات الطاقة البديلة والتغلب على معوقاتها الفنية والتجارية، وثانياً التركيز بشكل أكبر على تطوير تقنيات استكشاف واستخدام الطاقة البترولية ورفع كفاءتها البيئية، لأن النفط رغم كل ما يقال سيظل له الدور الأكبر في تلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة لعقود طويلة مقبلة".