يحق لي أن أعتز وأفتخر بكم

يسعدني في البداية أن أتقدم بالشكر والامتنان إلى زملائي أعضاء مجلس الإدارة وأخوتي منسوبي البنك الأهلي التجاري وعلى رأسهم أخي وزميلي عبد الكريم أبو النصر – الرئيس التنفيذي لاحتفائهم بي وتكريمهم لي بمناسبة استقالتي من مهامي كعضو منتدب تنفيذي للبنك، والشكر والامتنان موصول لأصدقائي الذي تمكنوا من مشاركتنا جمعنا الرائع في هذه الليلة وكذلك لمن لم يتمكن منهم من الحضور.
أشعر الليلة بسعادة غامرة، واعتزاز كبير. أما السعادة فمصدرها هذا الحب والوفاء لشخصي الذي طالما شعرت به ورأيته كما أراه الليلة على وجوه أحبائي وزملائي في العمل، وهذا الوفاء والتقدير من أصدقاء لي أبوا إلا أن يؤكدوا بحضورهم هذه الليلة عمق المحبة والمودة التي نمت بيني وبينهم عبر السنين، مانحة أياي أكبر وأهم مكسب حققته في حياتي.
وأما الاعتزاز فمصدره رؤيتي هذه القيادات والكفاءات الشابة التي تحمل على عاتقها اليوم إدارة وقيادة هذه المؤسسة الاقتصادية الرائدة (البنك الأهلي التجاري) لتواصل مسيرة النجاحات المتميزة بكفاءة واقتدار.
نعم يحق لي أن أعتز وأفخر بكم وقد خبرتكم مشاركين لي في الإنجازات التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية والتي أصبحت مثار التقدير والإعجاب داخل المملكة وخارجها وأراكم اليوم وأنتم جاهزون متوثبون لانطلاقة جديدة نحو تحقيق طموحات لا حدود لها.
نعم لقد حققنا خلال تلك الفترة الكثير من الإنجازات الكبيرة والمهمة، إلا أن ما يسعدني أن أتوقف عنده لحظة هو نجاحنا في التعرف على مواهب وكفاءات كامنة داخل البنك تم صقلها بالتدريب والإعداد مع تطعيمها باستقطاب كفاءات جديدة، بحيث تكون من كل ذلك الصف الثاني الذي ترونه يتولى قيادة البنك اليوم. وما المثال الحي الذي أمامنا وهو تولي الأخ عبد الكريم أبو النصر منصب الرئيس التنفيذي بكفاءة واقتدار إلا واحد من أمثلة لا أقول كثيرة ولكن أقول شاملة، فكل شاغلي المراكز القيادية هم من الشباب السعوديين – مثل كبير المسؤولين الماليين، إدارة الخزانة، قطاع الأصول، قطاع الأفراد، قطاع الشركات، الموارد البشرية وخلافه، ويمكنني أن أقول بكل فخر إن قيادة البنك اليوم هي في أيد سعودية شابة متقاربة في الأعمار، وإن نسبة السعودة في البنك بلغت نحو 88 في المائة.
هناك جانب آخر، تجدر الإشارة إليه لأنه يتضمن اعترافا لما حققه البنك من نجاح وإنجازات، ذلك أنه حتى عام 1999 لم يكن البنك يحصل على أي تصنيف من أي من الوكالات المتخصصة. بعد ذلك توالت عمليات التصنيف إلى أن صنف في عام 2006 بدرجة A+ من قبل ستاندار آندبور. وبالتأكيد فإن كل تلك الإنجازات لم تكن لتتحقق إلا بجهد جماعي وتفان من قبل منسوبي البنك كافة.
لذلك كله فإنني مطمئن إلى أن قيادة البنك اليوم في أيد قادرة أمينة، ولكن أقول لكم أيها الزملاء حذار من الاستسلام لمغريات النجاح وما يستتبع ذلك من سلبيات. فالتحديات أمامكم كبيرة وكذلك الفرص، وخاصة ما سيوفره لكم الوضع الاقتصادي المتين للمملكة اليوم الذي سيوفر مناخا جيدا للقطاع المصرفي وقطاعات الأعمال المختلفة.
أشدد على الاهتمام المتواصل بتطوير الموارد البشرية وكذلك الاستمرار في استنباط وسائل متنوعة ومتعددة للمشاركة في خدمة المجتمع.
أيها الإخوة إن كنت أستحق تكريما في نظركم تقديرا لعشرات السنين التي عملتها في البنك بصورة عامة والسنوات التي تحملت فيها مسؤولية قيادة البنك بصورة خاصة، فإن هناك آخرين لولاهم لما كنت هنا اليوم وبالتأكيد فإن على رأسهم مؤسس هذا الصرح الاقتصادي العظيم الشيخ سالم بن أحمد بن محفوظ، يرحمه الله، بكل ما عرف عنه من بعد نظر ومهنية ذكية، وإدارة متميزة، مجللة بمثل وأخلاقيات عالية ومعه الجيل المؤسس الذي تربى في مدرسته.
من يستحق التكريم ثانيا هو عملاء البنك الكرام الذين وضعوا ثقتهم به ولولاهم ما تحققت تلك النجاحات التي أصبحت مثارا للإعجاب محليا ودوليا.
في الختام أتوجه بالشكر والتقدير إلى مؤسسات الدولة والقائمين عليها كافة ممن تربطنا بهم علاقة بحكم العمل وأخص بالذكر معالي وزير المالية ومعالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي للدعم والمساندة التي قدموها لنا في كل الظروف وكلما احتجنا إلى ذلك.
وقبل ذلك وبعده أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، يحفظهما الله، لقيادتهما الحكيمة التي هيأت لهذا البلد الحبيب أسباب الأمن والاستقرار والازدهار الذي جعل منه مناخا ملائما للاستثمار والاستقرار للمواطنين والوافدين ولما حبونا به من عطف ومساندة.
شكرا أيها الإخوة الزملاء – شكرا أيها الأصدقاء – والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.