"القطاع الزراعي " بين ضغوط الاندماج والتكتل واشتراطات "الحوكمة"

"القطاع الزراعي " بين ضغوط الاندماج والتكتل واشتراطات "الحوكمة"

"القطاع الزراعي " بين ضغوط الاندماج والتكتل واشتراطات "الحوكمة"

يعتبر القطاع الزراعي ركيزة أساسية بشركاته للراغبين في المضاربة ولعدة اعتبارات أهمها حجم الأسهم المصدرة وانخفاض سعر السهم وعدم وضوح الرؤية المستقبلية فيها مما يجعل احتمال تقلبات الأسعار وبالتالي المضاربة أمرا أساسيا في تداول الأسهم لشركات القطاع. ولعل الفترة الماضية وخلال العام الماضي 2006 اتجهت شركاته للتداول في سوق الأسهم في توسعة وتطور أنشطته للتغلب على الصعاب التي تواجه الشركات وبخاصة القدرة على إنتاج المنتجات الزراعية والمنافسة في وجه الواردات من الدول المحيطة. وتبقى استمرارية الشركات في ممارسة نشاطها عنصرا مهما في مواجهة أوضاع وأزمات ملحة يواجهها القطاع الزراعي، أهمها وضع المخزون المائي السعودي. وتبقى عملية البحث عن مخرج شغل الشركات الدائم، وتبقى النظرة تجاه التصنيع الزراعي بعدا غير مركز عليه بصورة أساسية رغم أن هناك قصص نجاح في السعودية ركزت على الصناعات الغذائية.
نتائج الشركات الزراعية وفي خضم الهبوط الكبير واستمراره فترة طويلة لم تصل لحد السوء خلال العام الماضي 2006 وإن كانت هناك شركة موقوفة وشركات لديها أمور جانبية تشغلها بصورة واضحة وتؤثر على أدائها. ولعل أداء السوق والهبوط الكبير وعدم حدوث ما نتوقع من سلبيات في ربحية بعض الشركات الزراعية ستكون حافزا لدفع عجلة النشاط وتجعل العام 2007 نقطة تحول استراتيجي لتكون الاندماجات والتوسع المفتاح الأساسي في عملية الصراع من أجل الاستمرار. وتبقى عملية تطبيق حوكمة الشركات في المرحلة المقبلة نقطة ضغط محتملة مستقبلية لدعم خروج الشركات من بوتقتها وتجبر المجالس على أن تكون أكثر فعالية. المستقبل ككل يشكل نقطة ضغط واضحة على الشركات لتوجه نفسها حتى تكون على الطريق الصحيح. حاليا وخلال 2006 يهمنا التعرف على أداء الشركات ومدى ارتباطه بنظرة السوق تجاهه وبالتالي هل هناك كفاءة مرجوة تدفع النظرة التي نتحدث عنها لتحول الشركات نحو الأفضل أو أن السوق تهتم بتوفير شركات لتكون حلبة للمضاربة فقط.

المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.

أداء القطاع الزراعي عام 2006
خلال عام 2006 كان الأداء المقارن باستثناء الربع الأول تدهور الأرباح في عام 2006 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2005 وبمعدلات مرتفعة ولكن القطاع وخلال الربع الرابع نما بنحو 75.15 في المائة مقارنة بالربع الثالث وأنهى العام بهبوط بلغ 14.99 في المائة بسبب نتيجة الربع الأول المقارنة. الإيرادات أعطت صورة مختلفة حيث نمت في كل الفترات المقارنة ماعدا الربع الثاني ونمت ربعيا بنحو 30.58 في المائة. النتيجة النهائية لعام 2006 مقارنة بـ 2005 كانت نموا بنحو 13.5 في المائة. تفاعل المؤشر لم يتماشى مع الربحية والإيراد حيث هبط في الربع الرابع مقارنا وربعيا بنحو 57.56 في المائة و66.15 في المائة على التوالي. ماذا حدث في القطاع وكيف تنمو الإيرادات وتهبط الأرباح؟ من خلال هامش الربح تتضح لنا الصورة وهي ارتفاع هيكل المصروفات بسبب اعتماد الشركات على نشاطها الإنتاجي في مواجهة الأرباح السهلة وتدنيها كما سنرى على مستوى الإيرادات الأخرى للشركات. والارتباط بين رؤية السوق من خلال المؤشر والأداء يفسر الاستهداف للقطاع كوسيلة للمضاربة.

شركة الأسماك السعودية
تعمل في حقل يمتاز بتوافر موارده، فالسعودية محاطة بشواطئ طويلة وفي مجال ينتج سلعا مطلوبة. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 100.669 مليون ريال بنسبة نمو 21.34 في المائة وهبطت خسائر الشركة خلال عام 2006 لنحو 20.081 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 47.41 في المائة وتحسن هامش ربحها بنحو 56.66 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 13.89 في المائة وهو رابع أقل رقم تحقق. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا وتحسن النمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات إيجابيا سواء في النمو الربعي أو المقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وتحسن في الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تدهور مكرر الأرباح للشركة.

شركة الجوف الزراعية
تعمل في واحدة من المناطق الزراعية وتنتج مجموعة كبيرة من المنتجات الزراعية. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 187.031 مليون ريال بنسبة نمو 26.96 في المائة وارتفعت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 48.477 مليون ريال وبنسبة نمو بلغت 219.64 في المائة، وتحسن هامش ربحها بنحو 151.76 في المائة. انخفضت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 1.95 في المائة وهو أقل رقم تحقق في القطاع. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي ايجابيا وتحسن النمو المقارن وكان نمو الإيرادات إيجابيا سواء في النمو الربعي أو المقارن ومتوازنا مع الربحية. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تحسن مكرر الأرباح للشركة بصورة إيجابية وعند 15.88 كثاني أقل مكرر في القطاع.

شركة بيشة الزراعية
أول شركة يتم تطبيق النظام حولها وتم تعليق السهم من قبل هيئة سوق المال ولكن تستطيع الشركة أن تجد لنفسها المخرج. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة -13.086 مليون ريال بنسبة هبوط 708 في المائة وارتفعت خسائر الشركة خلال عام 2006 لنحو 15.66 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 522100 في المائة وهبط هامش ربحها لنحو 85663 في المائة. انخفضت مساهمة الإيرادات الأخرى بنحو 94.53 في المائة. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا وتدهور النمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات سالبا أيضا سواء النمو الربعي أو المقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وتحسن في الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تدهور مكرر الأرباح للشركة.

شركة تبوك الزراعية
تعتبر من الشركات الرابحة في القطاع والتي ركزت على مجالها الأساسي. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 156.134 مليون ريال بنسبة هبوط 3.58 في المائة وهبطت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 25.402 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 40.74 في المائة وتدهور هامش ربحها بنحو 38.54 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 8.09 في المائة وهي من أقل الأرقام التي تحققت. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا والنمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات إيجابيا كنمو ربعي وسالبا كنمو مقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وتحسن في الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تحسن مكرر الأرباح للشركة عند 32.48 مرة.

شركة جيزان القابضة
من الشركات التي واجهت صعابا في البدء مع عدم تمتعها كغيرها بمنحة الأرض. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 173.995 مليون ريال بنسبة نمو 84.07 في المائة وارتفعت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 135.078 مليون ريال وبنسبة نمو بلغت 95 في المائة وتحسن هامش ربحها بنحو 5.93 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 446.83 في المائة وهو أعلى رقم تحقق. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا والنمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات سالبا كنمو ربعي وموجبا كنمو مقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تحسن مكرر الأرباح للشركة ليكون أقل رقم في القطاع.

شركة القصيم الزراعية
من الشركات التي ركزت على الاندماج كوسيلة لتصحيح وضعها. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 10.288 مليون ريال بنسبة هبوط 91.06 في المائة وكانت خسائر الشركة خلال عام 2006 نحو 51.835 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 168.26 في المائة وهبط هامش ربحها بنحو 863.75 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 94 في المائة وهو سالب. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي موجبا وتدهور النمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات سالبا كنمو ربعي وموجبا كنمو مقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تدهور مكرر الأرباح للشركة.

شركة الشرقية الزراعية
في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 59.956 مليون ريال بنسبة هبوط 37.22 في المائة وهبطت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 0.996 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 94.07 في المائة وهبط هامش ربحها بنحو 90.56 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 62.72 في المائة. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا وكذلك النمو المقارن كما كان نمو الإيرادات سالبا سواء النمو الربعي أو المقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تدهور مكرر الأرباح للشركة ومن أعلاها في السوق.

شركة نادك
تعتبر من أكثر الشركات الزراعية تنوعا في النشاط ومن أقدمها إنشاء مما أعطاها قوة في الدعم الحكومي كابن بار لوزارة الزراعة السعودية. في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 860.962 مليون ريال كأعلى إيراد في القطاع ونما بنسبة 21.04 في المائة وارتفعت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 86.741 مليون ريال وبنسبة نمو بلغت 38 في المائة وتحسن هامش ربحها بنحو 14 في المائة. انخفضت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 20.1 في المائة. خلال الربع الرابع وللربح كان النمو الربعي سالبا وكذلك النمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات إيجابيا سواء النمو الربعي أو المقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تحسن مكرر الأرباح للشركة كثالث أفضل رقم في القطاع.

شركة حائل الزراعية
في عام 2006 بلغت إيرادات الشركة 281.008 مليون ريال كثاني أعلى إيراد ونما بنسبة 14.25 في المائة وهبطت أرباح الشركة خلال عام 2006 لنحو 28.407 مليون ريال وبنسبة هبوط بلغت 3.92 في المائة وهبط هامش ربحها بنحو 16 في المائة. ارتفعت مساهمة الإيرادات الأخرى لنحو 11.67 في المائة وهو ثالث أقل رقم تحقق. خلال الربع الرابع كانت الشركة الوحيدة من حيث الربح وكان النمو الربعي موجبا وتحسن النمو المقارن في حين كان نمو الإيرادات إيجابيا سواء النمو الربعي أو المقارن. في المقابل تدهور السعر من خلال النمو الربعي وفي الفترة المقارنة. النتيجة النهائية هي تحسن مكرر الأرباح للشركة ولكن مازال مرتفعا عند 31.95 مرة.

مسك الختام
يتفاوت الأداء داخل القطاع وتبقى النظرة الاستثمارية التي تجد دوما لها المجال لاتخاذ القرار الاستثماري الصحيح وفي القطاع الزراعي. ويمكن للفرد أن يختار على أسس صحيحة أو يجرب حظه من خلال المضاربة وتتبع التحليل الفني ليحقق أرباحا ولكن على أسس غير صحيحة ستختفي مع مرور الزمن وتعقل الأفراد عند اتخاذ القرارات.

الأكثر قراءة