مرشحة لجائزة نوبل: الاحتباس الحراري انتهاك لحقوق الإنسان
مرشحة لجائزة نوبل: الاحتباس الحراري انتهاك لحقوق الإنسان
إنها تبدو كفكاهة تثير الاشمئزاز حول الاحتباس الحراري مع سلسلة من العبارات المروعة. ما مدى ارتفاع الحرارة هناك؟ إنها مرتفعة لدرجة أن الإنويت الذين يعيشون حول الدائرة القطبية أصبحوا يستخدمون مكيفات الهواء للمرة الاولى. ونفد ما لديهم من الجليد الصلب الذي يحتاجونه لبناء أكواخهم القببية. ويسقطون من خلال الثلج الذائب عندما يخرجون للصيد.
مثل هذه الظروف هي النتائج الحالية لتغير المناخ العالمي وفقا لما ذكرته المرشحة لجائزة نوبل للسلام شيلا وات كلوتييه وهي من الإنويت وولدت في القطب الشمالي في كندا. وهي تعتبر أن هذا يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان لشعب يعيش في مناطق واطئة في أنحاء العالم. عرض هذه القضية يوم الخميس وات كلوتييه ومارتن واجنر المحامي في شركة "إيرث جستس" القانونية المهتمة بشؤون البيئة أمام اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة الدول الأمريكية في واشنطن. وقالت وات كلوتييه في مقابلة عبر الهاتف بعد الإدلاء بشهادتها أمام اللجنة "لم نكن سنذهب إلى المحاكم. المسألة ليست خاصة بقضايا أو دعاوى من أجل طلب تعويضات."إنها تخص محاولة حقيقية لدفع العالم نحو الانتباه ليرى أنها قضية خاصة بحقوق الإنسان." ولعل منتهى أملهما هو أن تكتب اللجنة تقريرا حول هذه القضية مع أن حصولهما على جلسة استماع في واشنطن يعتبر نوعا من النصر. وكانت اللجنة قد رفضت في وقت سابق التماسا للاستماع إلى مزاعم انتهاك الحقوق المستندة فقط إلى انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة وحدها.
ولا تتمتع لجنة حقوق الإنسان إلا بسلطات ضئيلة و لا تستطيع أن تفعل ما هو أكثر من نشر النتائج التي تتوصل إليها واقتراح مشروع قرار على المنظمة التي تضم 53 دولة. واعترفت وات كلوتييه في خطابها أمام اللجنة بالتحدي الذي يمثله الربط بين تغير المناخ وحقوق الإنسان. لكنها أشارت إلى الهدف العملي من حماية شعب الإنويت الذي وصفته بأنه "رقيب على تغير المناخ. "
وقالت إنه "بحماية حقوق أولئك الذين يعيشون معتمدين في رزقهم على حوض نهر الأمازون أو حقوق صائد الإنويت فوق الثلج والجليد، فإن هذه اللجنة ستحافظ أيضا على نظام الإنذار البيئي المبكر للعالم كله."
وتعتبر وات كلوتييه أن هناك الملايين من أمثال هؤلاء الحراس على البيئة المعرضين للخطر من الإنويت إلى سكان الجزر الواطئة المعرضة لارتفاع مناسيب البحار الناتج عن ذوبان صفائح الجليد.
واختارت وات كلوتييه ومارتن واجنر منظمة الدول الأمريكية كمنبر لقضيتهما؛ لأن اثنتين من الدول الأعضاء في المنظمة تعيش فيهما جماعات الأسكيمو هما الولايات المتحدة وكندا. ويعيش الإنويت أيضا في روسيا وجرينلاند. وقالت كلوتييه بعد الجلسة "إن الجليد والثلج بالنسبة لجماعات الإنويت أمر جوهري لبقائهم المادي والثقافي. وأصبح حتى بناء الاكواخ الجليدية ذات القباب مهددا". وأضافت "تستطيع أن تتخيل الذكاء والعبقرية والبراعة في بناء منزل من الثلج دافئ بما يكفي كي ينام طفلك فيه. والآن فإن كل ذلك بدأ في الاختفاء؛ لأن الظروف التي توفر هذا الثلج قد تغيرت إلى درجة كبيرة."
وتابعت بقولها "إن كثيرا من الإنويت يعيشون في منازل تقليدية تبنى أصلا للحماية من البرد. وأضافت أنه من دواعي الأسف أنه مع طول فترة الصيف الأكثر دفئا ومع استمرار ضوء الشمس لمدة 42 ساعة يوميا فقد تحول كثير من هذه المنازل إلى أفران. وللمرة الأولى أصبحت مكيفات الهواء مستخدمة في القارة القطبية. وزادت "إن صيادي الإنويت المتمرسين كانوا في السابق قادرين على معرفة الأماكن التي يكون فيها الجليد آمنا، ولكن بسبب أن مياه البحار الدافئة بدأت في تذويب الجليد من أسفل فحتى أكثر هؤلاء الصيادين خبرة يجدون من الصعب عليهم الآن تقدير سمك الجليد ويسقط بعضهم من خلاله".
وأشارت إلى أن "الأنهار الجليدية تذوب بسرعة كبيرة لدرجة أن صيادينا الذين اعتادوا عبورها بأمان أصبحت الآن غير مأمونة لهم؛ بل أصبحت أنهارا جارفة. ولدينا حوادث غرق أيضا نتيجة لذلك."
ونقلت وات كلوتييه عن صياد في بارو في ألاسكا تلخيصا لتأثير تغير المناخ على حياة الإنويت "هناك الكثير من القلق والغضب الذي يشعر به بعض الصيادين الذين لم يعودوا يستطيعون الذهاب للصيد. إننا نرى التغير لكن لا يمكننا إيقافه ولا نستطيع أن نفسر أسباب التغير. أسلوب حياتنا يتغير هنا ومحيطنا يتغير أيضا."