تراجع إنتاج 10 دول يعزز فرص صعود أسعار النفط

تراجع إنتاج 10 دول يعزز فرص صعود أسعار النفط

تبدو مؤشرات سوق النفط في طريقها إلى تكرار تجربة الأسبوع الماضي هذا الأسبوع خاصة مع تعضيد بعض العوامل التي ستدفع بسعر البرميل إلى أعلى ومن بينها استمرار منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) في تقليص حجم إنتاجها، تراجع معدل المخزونات خاصة المشتقات في الاحتياطيات الأمريكية، وذلك في الوقت الذي اتجه فيه فصل الشتاء إلى الانتهاء عمليا، وإعادة تسليط الضوء على العامل الصيني في استهلاك الطاقة بصورة عامة والنفط خصوصا.
فيوم الجمعة الماضي تراجع سعر برميل النفط عند إغلاق الأسواق بنحو 36 سنتا إلى 61.64 دولارا للبرميل من خام ويست تكساس الأمريكي الحلو الخفيف، كما شهد خام برنت على الجانب الآخر من الأطلنطي خسارة طفيفة لا تذكر بلغت ثلاثة سنتات فقط ليغلق عند 62.08 دولار للبرميل.
قبلها كان اتجاه الأسعار تصاعديا، بل وبصورة تكاد تكون مستمرة لقرابة سبعة أيام متصلة. ورغم التراجع في سعر البرميل، فإن المعدل السعري لإغلاق السوق يعتبر الأعلى منذ الثاني والعشرين من كانون
الأول (ديسمبر) الماضي، وحقق سعر البرميل زيادة بلغت 25 في المائة منذ مطلع هذا العام.
بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية للأسبوع الماضي تشير إلى حدوث تراجع بأكثر مما كانت تتوقعه السوق خاصة في جانب المشتقات. فحجم مخزونات البنزين حقق تراجعا بلغ 1.9 مليون برميل إلى 220.2 مليون، كما أن المقطرات مثل زيت التدفئة تراجعت بنحو 3.8 مليون برميل إلى 124.5 مليون وذلك رغم أن الإحصائيات المتوافرة تشير إلى زيادة في الطلب على المواد المكررة خلال الأسابيع الأربعة الماضية بلغت 7.5 في المائة مقابل الفترة نفسها من العام الماضي. لكن من الناحية الأخرى، فإن حجم مخزونات النفط الخام حقق زيادة بلغت 1.4 مليون برميل إلى 329 مليون برميل.
يأتي هذا التراجع في الوقت الذي تتهيأ فيه السوق النفطية لبدء موسم قيادة السيارات في الولايات المتحدة، وهو موسم يتصاعد فيه الطلب خاصة على البنزين واحتياجات سوق النقل هي الأعلى عادة في الاستهلاك. وإلى جانب التراجع في حجم مخزونات المشتقات، فإن هناك عاملا إضافيا يتمثل في متاعب تعاني منها بعض المصافي خاصة في تكساس مثل "فاليرو أنرجي كورب".
من ناحية أخرى فإن المسح الذي قامت به وكالة رويترز للأنباء عن وضع الإمدادات من الدول الأعضاء في "أوبك"، عدا العراق المستثنى من نظام الحصص وأنجولا، وهي عضو جديد في المنظمة ليست مقيدة بعد بأي نظام لخفض الإنتاج، إشار إلى أن الدول العشر سجلت تراجعا في حجم إمداداتها في الشهر الماضي بنحو 290 ألف برميل يوميا إلى 26.63 مليون برميل يوميا وذلك من معدل إمداداتها لشهر كانون الثاني (يناير) الماضي. وهذا ما يشير إلى استمرار المنظمة في سياسة تقليص الإنتاج التي يعتقد أنها أزالت نحو مليون ونصف المليون برميل من السوق مقابل مليون وسبعمائة ألف برميل يوميا كان يفترض إزالتها وفق قراري الدوحة وأبوجا.
إلى جانب هذا فإن المواجهة الإيرانية مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا تظل تشكل قاعدة لاستقرار الأسعار ودفعها إلى أعلى.
هذا إلى جانب بروز العامل الصيني مرة أخرى. ففي خضم التراجع الذي شهدته بورصة شنغهاي لم ينتبه كثير من المحللين إلى أن شهر كانون الثاني (يناير) قد الماضي شهد دخول الصين مستوردا للفحم لأول مرة، الأمر الذي ستكون له انعكاساته على تشكيلة استخدام الطاقة في الصين بصورة عامة، خاصة والسوق الصينية تمتص قرابة ثلث حجم النمو السنوي في الطلب على النفط، وهو ما يسهم في تقوية وضع الأسعار.

الأكثر قراءة