400 ألف معلم ومعلمة تحت قبة واحدة .. هل من بارقة أمل؟

400 ألف معلم ومعلمة تحت قبة واحدة .. هل من بارقة أمل؟

يظل ملف التعليم بجميع قضاياه ملفا ساخنا كثيرا ما أثير في الآونة الأخيرة، فمن معلم يستأسد على حمل وديع، إلى طالب يضرب أباه المعلم، بطريقة فجة وغير مستساغة في مجتمع متحضر.
المعلم سلاح الأمم وكنز الإبداع ينحت في الصخر حتى يرتقي تلاميذه، وكم من مدرس في فصله القصي في ذلك المبنى المستأجر قد بنى أجيالا تلو الأخرى، مفيدا طلابه دوما أن يستفيد من تجربته زملاؤه! وكم من مرشد طلابي حل معضلات كبيرة، عجز عتاة المربين والتربويين عن حلها، دون أن يعلم به أحد!
يحاول بعض المعلمين جاهدا البحث عن ذاته، سواء من خلال القراءة، أو الانشغال بأعمال أخرى، أو أن يفيد غيره من خلال المناسبات الاجتماعية، ولكن الن جاح لا يكتب لكثير من هذه المحاولات، وتظل محاولات فردية معرضة للأخطاء في أغلب الأحيان.
إن المعلمين المبدعين منهم والآخرين، المخضرمين أو الجدد، حين يجتمعون تحت قبة واحدة، ويظللهم سقف واحد يتجاذبون شجون التعليم وهمومه ويتابعون مسؤولياته دون تدخل من أحد (أولياء أمور، أصدقاء، صحافة، متطفلون، منتديات،...إلخ) لا شك سيكون هذا حافزا لهم وسيشجع بعضهم بعضا، ويستفيد كل مما عند الآخر، طارحين بذلك رؤاهم عارضين تجاربهم، متواصلين مع غيرهم من جمعيات وفئات المجتمع المدني، ليسهموا في بناء هذا المجتمع الذين هم فيه الأساس لا غرو في ذلك، إضافة إلى تبادل الخبرات، بل التنافس فيما بينهم، والمحصلة في النهاية تصب في خدمة التعليم، ولك أن تتخيل أن من بين 400 ألف معلم ومعلمة سيتم تداول 100 ألف فكرة أو تجربة بالطرح والتنقيح لتخرج في النهاية بشكل تجربة ثرية يستفيد منها المعلمون في حياتهم العملية.
نتابع باهتمام ما يتردد، أو يطرح حول نية الوزارة إقامة جمعية أو نقابة للمعلمين وذلك على لسان وزيري التربية والتعليم السابق والحالي، وما زال الموضوع قيد الدراسة، وما زالت كلمة "قريبا" ترن في أذهاننا، "قريبا" ولكن بلا جدوى، وكأن بالـ "قريبا" هذه صارت شبيهة بـ "تحت الدراسة" و"قيد الطرح" و"في مراحلها النهائية" وهلم جرا من "التسويف" المفقد للأمل في حصول شيء.
نقدر جهد وزارتنا، ولكننا ندرك أيضا أننا ندخل عصرا جديدا، أليس من الأجدى أن ترى هذه الجمعية (أو النقابة) النور "الآن" وليس "قريبا"؟
من المسؤول؟ من المسؤول؟ وكفانا تسويفا من أجل أن ترى هذه الجمعية النور، فكما نجحنا في إنشاء هيئات للمهندسين وللصحافيين والأطباء والمتقاعدين، ألم يحن الوقت لهيئة المعلمين؟!

الأكثر قراءة