العراق حاضر بـ"أحزانه" في حفل الأوسكار
العراق حاضر بـ"أحزانه" في حفل الأوسكار
يأمل المخرج العراقي حميد المالكي في أن يحصل أحد الفيلمين الوثائقيين اللذين يتحدثان عن بلاده، على إحدى جوائز الأوسكار في حفل توزيع هذه الجوائز في هوليوود. (جرى إعلان الفائزين عند الساعة الواحدة بعد منتصف البارحة بتوقيت جرينتش, الرابعة فجرا بتوقيت الرياض).
وأعرب المالكي عن حزنه؛ لأن الأجانب وليس العراقيين هم الذين أنتجوا هذين الفيلمين. وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس" الجمعة من العاصمة السورية، حيث يعيش منذ عام 2004 "جميعنا يرغب في أن ننتج أفلاما حول ما يحدث في بلادنا، ولكن القيام بذلك ينطوي على خطر عظيم للعراقيين. والسلطات لا ترغب في أن نكشف الحقيقة وستفعل كل ما في وسعها لمنعنا من ذلك".
ويتنافس على "أوسكار" لأفضل فيلم وثائقي خمسة أفلام، من بينها اثنان عن العراق وهما (العراق المشرذم) من إخراج جيمس لونغلي، و(بلادي بلادي) للمخرجة لورا بواترا.
ويرسم الفيلمان صورة قاتمة وحساسة للسياسة الأمريكية في العراق. ولتصوير فيلم "العرق المشرذم" أمضى لونغلي عامين في العراق وصوّر لقطات لمدة 300 ساعة محاولا إبراز آثار النزاع في العراقيين العاديين.
ويكشف الفيلم الوثائقي المقسم إلى ثلاثة أجزاء مدة كل منها 30 دقيقة، حياة شيعة وسنة وأكراد في بلد يشهد فظائع الحرب.
وقال لونغلي في مقابلة أجريت معه أخيرا إن "معظم شخصيات الفيلم لا تشارك في المعارك" الدائرة في العراق. مضيفا أن "الفيلم لا يتحدث عن الأمريكيين بقدر ما يتحدث عن العراقيين والمشكلات الكبيرة التي يواجهونها في بلادهم".
أما لورا بواترا فاختارت أن تروي قصة طبيب سني كان مرشحا للانتخابات التي جرت في 2005 لتكشف التحديات التي يواجهها العراقيون في حياتهم اليومية.
وتقول بواترا، التي تصف الفيلم بأنه "انتقاد للاحتلال" إنها أرادت أن تصنع
فيلما بعد أن تزايدت مشاعرها بالإحباط من مستوى النقاش في الولايات المتحدة الذي قالت إنه يهمل العراقيين العالقين بالوسط.
وقالت "أردت أن أفهم الوضع على الأرض ومن موقع الناس الذين يعانون من ويلات هذه الحرب".
وأعرب حميد المالكي عن إعجابه بكل من لونغلي وبواترا. وقال "إن الوضع في العراق خطير جدا جدا.. سأكون سعيداً جدا إذا فاز أحد هذين الفيلمين بجائزة الأوسكار".
وكان المالكي (37 عاما) قد فاز بجائزة في مهرجان القاهرة السينمائي في عام 2005 عن فيلم وثائقي عن فظائع الاغتصاب في بلاده. وقد أخرج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية قبل أن يفر من بلاده ليعيش في منفاه في دمشق، من بينها مسلسل عرضه التلفزيون العراقي عن الشعراء العراقيين، وآخر عن آثار العولمة على العراق، إضافة إلى سلسلة من أفلام الرسوم المتحركة.
إلا أن المالكي يؤكد عشقه لإخراج الأفلام الوثائقية ويعمل حاليا على مشروع بتمويل ذاتي يركز على المليون عراقي الذين غادروا بلادهم إلى سورية فرارا من النزاع في بلادهم.
وقال إن الفيلم هو "عن العلاقة بين العراقيين والشعب السوري وبين العراقيين أنفسهم أثناء محاولاتهم التأقلم مع العيش في المنفى".
وأشار المالكي إلى فيلمين أنتجا في العراق عام 2004 وعرضا في وقت لاحق، أحدهما فيلم "غير صالح" للمخرج عدي رشيد الذي يسجل فيه أحداثاً يومية في حياة العراقيين المضطربة في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.
والفيلم الآخر هو فيلم "أحلام" للمخرج محمد الدراجي الذي يصور تحطم أحلام العراقيين البسيطة أولا في ظل وحشية نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبعد ذلك بسبب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
ويقول المالكي "إن صناعة السينما العراقية بأكملها انتقلت من العراق إلى سورية، بما في ذلك الممثلون والفنيون والمخرجون والمنتجون. مضيفا "تستطيع الآن أن ترى قصة عراقية في بيئة سورية".