أعماله عبد القادر الريس التراثية تعكس حالاته الشعورية
مرت التجربة التشكيلية الإماراتية بمراحل كثيرة، قدم خلالها كثير من الفنانين أعمالهم وإبداعاتهم موازية لما يحدث في المشهد التشكيلي العالمي من انفتاح على الاتجاهات الفنية مرورا بالواقعية والانطباعية والفنون الحديثة، الراصد للعمر الزمني التشكيلي الإماراتي لابد أن يستحضر فنانا شغف باللون والحقيقة، استطاع أن يصور الحنين للمكان، ويسجل اللحظات كما ترصدها عدسة المصور مع فارق كبير بينهما يظهر للمتابع الذي ينظر بإعجاب للجهد المبذول لإنجاز ذلك المشهد معتمدا على المهارة الفائقة، رسم الباب والنافذة والبيوت القديمة والتراث بكل تفاصيلها، فنان تشكل تجربته جزءا رئيسيا في المشهد التشكيلي الإماراتي، منذ أول معرض أقامه في دبي في عام 1974م.
عبد القادر الريس الذي تزين جداريته قاعة راشد بمطار دبي لكبار الشخصيات، تميزت أعماله باستخدام الألوان المائية في اللوحة الزيتية بكل حرفية وإتقان، أحب الطبيعة بكل تفاصيلها، صخورها، جبالها، أوديتها، عشق تراث الآباء والأجداد وجد نفسه تنساق للبيوت القديمة وما تحويه من تفاصيل دقيقة في أبوابها وشبابيكها التي تعطي بعدا فلسفيا لاشتغالات الريس وإبداعاته. قد نلمح فيها خوفه على الماضي ورغبته الأكيدة في توثيق ذلك بكل دقة وذلك يتطلب عملا شاقا وجهدا مرهقا، لذا نجده يتجه للتجريد عندما يبحث عن الراحة والحرية والاكتشاف فتراه يبدأ ذلك النوع من الأعمال من دون تخطيط مسبق بل تأتي ارتجالية وقد تصل إلى غير ما كان يتوقعه له.
أخذت لوحة الباب بعدا فنيا وفلسفيا وجماليا وماديا فالباب رمز ومعنى وذكرى للدخول إلى عوالم ومتاهات أو قد يتحول الأمر إلى الأمن والرخاء بما فيه- الباب- من جمال الألوان والتصميم، وقد نجد أبوابا أخرى مقفلة وكل ذلك يعكس حالة الريس النفسية والشعورية التي يمر بها.
على مدى أكثر من 30 عاما من المسيرة التشكيلية حقق الريس العديد من الجوائز ومنها جائزة لجنة تحكيم بينالي الشارقة 1993م، وجائزة لجنة تحكيم بينالي اللاذقية سورية 1995م، والجائزة الأولى في معرض الإمارات في عيون أبنائها 1999 والسعفة الذهبية مجلس التعاون. كما أقام 22 معرضاً شخصياً منذ عام 1974م في عدد من الدول العربية والأجنبية.