إنترنت لاسلكي.. سبيل أم فخ خطير؟!

إنترنت لاسلكي.. سبيل أم فخ خطير؟!

إنترنت لاسلكي.. سبيل أم فخ خطير؟!

[email protected]

في دردشة عابرة ذكر لي أحد الأصدقاء، وهو فرح، بقدرته على الدخول اللاسلكي على الإنترنت بشكل مجاني في عدة أماكن في المدينة. وأخذ صاحبي يصف أصحاب هذه الشبكات اللاسلكية بالغباء والجهل لأنهم لم يمنعوا عموم الناس من استخدامها. وقلت له إن هذا صحيح في بعض الحالات، ولكن في حالات أخرى قد يكون الغبي أو الجاهل هو الذي يدخل على هذه الشبكات. وقال صديقي "ولكنهم يسمون شبكاتهم بإنترنت مجانية"، فقلت له هنا يكمن الخطر.
لا شك أن التقدم المستمر في تقنية الشبكات أعطى المستخدم العادي حدا عاليا من الرفاهية، جعله يعتاد على وجود الإنترنت في كل زمان ومكان. فالشبكات اللاسلكية متوافرة في أغلب الأماكن الآن من جامعات وأماكن عمل ومقاهٍ ومطارات وغيرها. ولكن هذه الزيادة في الرفاهية لا تخلو من الشوائب التي تعكر صفوها. فاعتياد الناس على توافر الإنترنت أعطى فرصة كبيرة للمخترقين للتعدي على خصوصياتهم!
فمن أحد أشهر طرق الاختراق ما يسمى "رجل المنتصف" Man in the middle والتي يقوم فيها المخترق بتسلم البيانات منك، دون علمك، وتمريرها للطرف الآخر، دون علم أي منكما عن وجوده. وسبب خطورة هذه الطريقة صعوبة اكتشافها (وأحيانا استحالة اكتشافها!) بحيث يحصل المخترق على جميع البيانات التي أرسلتها أو استقبلتها مثل كلمات السر، والبريد الإلكتروني، والتعاملات الإلكترونية أو غيرها. انتشرت هذه الطريقة للاختراق أخيراً، حيث يقوم المخترق بتكوين شبكة لاسلكية وهمية، ويقوم بإعطائها أسماء وهمية ومغرية، مثل "إنترنت مجانية" FreeInternet. بحيث يغري المستخدم العادي بالاتصال بها واستخدامها للوصول للإنترنت. ويقوم المخترق في هذه الحالة بتمرير البيانات عن طريق الشبكة التي قام بإنشائها، مطبقا طريقة "رجل المنتصف" دون علم المستخدم! بالطبع هناك أكثر من طريقة للقيام بذلك، حيث يمكن للمخترق أن يقوم بذلك عن طريق بطاقة الشبكة اللاسلكية في جهازه أو ما يسمى Ad hoc network أو بإحضار جهاز نقطة اتصال لاسلكية وتكوينها بالشكل الذي يريد. من الممكن تجنب الطريقة الأولى بشكل بسيط وذلك بمنع جهازك من الاتصال بأي شبكة من نوع Ad hoc network. أما الطريقة الثانية فهي صعبة الاكتشاف، حيث يصعب تمييز شبكة المخترق من غيرها! ولا سيما أن المخترقين يقومون باختيار أسماء تبدو مشابهة، أو مطابقة، للشبكات الأصلية المقدمة من قبل المقهى أو المطار. ولتجنب ذلك يجب على المستخدم أن يقوم بالاستفسار من صاحب المكان عن اسم الشبكة وإعداداتها، حتى يتمكن من الاتصال بالشبكة الصحيحة. أيضا يجب على مقدمي هذه الخدمة وضع إعدادات تشفير للشبكة من أجل حماية المستخدمين بعضهم من بعض وأيضا ليحتاج لها المستخدم ويقوم بالسؤال عنها، وبالتالي يتم تعويد المستخدم على عدم الاتصال بأي شبكة ما لم تكن الشبكة الصحيحة.
وفي نهاية الدردشة مع الصديق الفرح أوصيته بأن يتفادى الشبكات التي لا يعرفها، كما يقوم بإزالة خاصية التشارك في الملفات ويقوم بتشغيل جدار الحماية على جهازه. طلب المزيد من التفصيل فأوعزت له بالدخول على موقعي، فهناك ما يساعد على حماية الجهاز من الشبكات اللاسلكية.

الأكثر قراءة