الأسابيع المقبلة تكشف أداء لصناديق السعودية للأسهم العالمية
بات معروفاً للجميع أن سوق الأسهم الصينية قادت البورصات العالمية نحو مسيرة الهبوط منذ الأسبوع الماضي وامتدت حتى هذا الأسبوع وقد تمتد قليلاً والكل يُحمل البورصة الصينية أسباب هذا الهبوط. وتناسى الجميع أن الأسواق العالمية منذ فترة ليست بالسهلة تصل في بعض الأسواق إلى سبعة أشهر من الارتفاع على الأقل ولم يجن المتداولون أرباحهم ومن الطبيعي عند حدوث مثل هذه الحدث أن يتدافع الجميع نحو البيع وجنيّ الأرباح.
من الصعب تحديد موقف الصناديق السعودية التي تستثمر في أسواق الأسهم العالمية بشكل عام لأن بعض هذه البنوك لم يُحدث بياناته أو أنه أغلق قبل الهبوط بيوم حيث إن الأسواق هبطت يوم الثلاثاء الموافق 27 شباط (فبراير). والصناديق التي سجلت أسعار وحدتها أخيراً في موقع تداول الرسمي أظهرت بعضها تحولاً في أدائها من صناديق رابحة منذ بداية العام إلى صناديق خاسرة وتبخرت أرباحها والبعض الآخر منها حافظ على قليل من الأرباح، وما زلنا نحتاج إلى صدور بيانات جديدة من البنوك السعودية حتى يُمكن معرفة مدى عمق تأثير انخفاض الأسواق العالمية.
همسة لكل مُستثمر
عزيزي القارئ والمُستثمر في الصناديق السعودية العالمية إن ما حدث من هبوط وخسائر في أرباح الصناديق هو أمر لم يكن في الحسبان وحدث عالمي أضر بالعديد من الصناديق وهزّ عرش أكبر الصناديق العالمية صاحبة الخبرة العالية وهذا عزاء المُستثمر. ويجب التذكر دائما أن الاستثمار في الأسهم هو من أخطر أنواع الاستثمار المالي وتختلف الخطورة باختلاف الزمان والمكان وعلى من يدخل في أي نوع من أنواع الصناديق أن يعتبره استثماراً طويل المدى وليس استثمار سنة واحدة فقط.
صناديق الأسهم الأمريكية
تأثرت سوق الأسهم الأمريكية بالهبوط الحاصل في البورصة الصينية مثلها مثل بقية البورصات العالمية ولكن علامات الهبوط بدأت تراود المتداولين منذ أن صرح مُحافظ البنك المركزي الأمريكي السابق "آلن جرينسبان" بأنه يتوقع تزايد الركود في الاقتصاد وعندها حصلت عمليات بيع لا بأس بها وأما الذين لم يبيعوا فقد هموا بفعل هذا عندما هبطت سوق الأسهم الصينية مما جعلهم يتدافعون واحداً تلو الآخر مُتناسين المؤشرات الإيجابية الأساسية في الاقتصاد الأمريكي، فانخفض مؤشر داو جونز خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.2 في المائة ومؤشر S&P 500 بنسبة 4.4 في المائة وهو المؤشر الذي تستخدمه مُعظم الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية كمعيار.
الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية تأثرت هي الأخرى بهذا الهبوط وتحول بعضها من منطقة الصناديق الرابحة في كانون الثاني (يناير) الماضي إلى خانة الصناديق الخاسرة بنهاية شباط (فبراير) وكأن شيئاً لم يكن. وصندوق "مؤشر الأسهم الأمريكية" التابع لبنك ساب لم تظهر عليه الخسارة لأن سعر الوحدة هو بإغلاق السادس والعشرين من شباط (فبراير) قبل الهبوط وسعر وحدة صندوق البنك العربي للأسهم الأمريكية هو بتاريخ 21 من شباط (فبراير) ولا نعرف بعد مدى تأثره بالهبوط من عدمه.
بشكل عام فإن الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية أغلقت شهر شباط (فبراير) على تراجع شاطبة بذلك أرباحها التي حققتها في كانون الثاني (يناير) الماضي وكانت بنسبة 0.57 في المائة علماً بأنها في منتصف شباط (فبراير) حققت أرباحاً بمقدار 2.73 في المائة منذ بداية العام وكل هذه الأرباح تبخرت، وحتى الصناديق التي كانت تتقدم هذه الفئة مثل صندوق بنك الرياض والأهلي ذهبت أرباحها أدراج الرياح، ما عدا صندوق الأسهم الأمريكية من البنك السعودي الهولندي فحافظ على أرباحه بعد أن أغلق يوم 28 من شباط (فبراير) وأصبحت أرباحه بنسبة 1.59 في المائة منذ بداية العام الحالي.
صناديق الأسهم الأوروبية
بالمثل هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية متأثرة بالعارض الذي أصاب البورصات العالمية وأنهت شهر شباط (فبراير) بخسارة كل ما جمعته هذه الأسواق منذ بداية العام الحالي، حيث خسر مؤشر فوتسي 1.68 في المائة منذ بداية العام ومؤشرا داكس الألماني وكاك الفرنسي هبطا بنسبة 0.65 و2.11 على التوالي، وتأثرت أيضاً السوق الأوروبية بما حدث في الأسواق الأمريكية بعد تصريحات المحافظ السابق للبنك المركزي، كل هذا مع وجود مؤشرات إيجابية في دول الاتحاد الأوروبي مثل انخفاض معدل البطالة فوصل إلى 7.5 في المائة. وفي الحقيقية يُعتبر هذا الأسبوع الماضي هو الأسوأ منذ أربع سنوات يوم أن قامت حرب العراق ويرى المُحللون في أسواق الأسهم الأوروبية أن السوق لا يُمكن الجزم بأنه وصل إلى القاع بعد كل هذا الهبوط أي ما زال هناك بعض الهبوط.
الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية كانت قد ربحت في شهر كانون الثاني (يناير) 0.73 في المائة وحتى منصف شباط (فبراير) ربحت 3.5 في المائة وكل هذه الأرباح التي تراكمت منذ بداية العام تلاشت في أسبوع واحد ولم يتبق منها سوى 0.01 في المائة بقيت لها بعد كرّ وفرّ منذ بداية العام. ومع هذا بقيت صناديق محتفظة بأرباحها بعد إعلان سعر وحدتها في يوم 28 من شباط (فبراير)، حيث احتفظ كل من صندوق "الأسهم الأوروبية" من البنك السعودي الهولندي و"الصندوق الأوروبي" من البنك السعودي الفرنسي وصندوق سامبا بأرباح نسبتها 4.88 و2.59 و2.21 في المائة على التوالي، بينما صندوق "مؤشر الأسهم الأوروبية" من ساب وصندوق البنك العرب للأسهم الأوروبية أظهراً أرباحاً ولكنها معتمدة على سعر قديم للوحدة قبل يوم الهبوط وتحديداً قبل يوم السابع والعشرين من شباط (فبراير).
صناديق الأسهم الآسيوية
بالرغم من أن المؤشرات الاقتصادية اليابانية إيجابية إلا أن الخوف كان هو سيد الموقف وكان لزاما على المتداولين في السوق الياباني أن يلجأوا للبيع اتقاء لشر الخسارة وبذلك هبط مؤشر نيكاي 225 الياباني فوصل إلى 17217.93 بنهاية شباط (فبراير) محققاً هبوطاً بنسبة 0.95 في المائة منذ بداية العام الحالي، والصناديق السعودية للأسهم اليابانية هبطت ولكن نظراً لعدم تحديث البعض لبياناتهم فلا نعرف مقدار هذا الهبوط، وأفضل الصناديق السعودية للأسهم اليابانية بعد تحديثها لبياناتها صندوق البنك السعودي الهولندي حيث بقيت أرباحه منذ بداية العام الحالي عند مستوى 6.81 في المائة.
أما في دول جنوب شرق آسيا فلم تشذ الأسواق عن الوضع العام سوى بعض البورصات مثل بورصة ماليزيا وسنغافورة اللتين حافظتا على مكاسبهما منذ بداية العام فحققتا 9.14 و3.96 في المائة على التوالي، جدير بالذكر أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية أعلنت أن صادراتها خلال شهر شباط (فبراير) الماضي ارتفعت بمقدار 20.9 في المائة مقارنة بشهر كانون الثاني (يناير) الماضي حيث بلغت 26.4 مليار دولار. وجاء أن هذا الارتفاع حسب إفادة تقرير الوزارة يُعزى إلى تزايد الطلب العالمي على الصلب وأشباه المُوصلات والبتروكيماويات، وهذا بدورة رفع الفائض في الميزان التجاري لكوريا الجنوبية. ومن أخبار الشركات ارتفاع سهم شركة Posco Ltd الكورية الجنوبية ثالث مُصنع للحديد الصلب في العالم بنسبة 3.1 في المائة بعد الإعلان عن استحواذ الملياردير الشهير "وارن بافت" على حصة 4 في المائة من أسهم الشركة.
الصناديق السعودية التي تستثمر في جنوب شرق آسيا خسرت أرباحها التي تحققت في يناير الماضي وكانت بمقدار 1.33 في المائة مُجتمعة وأصبحت 0.04 في المائة فقط وقد تكون الخسارة أكبر ولكن نظراً لعدم تحديث البنوك لبيانات سعر الوحدة فلا يُمكن تحديد مقدار الهبوط. ومن أفضل الصناديق أداءً بعد أن نشرت بيانات حديثة بعد هبوط الأسواق العالمية في موقع تداول الرسمي وما زالت رابحة هي صندوق "مؤشر الأسهم الآسيوية" من البنك السعودي الهولندي وصندوق الأمانة لأسهم آسيا والهندي من بنك ساب الذي حقق منذ بداية العام الحالي 6.81 و3.8 في المائة على التوالي وبقية الصناديق يبدو أنها بقيت في منطقة الصناديق الرابحة كما هو مبين في الجدول.
صناديق أسهم الصين والهند
هبطت أسواق الأسهم الصينية بنسبة 9 في المائة مُشعلة بذلك موجة تصحيح اجتاحت البورصات العالمية وذلك بسبب توجه الحكومة الصينية نحو فرض سياسات ضريبية في سوق الأسهم الصينية الهدف منها هو إبطاء حدة المضاربة في سوق الأسهم وحتى لا تتضخم أسعار الأسهم وتحدث كارثة. وأيضاً أعلنت الصين توجهها نحو إبطاء نمو اقتصادها خلال العام الحالي ليُصبح النمو بنسبة 8 في المائة فقط أي أقل من نسبة النمو التي حققتها في عام 2006 وكان بنسبة 10.7 في المائة ، جاء هذا حسب تصريح رئيس الوزراء الصيني. ويأتي هذا التوجه نتيجة التخوف من حدوث تضخم والذي يُظهره مؤشر أسعار المُستهلكين وبين أن حكومته ترغب في أن تُصبح نسبة التضخم هي 3 في المائة.
تعتزم الصين خفض الدين الأجنبي القصير المدى بنسبة 70 في المائة حيث ترى إدارة الدولة الصينية للنقد الأجنبي أن الدين الخارجي قصير الأجل ينمو بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى تدفق رؤوس أموال أجنبية وضخمة، وتأتي هذه الخطوة كتوجه الدولة الصينية إلى جمع التمويل التجاري من الداخل وجدير بالذكر أن الدين الخارجي وصل في عام 2006 إلى 181.1 مليار.
أما في الهند فإن مؤشر سينسيكس الخاص بسوق الأسهم الهندية انخفض في جلسات تداول الأسبوع الماضي حتى مستوى 12344.44 وهو أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر. جدير بالذكر أن المؤشر وصل إلى ارتفاع قياسي من قبل عند مستوى 12886.13 في الخامس عشر من كانون الثاني (يناير)، والصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية منذ بداية شباط (فبراير) وهي آخذة في الانخفاض ما عدا صندوق بنك ساب ما زال يُحافظ على بعض مكاسبه التي تحققت منذ بداية العام ووصلت عند 4.27 في المائة بينما بقية الصناديق خسرت أرباحها علماً أن البيانات الخاصة بصندوق ساب هي بنهاية 27 شباط (فبراير) وستظهر آثار الخسارة مع بيانات الأسبوع المقبل.