توقعات بارتفاع أسهم "سميث مايكرو" 60 %

توقعات بارتفاع أسهم "سميث مايكرو" 60 %

توقعات بارتفاع أسهم "سميث مايكرو" 60 %

[email protected]

خدمة البيانات هي إحدى الخدمات التي تقدمها شركات الهاتف الجوّال وتعتبرها ذات عائد أفضل من الخدمة الصوتية لأنها تُحقق ربحية أكثر وتعتبر خدمة البيانات سوقاً سريعة النمو لزيادة الطلب عليها من قبل المُشتركين من أفراد وشركات، والمقصود بخدمة البيانات الدخول على الإنترنت وتوصيل أجهزة الكمبيوتر بعضها ببعض باستخدام شبكة الجوّال لتوفير الاتصال السريع، إضافة إلى خدمة تبادل وتحميل ملفات البيانات والموسيقى وخدمة نقاط الاتصال الساخنة مثل تلك التي دشنتها هيئة الاتصالات والتقنية السعودية في شارع التحلية في مدينة الرياض، ومن هذه السوق تستفيد شركات أخرى في تصنيع منتجات مناسبة مثل أجهزة المودم المُتنقل وبطاقات المواءمة بين الهاتف الجوّال والكمبيوتر المحمول كذلك شركات أخرى تُطور برامج خدمية في هذا المجال.
نمو سوق خدمة البيانات في عالم الاتصالات المُتنقلة لا يصفه حق وصفه سوى لغة الأرقام، ففي عام 2005 بلغت مبيعات شركات الاتصالات المتنقلة الأمريكية 113.5 مليار دولار أي بزيادة مقدارها 11 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2004 وهذه نسبة معقولة لا بأس بها، بينما سجلت هذه الشركات من الاشتراك بخدمة البيانات آنذاك مبيعات مقدارها 8.6 مليار دولار وهي أكثر من مبيعاتها في عام 2004 بزيادة مقدارها 86.4 في المائة، وهذا يؤكد مدى سرعة نمو سوق خدمة البيانات.

نظرة عامة
اخترت هذا الأسبوع الحديث عن شركة تعمل في مجال تطوير البرامج والأجهزة التي تُتيح الاستفادة من خدمة البيانات التي تقدمها شركات الاتصال، وهي شركة Smith Micro Software الأمريكية التي تطور برامج في مجال الاتصالات المُتنقلة وبرامج خدمية تُسهل إجراء مهام محددة، ومن منتجاتها QuickLink Mobil الذي يُسهل عملية الاتصال ويعطي الأجهزة قدرات أكبر للاستفادة من البيانات، وأيضاً برنامج آخر هو QuickLink Phone Manager الذي يتم تركيبه في أجهزة الهاتف الجوّال ويُسهل إدارة دليل الاتصالات والمواعيد من خلال الهاتف وبرامج أخرى تُسهل إرسال أوراق الفاكس وملفات البيانات واستقبالها على الهاتف الجوّال، هناك برامج تُسهل إدارة ملفات الصور على الهاتف الجوّال وضغطها بنسبة 30 في المائة دون التأثير على جودتها لتسهيل انتقالها بين الهواتف النقالة وتخزينها وتخفيف الضغط على شبكة الجوّال وتعمل برامج الشركة على أنظمة التشغيل ويندوز وماكنتوش ويونيكس ولينوكس.
تُقدم الشركة خدمات أخرى في مجال تصميم واستضافة المواقع على شبكة الإنترنت وتقدم خدمة الاستشارات في هذا المجال، كما تُصنع أجهزة تقوم بتسهيل الاتصال بشبكة الجوّال لتبادل البيانات ويهتم بهذه المنتجات شركات خدمة الهاتف الجوّال ومصنعو الهواتف النقالة، وقد تأسست الشركة في عام 1982 على يد William Smith وRohnda Smith ومقرها في ولاية كاليفورنيا بمدينة Aliso Viejo.

مسيرة نجاح
أول برنامج أنتجته الشركة كان يعمل على الكمبيوتر الشخصي وشيئاً فشيئاً بدأت الشركة تتخصص في مجال برامج الاتصالات المُتنقلة حيث أنتجت أول برنامج يُدير ويُنظم عمل بطاقة الفاكس/ مودم الخارجية ليُسهل تكاملها وتواصلها مع الكمبيوتر وأخذت منتجاتها اسم QuickLink وحققت الشركة مبيعات مقدارها 22.5 مليون دولار في عام 1996، ولكن مع تحول بطاقات الفاكس/ مودم إلى رقائق صغيرة يتم تضمينها في الكمبيوتر باللوحة الرئيسية Motherboard تقلصت مبيعات الشركة إلى عشرة ملايين دولار في عام 1998 وفقدت الشركة قدرتها على تحقيق الربح.
في عام 2000 طرحت الشركة أول برنامج لها باسم QuickLink Mobil يُتيح استقبال وإرسال الفاكس وتبادل البيانات على شكل ملفات من خلال الهاتف الجوّال والشبكات اللاسلكية Wireless Network ولكن بطء شبكات الاتصال آنذاك أعاق قدرة الشركة على زيادة مبيعاتها ولكن مع التطور الذي حصل في البنية التحتية لشبكات الاتصال ومع اقتراب سرعة الجيل الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية من سرعة الحزمة العريضة BroadBands أصبحت شركة Smith Micro قادرة أكثر على تسويق منتجاتها وتهيأت لها السوق أكثر من ذي قبل.

شراكة استراتيجية
في آذار (مارس) من عام 2001 وقعت الشركة اتفاقية مع شركةVierizon Wireless الشهيرة بموجبها تزود شركة Smith Micor جميع المشتركين في خدمات Vierizon بالبرامج والأسلاك اللازمة لهواتفهم النقالة، وتوسعت هذه الاتفاقية لتشمل المُشتركين بخدمة Wi-Fi واستفادت شركة Smith Micor من كثرة المشتركين في خدمة الهاتف الجوّال لشركة Vierizon الذين أصبح عددهم 55 مليون مشترك، ثم وقعت شركة Smith Micro الاتفاقية نفسها مع شركات أخرى مثل ALL TEL وVodafone وSprint، وشركة الثريا للاتصالات الفضائية إحدى هذه الشركات.
قامت كل من شركة Sprint شركة Vierzon اللتين تُعتبران شريكين استراتيجيين للشركة Smith Micro بتسويق خدمة تحميل ملفات الأغاني على الهاتف الجوّال مقابل سعر محدد لكل أغنية، وهذه الخدمة تعتمد بشكل كبير على برنامج QuickLink Music من شركة Smith Micro، وهذا بدوره منح الشركة عوائد قوية، وبهذا يتوقع الكثير من المُهتمين بالتقنية أن يتبوأ الهاتف الجوّال مكانة أفضل في مجال تحميل ملفات الأغاني والفيديو ويحل مكان أجهزة مثل iPOD ومشغلات الـ MP3.
مع انتشار كاميرا الجوّال التي بيع منها في عام 2005 ما يُقارب 500 مليون قطعة حول العالم، ومع قيام مشتركي الهاتف الجوّال بتبادل ملفات الصور فيما بينهم اعتماداً على شبكة الهاتف الجوّال. من هنا وجدت شركة Smith Micro فرصتها في الاستحواذ على شركة Allum التي تملك تقنيات برمجية (خوارزمية) تقوم بضغط ملفات الصور دون التأثير على جودتها، وهذا سيدعم الشراكة الاستراتيجية مع شركات الهاتف الجوّال الذي يريدون تقليص حجم الصور المُتبادلة بين المُشتركين من خلال أجهزتهم لزيادة سرعة الإرسال والاستقبال فيما بينهم والمحافظة على قدرات شبكة الشركة وعدم إنهاكها.

مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت الأربعاء الماضي الموافق الثامن والعشرين من شباط (فبراير) وهي غير مُدققة حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 54.47 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 168 في المائة عن مبيعات عام 2005، كما سجلت الشركة أرباحاً في عام 2006 بمقدار 8.96 مليون دولار بزيادة مقدارها 112.7 في المائة، وبالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي أرباح الشركة 16.7 في المائة وهي أفضل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه المُقدر بـ 14.5 في المائة.
لا يوجد ديون على الشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة وتستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا هي بمقدار 6.4 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهي 16.3 في المائة أي أقل بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 25.5 في المائة، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.9 مرة.
من المعروف أن المخزون يُعتبر أحد أهم الأمور المُكلفة على الشركات ولكن دوران المخزون لدى الشركة Inventory Turnover يصل إلى 19.9، وهي أفضل بكثير من دوران المخزون لدى شركات أخرى تعمل في القطاع نفسه الذي تنتمي إليه الشركة ويصل إلى 5.7 مرة.

مؤشرات فنية
سعر سهم الشركة حتى إغلاق يوم الجمعة هو 15.13 دولار ويواجه أول مقاومة عند مستوى 15.25 دولار ثم عند 17 دولارا، والأهم هو مستوى المقاومة عند سعر 19.01 دولار بسبب أنه أعلى سعر وصله السهم خلال 52 أسبوعا، كما يجد السهم دعما جيدا عند مستوى 14.17 دولار بسبب أن هذا السعر يوجد عنده متوسط حركة 200 يوم يليه دعم عند 13.7 و13 دولارا وأقل سعر وصله السهم خلال 52 أسبوعا هو 2.15 دولار.
السهم أنهى إغلاق الفجوة الموجودة بين سعر 14.2 و15.2 دولار المُتكونة في منتصف كانون الأول (ديسمبر) وقام بذلك يوم الخميس الماضي بفضل الأخبار الجيدة التي صدرت عن الشركة بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء وكانت الأخبار عن نتائج مالية قوية حققتها الشركة بنهاية أعمالها لعام 2006، خلال الفترة المقبلة سيستقر السهم بين مستوى 14 دولارا و15.5 وهي فرصة جيدة للشراء فنياً وفي حالة استمرار صعود السهم فسوف يتوقف ويجني عند مستوى 19 دولارا ويتراجع مما يُتيح الفرصة لدخول مشترين آخرين يدعمون السهم ليكمل مسيرة الصعود نحو تحقيق الهدف الاستثماري وهو سعر 24 دولارا.

مخاطر الاستثمار
الشركات الاستراتيجية التي تمكنت شركة Smith Micro من ترسيخ الشراكة معها والمُحافظة عليها هي عامل قوة وضعف في الوقت نفسه، حيث إن هؤلاء العملاء محدودون من حيث العدد مع الأخذ في الاعتبار حجمهم الكبير، وفي حالة فقدان أي واحد منهم ستتضرر شركة Smith Micro وسيؤثر على ربحية الشركة وتقييم سهمها، حيث إن بعض هؤلاء العملاء قد يلجأ إلى تطوير برامجه الخاصة بنفسه مما سيؤثر سلباً على الشركة مع أن هذا احتمال يكاد يكون ضعيفاً، عامل الخطورة الآخر هو أن السوق الذي تعمل فيه الشركة وهو تطوير برامج لتسهيل خدمة البيانات تُعتبر سوقا ذات جاذبية وهناك تأكيدات بأن يزداد حجمها مما سيُغري شركات أخرى لتدخل فيها وتُصبح من منافسي الشركة.

المُستثمرون والمُنافسون
المُستثمرون من الصناديق والمؤسسات المالية يمتلكون 61.3 في المائة من أسهم الشركة الصادرة ومن أكبر هؤلاء المُستثمرين Touchstone وBjurman Barry وGartmore كل منهم بنسبة 3.1 و2.37 و1.75 على التوالي، والمُستثمرون من داخل الشركة والمطلعون على أسرارها Insider وخططها فيمتلكون 10.4 في المائة من أسهم الشركة، حيث تقلصت حصتهم بعد أن قام كل من Bill Smith أحد المؤسسين للشركة ببيع مليون سهم من أسهم الشركة التي يملكها، كما قامت الشركة نفسها ببيع أربعة ملايين سهم.
تُنافس شركة Qualcomm الشركة صاحبة البنية التحتية المعروفة باسم CDMA التي تتضمن في داخلها تقنيات شبيهة بتلك التي تقدمها شركة Smith Micro، إضافة إلى شركات صغيرة مثل Xfone وRoaming Messenger.

الخلاصة
بالنظر إلى التوقعات المُستقبلية ومنها توقع ارتفاع مبيعات الشركة بنسبة 72 في المائة خلال العام الحالي دون اللجوء إلى ديون مثلما فعلت في السنوات الماضية ومع توقع زيادة مُستحقات الشركة وأصولها، كما أن العائد على السهم يتوقع أن يصل إلى رقم قريب إلى الضعف حسب تقديرات المُحللين الذين يتوقعون وصول سعر السهم إلى ما بين 20 دولارا إلى 24 دولارا، وعدد المُحللين الذين يهتمون بهذه الشركة ويقيمونها بين فترة وأخرى هم 12 محللا جميعهم دون استثناء يُوصون بشراء سهم الشركة علماً بأن مكرر الأرباح مع هذه التوقعات سيصل إلى 14.55 بناء على تقديرات وتوقعات مُستقبلية.

الأكثر قراءة