مزاد تراثي يحصد أكثر من 289 ألف ريال لـ 256 قطعة نادرة

مزاد تراثي يحصد أكثر من 289 ألف ريال لـ 256 قطعة نادرة

نظمت مؤسسة وردة وزان للتراث والطوابع المزاد 48 في متحف عبد الرؤوف خليل أمس الأول، الذي احتوى على 340 مجموعة من الطوابع السعودية والخليجية والعربية، إضافة إلى القطع التراثية والسيوف والمجلات القديمة.
وكان من أبزر المحتويات كتيب خاص بإهداءات الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي يحتوي على طوابع تذكارية ومجموعة بطاقات خاصة، وبعض الطوابع من الإصدارات السعودية الأولى عام 1925م، وأصدرت فترة حكم الملك عبد العزيز للسلطنة النجدية والحجاز.
وشهد المزاد حضور العديد من الهواة والمختصين الذين تجاوز عددهم 83 شخص، فيما بلغ عدد المجموعات المباعة256 مجموعة من أصل 340 مجموعة بقيمة تجاوزت 289ألف ريال.
وارتفعت حمى المنافسة بين الهواة على شراء نماذج نادرة من العملات الورقية الفلسطينية إصدار سنة 1948م التي بيعت بقيمة 35 ألف ريال، فيما كذلك بيعت مجموعة رقم 340 التي هي مفاجأة المزاد عبارة عن قطعة صغيرة من كسوة الكعبة في العهد العثماني بيعت بقيمة 24 ألف ريال، إضافة إلى مجموعات المصكوكات الإسلامية في العهد الأموي والعباسي، وأولى إصدارات العملات للمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان، وعدد من المخطوطات العثمانية.
وبين محمد بن عبد الله القاضي الخبير والمدير العام لمؤسسة وردة وزان للتراث والطوابع، أن المزاد بمثابة رسالة ثقافية للهواة في أنحاء المملكة كافة، والعمل على التثقيف بصورة مبسطة وتعريفهم بالأسعار الحقيقية لهذه المقتنيات النفيسة، مبينا دورها في الحفاظ على هذه المقتنيات التراثية التي فقد الكثير منها إثر التوسع في الطفرة العمرانية وخروج السكان من المساكن الشعبية تاركين خلفهم العديد من الكنوز من القطع النادرة التي تعرضت للبيع في الحراج بأسعار بخسة، كما أن الجيل الجديد من غير الهواة ساهموا بشكل غير مباشر في ضياع التركة الفنية التي خلفها آباؤهم من الخبراء والهواة بجمع هذه القطع التراثية التي تعود إلى عهود سابقة، وباعوها أو أهمالها دون الاكتراث لمكانتها التاريخية، مشددا على ضرورة نشر الثقافة والوعي في المجتمع وخاصة من الجيل الجديد في محاولة لتشكيل هيئة أو لجان من الخبراء والمتطوعين لتوثقيها والتعريف بها وتعليم الهواة على كشفها لعدم تعرضهم للغش وتشكيل دراية واسعة بأسعارها الحقيقة.
وأشار أحد الخبراء بالمزاد إلى أن المملكة العربية السعودية تفتقر إلى وجود مختبرات خاصة تكشف العمر الزمني الحقيقي للقطع عبر فحص الكربون المؤكسد في القطع التراثية آو الأثرية، إضافة إلى عدم وجود جهة متخصصة في إعطاء معلومات عن سجلها من عدد القطع الموجودة وإلى أية حقبة زمنية تعود، مبديا أسفه من خروج العديد من القطع المهمة التي تعود إلى عهود سابقة خارج المملكة وبأسعار بخسة جدا، نتيجة جهل الناس بالماضي بقيمتها المعنوية والمادية والعلمية والثقافية، إلا أن العصر الحديث بدأنا نلمس الوعي الكبير بين الجمهور المحب، إضافة إلى دور المهرجانات التراثية مثل "الجنادرية" وغيرها في تشجيع هذه الأجيال على الحفاظ على كنوزها التراثية والتاريخية.

الأكثر قراءة