طرح مؤسسة التمويل الإسلامية أمام الحكومات والبنوك
أعلن البنك الإسلامي للتنمية أمس أنه سيفتح المساهمة في المؤسسة الإسلامية للتمويل والتجارة أمام حكومات الدول الإسلامية وبنوكها للمساهمة فيها. وأوضح الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية, خلال اجتماع وزراء مالية الدول الإسلامية في جدة أمس لإعلان تأسيس المؤسسة, أن المؤسسة ستبدأ برأسمال قدره 500 مليون دولار يصل لاحقا إلى ثلاثة مليارات دولار.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أكد الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية بأن إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة سيكون لها دور مهم في تعزيز التعاون والتجارة البينية بين الدول الأعضاء ورفعه من مستواه الحالي الذي لا يتجاوز نسبة الـ 14 في المائة ليصل إلى 20 في المائة بحلول عام 2015 كأحد أهداف برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي أقره مؤتمر مكة المكرمة الاستثنائي وذلك من خلال استخدام المؤسسة للوسائل وللصيغ المالية المناسبة لتمويل التجارة.
جاء ذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أمس في جدة، بحضور عدد كبير من وزراء المالية في الدول الإسلامية.
وأوضح العساف، أن الصندوق الذي جاء بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين يستهدف جمع عشرة مليارات دولار وسيعمل الصندوق على استقطاب الأموال من مصادر الزكاة والأوقاف والعمل الخيري. وأضاف أن المبلغ الذي سيجمع في صندوق مكافحة الفقر من الدول الإسلامية الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية ستثمر في مشاريع يعود نفعها إلى محاربة الفقر ومواجهة الأمراض المستعصية كالملاريا والإيدز في العالم الإسلامي، وسيبلغ العائد السنوي جراء هذا الاستثمار قرابة 500 مليون دولار.
وأشار العساف، إلى أن عدد الأعضاء الذين وقعوا على اتفاقية إنشاء المؤسسة حتى تاريخه 55 عضوا، منهم 47 دولة وثماني مؤسسات مالية وصادق عليها 21 عضوا من بينهم السعودية التي تحرص دائما على دعم العمل الإسلامي المشترك ومساندة جهود تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية. وأكد بهذه المناسبة استمرار دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية ومنها هذه المؤسسة انطلاقا من استراتيجيتها الثابتة والراسخة في دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دولنا الإسلامية، آملا من بقية الدول الأعضاء التي لم توقع بعد على هذه الاتفاقية الانضمام إليها قريبا حتى يجني الجميع ثمار هذا العمل المشترك لما فيه خير وتقدم الدول الإسلامية جميعا.
من جهته، قال الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية إن مصادقة 21 دولة إسلامية على إنشاء المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة تؤكد أهمية التكامل بين الدول الإسلامية الذي يشكل توجها أساسيا لإدارة المجموعة في تحركها. وشدد على ضرورة اهتمام المؤسسة بتمويل تجارة الخدمات وعدم حصر أنشطتها في تمويل تجارة السلع خصوصا أن تجارة الخدمات في نمو مطرد بشكل لافت وسيعمل البنك على مساعدة إدارة المؤسسة الجديدة على دراسة هذا الموضوع واستنباط الآليات المناسبة المتفقة مع أحكام الشريعة.
وأوضح رئيس البنك الإسلامي، أن حكومات الدول الإسلامية وبنوكها يمكن أن تصبح حملة أسهم في المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة، مضيفا أن الأهداف الأساسية التي لأجلها تم إنشاء هذه المؤسسة تتمثل في تخفيف الأعباء الاقتصادية ومحاربة الفقر في الدول الأعضاء الأقل نموا، توفير المزيد من الموارد للبنك الإسلامي للتنمية لتمويل الصادرات والاستثمارات، توفير الضمانات الضرورية للمساعدة على تعزيز وتوسيع التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، تفعيل الأثر التنموي لعمليات تمويل التجارة، تحقيق أهداف البنك في مجالات التنمية.
من جانبه، أكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في كلمة بهذه المناسبة أن إنشاء هذه المؤسسة خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح على طريق تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في المنظمة ولإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين تلك الدول من خلال العمل على رفع الحجم الحالي للمبادلات التجارية. كما أكد على أهمية تسهيل حرية تنقل رجال الأعمال والمستثمرين وضرورة التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات التجارية والاقتصادية المبرمة في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.
ورفع المشاركون في اختتام مجلس محافظي المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أمس الاجتماع الأول للجمعية العامة للمؤسسة، الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة، معبرين فيها عن أسمى التقدير والمودة وعميق الشكر والثناء لكل ما حظي به الاجتماع الافتتاحي للجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة وللترتيبات التي وصفوها بالممتازة حيث إنها من أهم الأسباب التي أسهمت في تحقيق الأهداف التي عقد من أجلها الاجتماع. كما عبر المشاركون عن صادق الشكر والتقدير للجهود التي بذلها المسؤولون في المملكة للتحضير لهذا الاجتماع والاجتماعات الأخرى التي عقدت ضمن فعالياته .
ونوه المشاركون بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الكريمة الداعية لتعزيز موارد البنك في الاجتماع الذي عقد في ماليزيا عام 2003. وأشادوا كذلك بمبادرة خادم الحرمين الكريمة الخاصة بدعم إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة خلال القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة في كانون الأول (ديسمبر) 2005، وما لهاتين المبادرتين المهمتين من أثر كبير في إنشاء هذه المؤسسة التي يعلق عليها الجميع آمالا كبيرة في تحقيق زيادة جوهرية في حجم التجارة بين الدول الأعضاء .
كما توجه المشاركون بخالص الشكر والتقدير للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لمؤازرته الدائمة وسعيه الدءوب في خدمة مصالح الأمة الإسلامية والحرص عليها. وعبر المشاركون كذلك عن عاطر الثناء والتقدير لحكومة المملكة ولجميع الدوائر والجهات المسؤولة في الوزارات والأجهزة الحكومية المختصة وفي إمارة منطقة مكة المكرمة وللشعب السعودي المضياف لما وجدته الوفود المشاركة من حسن استقبال وتسهيلات ورعاية.