الشاعر الأنيق هاني الفرحان: الحياة "أنثى" بنت 66 حزن!

الشاعر الأنيق هاني الفرحان: الحياة "أنثى" بنت 66 حزن!

هادئ حد الصخب، وشاعرٌ منتخب، من قبل المعنى واللغة والذائقة السليمة من كل شوائب المستهلك من القصائد.. داهمنا عزلته بعد الاستئذان فكان ترحيبه رحبٌ كشعره، ملأنا اللحظات بما استطعنا من أسئلة، فملأنا هو بإجاباته.. الشاعر الأنيق العميق هاني الفرحان:

* على أي حال أنت الآن؟
- لست أدري بالضبط لكني أشعر بشيء من الحزن.
* يدخلك الحزن، فهل يمكن للشعر أن يخرجك منه؟
- أنا مؤمن أن الشعر منفذ أو شيء من هذا القبيل، لكن لا أعتقد أن فيه الخلاص من الحالات التي تعترينا، قد يعطينا الشعر مدى أكبر لحالتنا التي نشعر بها أياً كانت حزنا فرحا ضجرا أو غير ذلك.
* بعيداً عن الضجر، من هو الشاعر الذي يبهجك؟
كثر رغم قلتهم، من كبارهم البدر والحميدي الثقفي وفهد عافت.
* منذ فترة قريبة شاركت في ملتقى الشعراء الشباب الثاني، بماذا خرجت من أمسيتك؟
- خرجت بكل ما هو جميل، التجربة بحد ذاتها كانت بالنسبة لي انتصارا ومشاركتي فيها كشاعر شيء يعني لي الكثير، كفاني أني كنت هناك ضمن كوكبة تمنيت دائماً أن أكون معها من شعراء وإعلاميين ومنظمين وجمهور مميز ذكي وذواق بشكل لا يوصف.
* ماذا بعدها يا هاني؟
كل خير إن شاء الله.. مشاركتي في الملتقى غيرت نظرتي لكثير من الأشياء بخصوص الشعر المحكي، وأضافت لي الكثير أيضاً، وحملتني هم أكبر فيما يتعلق بالحضور والوجود في الوسط الشعري، فبعد نجاح الملتقى من الطبيعي أن يطمح الشاعر المشارك في قادم أجمل وأكثر نجاحاً، وهذا يبدو صعبا حالياً بحكم أن نجاح وتنظيم الملتقى الرائع يجعل القادم الأفضل صعباً نوعاً ما حالياً، لهذا رفضت أمسية أخرى بعد الملتقى مباشرة خوفاً ألا تكون بذات المستوى.
* حتى تكون بذات المستوى وربما أعلى، نتمنى مشاركة من جانبك؟
- الأسماء كثيرة رغم قلتها كما ذكرت، ولو أني سأختار أسماء محددة وأتيح لي المشاركة معها فربما احتجت أكثر من أمسية لأكون مع الأسماء التي أتمنى المشاركة معها.
* "الديوان الأول للشاعر هاني الفرحان"، متى سنتداول هذه الجملة؟
- الديوان الأول فكرة أعتقد أن الوقت لايزال مبكراً للتحدث عنها، أنا حالياً مشارك في ديوان يضم أكثر من شاعر قام بجمعه وإعداده الأستاذ ماجد الخيران، وأعتقد أنه سيرى النور قريباً جداً ومن هنا أشكر الأستاذ ماجد على مجهوداته واهتمامه بالأدب المحكي.
* قصائدك.. تشبه ماذا؟
- تشبهني أنا، وأعتقد أنها تشبه شباب جيلي جميعهم بحكم توحد الهم وطريقة النظر للأشياء وإن كان هناك استثناءات.
* استثناءات كماذا؟
- كل إنسان له طريقته في التعاطي مع ما حوله وهذا يؤدي إلى الاختلاف بين أصحاب الهم الواحد "أصابع يدك ما هي سوا".
* مع توالد برامج المسابقات الفضائية الخاصة بالشعراء، تغيب أسماء كثيرة، أنت منها.. لماذا؟
- فكرة المسابقات جميلة جداً، لكني لا أعتقد أننا نملك الأدوات ـ كمجتمع ووسط شعري- والإمكانيات للقيام بها على أكمل وجه، هكذا لن تتحقق النتائج المرجوة الآن، ومن وجهة نظري أنها معادلة ناقصة مقدر لها الفشل مسبقاً، فلماذا أكون رقما في معادلة خاسرة أو صفراً على اليسار.
* غيابك لم يقتصر عليها، ولكن ينعكس على النشر أيضاً.. فأين أنت الآن؟
- أنا بطبيعتي كسول، ثم إني لا أبحث عن النشر لمجرد النشر، ولا أجيد التعامل مع الصحافة كما أعتقد، كل هذا لا يعني أني لا أنشر أو لم أنشر، أنا دائم الحضور في المكان الذي أرتاح فيه، لهذا تجدني دائماً في "بالمحكي" ومجلة "حياة الناس"، مع العلم أني أنشر منذ ما يقارب أربع سنوات.
* البعض يراك كما يريد، بماذا ترد على من يقول عنك "مغرور"؟
- الله يسامحهم.. وإن كانوا متأكدين من ذلك فأنا كذلك "مغرور" على قولهم.
* تدعو الله أن يسامحهم وتوافقهم ما داموا متأكدين، لا تعرف نفسك بعد؟
- أنا أرى أنهم ظلموني وأسأل من يعرفني، أنا صاحب رأي، وقد تكون آرائي مختلفة عن السائد أحياناً، وربما اعتبر تمسكي برأيي غروراً في كثير من الأحيان.. إذا كان هذا هو الغرور الذي يقولون فهم فعلاً "ظلموني"، والله يسامحهم مرة ثانية.
* هل تلهمك الأنثى؟
- الحياة أنثى.. إذا لم تلهمني فلماذا أعيش!
* هل هناك أنثى يستلهم منها هاني دائماً؟
- نعم .. هي أنثى ليست كالبشر، بل "بنت 66 حزن".
* من هو الشاعر الأهم؟
- بدر بن عبد المحسن ربما.
* كلمات تدور في خلدك، لم تجد لها مخرجاً.. هل لك أن تنثرها هنا؟
- هي مجرد أمنيات، فأتمنى أن نحيا ونفكر ونتعاطى مع ما حولنا بشكل أرقى وأكثر عقلانية.. بعيداً عن الإسقاطات الغبية التي قتلتنا وجعلتنا أسفل سافلين على جميع الأصعدة، خصوصاً الإنساني منها.

الأكثر قراءة