شخصيات مهمة جداً
بداية أود أن أسجل احترامي لكل من يندرج تحت هذه الصفة و خاصة ممن هم (VIP) روحاً و مضموناً قبل أن يكونوا كذلك أسماءً و أشكالاً.. أولئك الذين فرضوا احترامهم على الآخرين بطيب أفعالهم و سمو أخلاقهم و ليس أولئك الذين فرضوها بقوتهم أو بأسمائهم التي ولدوا بها و لم يكن لهم خيار في ذلك..
لا أدري أين قرأت أو سمعت هذه العبارة: بأن لدينا ظاهرة عجيبة تميزنا أكثر من سوانا و هو أننا دائماً نفرض تعاملاً خاصاً لبعض الفئات من الناس في جميع المجالات و على جميع الأصعدة و بشكل مبالغ فيه و هذا ما لا يوجد في دول كثيرة خارج بلادنا، و هذا صحيح إلى حد كبير..
يحدث أحياناً أن نميز أشخاصاً بعينهم في تعاملنا إلا أن ذلك لا ينبغي أن يصل إلى هضم حقوق الآخرين أو التقليل من شأنهم!!
ثمة مفارقة عجيبة شهدتها بنفسي خلال الأشهر الماضية، فقد حدثتني سيدتان لا تعرفان بعضهما بعضاً في موقفين مختلفين متناقضين..
حدث هذان الموقفان داخل مستشفى كبير درج المهتمون بشأنه على تسميته بالصرح الطبي العظيم!
الأولى قالت لي: كنت في ضيافة المستشفى رغماً عني فقد كنت مرافقة لقريبتي المصابة بمرض خطير ربما لا تشفى منه إلا برحمة الله، تم حشرنا في غرفة واحدة مع أربع مريضات، و عليه فقد أصبح العدد خمس مريضات..حتى أنه لم يكن ثمة مقر لي أنا المرافقة وقد اضطررت إلى النوم طوال الليل على الكرسي!! أما السيدة الأخرى فهي من فئة الـ (VIP) وهي سيدة استثنائية محترمة، فقد قالت كنت في زيارة لقريبة لي وضعت مولوداً، عند زيارتنا لها سلكنا طرقاً واسعة حتى وصلنا إلى الجناح الذي ترتاح فيه و كان جناحاً واسعاً.. جعلني أتساءل بدهشة لماذا كل هذا الإسراف؟!! لماذا كل هذه المساحات الواسعة التي تحتلها مريضة واحدة هي و زوارها و هم ليسوا في حاجة إليها خاصة أن زيارة المريض لا تستغرق وقتاً طويلاً؟! (و تكمل السيدة الأخيرة) حديثها قائلة: كنت في زيارة أخيرا لمدينة أوروبية متقدمة وقد اضطررت إلى زيارة أحد مستشفياتها.. لقد كان مستشفى مرتباً منظماً يحوي جميع التخصصات.. لم تكن الغرف فخمة و لا هائلة الاتساع مثلما لدينا في بعض المستشفيات لكنها كانت صغيرة مرتبة مناسبة تماماً للحاجة أو الغرض المطلوب.. أترك التعليق لكم إن شئتم على ما ذكرته لكم آنفاً و أكتفي بالقول: إننا في المستشفيات خاصة لسنا في حاجة إلى الوجاهة والفخامة بقدر حاجتنا إلى خدمة صحية راقية و إلى عمل مخلص دؤوب وإلى ضمائر يقظة تراعي الله في كل خطوة و في كل التفاتة.. هذه أولاً..
ثانياً: لماذا هذا التمييز في التعامل مع المرضى؟ أليسوا جميعاً مرضى بحاجة إلى العناية و الرعاية؟!!
Email: [email protected]