الأجواء تتعكر بعد 4 سنوات من الازدهار في أسواق الأسهم الأوروبية

الأجواء تتعكر  بعد 4 سنوات من الازدهار في أسواق الأسهم الأوروبية

بعد أربع سنوات من الازدهار في أسواق الأسهم الأوروبية آن لكبريات المؤسسات الأوروبية المختارة في هذه الأثناء أن تجهد للتغلب على بعض الارتباكات التقنية. إذ إن على هذه المؤسسات أن تسعى الآن لمعالجة قضايا نقص السيولة وتحسين مواقعها. كما ينبغي استثمار الأموال القابلة للتصرف لتحقيق علاقة فنية أفضل بين الفرص المتاحة والمخاطر المائلة. يضاف إلى ذلك أن الإرباكات التقنية التي تتعرض لها أسهم هذه المؤسسات تشير إلى أن ثمة بخسا في قيمة المحافظ الاستثمارية بالنسبة للاستثمارات المربوطة بمؤشرات البورصة. ومن بين المؤسسات المشار إليها أعلاه البنك البريطاني وشركة النفط والغاز البريطانية BP وكذلك عملاق الصناعات الدوائية الفرنسية سانوفي – أفينتيس Sanofi-Aventis.

إن شركة HSBCالقابضة التي تعتبر أكبر الشركات المساهمة الأوروبية، من حيث قيمة الأسهم المعومة، كانت قد تجاوزت حالة الركود، التي سادت عامي 2001 و 2002، بارتفاع سعر سهمها من 620 بنسا إلى 920 بنسا. ومنذ ذلك الحين سارت هذه الأسهم في طريق صاعد ببطء، وإن كانت قد تعرضت لحالات هبوط لم تستمر طويلا. وكان من نتيجة ذلك أنها بدت تعاني من بعض الضعف النسبي على مؤشر FTSE-100 البريطاني ومؤشر البنوك Stoxx. ومع أن قيمة السهم بلغت ذروة جديدة عند 1030 سنتا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، حدثت بعد ذلك هزة فنية على المدى المتوسط، حرفت مؤقتا أسهم HSBC عن مسيرتها الصاعدة.

بعدها دعمت مواقع الأسهم في ضوء دلائل على تحقيق بعض الأرباح قبل مضي فترة المائتي يوم، وبعد ذلك استأنفت الأسهم مسيرتها الصاعدة حيث بلغت قيمة السهم 930 سنتا، ولكن من الناحية الفعلية كان السهم في حالة استقرار ما بين سعري 900 و 910 سنتات. بحيث إذا حدث انزلاق في الأسعار، مثلا إلى ما دون مستوى 900 بنس، تسارع شركة HSBC القابضة لاتخاذ إجراءاتها الفنية الدفاعية.

أما سهم شركة الطاقة البريطانية بريتيش بتروليوم BP فقد شهد انتعاشا، بعد أن كان قد بلغ الحضيض عند سعر 348 بنسا في كانون الثاني (يناير) 2003، وشق لنفسه طريقا صاعدا نحو الازدهار، وتمثل ذلك في ارتفاع قيمة السهم من نحو 400 بنس إلى 723 بنس في شهر نيسان (أبريل) 2006. ولكن ما لبثت أن حدثت بعض الإرباكات في شهر أيار ( مايو) وبدا أن شركة بريتيش بيتروليوم قد وصلت إلى نهاية الطريق بعد سنتين ونصف من الازدهار. صحيح أن الشركة استطاعت في صيف عام 2006 أن تسترد جزءا من عافيتها قبل نهاية المائتي يوم من العام، إلا أن الإرباك التقني لم يلبث أن فرض نفسه مما دفع بالسهم إلى طريق منحدر ما زال مستمرا حتى اليوم. إن سهم بريتيش بيتروليوم، الذي يظهر ضعفه بوضوح في بيانات المؤشرات القياسية كما في بيانات مؤشر ستوكس الخاص بالنفط والغاز، سيحتاج إلى عدة شهور قبل أن يستأنف سيره في الطريق الصاعد.

أما بالنسبة لشركة الصناعات الدوائية سانوفي – أفينتيس، فقد حافظت على مسيرة ازدهار معتدلة استمرت أكثر من ثلاث سنوات، انطلاقا من سعر 42.40 يورو للسهم، وهو ما سجل في شهر آذار (مارس) 2003، ولكن في لحظة الانتقال من عام 2005 إلى عام 2006 كان يجري تبادل السهم بسعر تراوح ما بين 69.50 يورو و 79.90 يورو. غير أن هذه المسيرة المزدهرة لسانوفي – أفينتيس التي استمرت عدة سنوات وصلت إلى نهايتها في شهر تموز (يوليو) من عام 2006. ونتيجة لذلك ابتدأت مسيرة سانوفي – أفينتيس تظهر بعض الضعف النسبي بالقياس مع المؤشرات الرئيسية، وهنا أصبح السعر المتوسط للسهم الذي ظل على المدى الطويل منذ عام 2005 ضمن حدود 64.70 يورو موضع متابعة واهتمام. أما إذا تدهورت أسعار أسهم سانوفي – أفينتيس خلال الأسابيع المقبلة فسيكون من المتوقع أن تستمر هذه الحالة. وفي ضوء ندرة الموارد ومتطلبات التطوير التكنولوجي على المدى البعيد فسيكون واردا اللجوء للبورصة في عمليات بيع للأسهم أو مبادلتها بأسهم ذات فرص واعدة.

الأكثر قراءة