سحب البساط من تحت أقدام "إنفوسيس" الهندية

سحب البساط من تحت أقدام "إنفوسيس" الهندية

تعتبر شركة إنفوسيس تكنولوجيز متحدياً ناشئاً في السوق, لا يستطيع على الإطلاق المنافسون الأكبر في العالم المتقدم أن يتحملوا إزالة أعينهم عنه لوقت طويل.
أما الشركة التي اشتهرت باستيلائها على وظائف العمليات الداخلية لشركات تكنولوجيا المعلومات الغربية، فتسعى حالياً إلى دخول الباب الأمامي، وهذه المرة من خلال عرض خدمات الاستشارات الاستراتيجية, التي كانت ذات مرة حكراً على شركتي آي بي إم وأكسنتشر IBM وAccenture.
يقول ناندان نيلكاني الرئيس التنفيذي، إن وحدة الاستشارات الجديدة التي تم إنشاؤها في الشركة، إنفوسيس كونسلتانتس, وظفت عدداً من المستشارين الكبار من أفضل الشركات وأفضل الكليات. وهم يعملون عن كثب مع عملائنا أكثر فأكثر في إيجاد الحلول التحويلية.
وبينما استحوذت مصانع شرق آسيا في اليابان وكوريا الجنوبية والصين, على العديد من وظائف ذوي الياقات الزرقاء من الغرب، فإن "إنفوسيس" وقرينتيها "تاتا" للخدمات الاستشارية و"ويبرو" استحوذت على وظائف الياقات البيضاء، مما أدى إلى تحويل مبرمجي الكمبيوتر في الولايات المتحدة, إلى سائقي باصات!.
وفي غضون ذلك أصبحوا ـ أي الهنود ـ أغنياء.
كان صافي ربح "إنفوسيس" الذي بلغ 24 مليار روبية والمبيعات التي بلغت 90 مليار روبية (مليارا دولار) مما أنهى السنة المالية حتى آذار (مارس) 2006, بتحقيق ربح يبلغ ثلاثة أضعاف الربح الذي حققته قبل خمسة أعوام. أما عدد الموظفين خلال الفترة ذاتها فتضاعف أربع مرات.
بدأ الكثير من هذا الكسب المفاجئ خلال الانتعاش الذي ظهر عام 2000 حينما تلقت "إنفوسيس" وشركات أخرى عقوداً عملاقة, لفحص أنظمة تكنولوجيا المعلومات الغربية لفيروس الألفية المرعب, الذي كان من المتوقع أن يصيب بعض أجهزة الكمبيوتر بسبب عدم قدرتها على التعرف على التاريخ الجديد.
وفي الإخفاق الذي تلاه، لجأ المديرون الأمريكيون إليهم مرة أخرى للمساعدة في تقليص التكاليف، واستخراج المزيد من ميزانيات تكنولوجيا المعلومات المتقلصة، التي تدعم نموهم بصورة إضافية.
ولكن قوة "إنفوسيس" تكمن في أنها دائماً ما قدمت نفسها على أنها أكثر من مجرد شركةٍ تتولى العمل الممل, الممثل في إصلاح أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالآخرين، أو كتابة برامجهم بثمن أقل.
وبوجود فريق إدارة مؤسس قوي، أصبح كل شخص منهم بمفرده شخصيةً كبيرةً في قطاع الأعمال الهندي، وأثبتت الشركة كونها مسوقاً ماهراً.
وطورت الشركة نمط ثقافة يمكن أن يقول عنها البعض إنها مجموعة من التميز, في بلدٍ كان بالكاد يوجد به قطاع خاص قبل خمس عشرة سنة.
أما مبانيها القديمة التي تضم أشخاصا يبلغون 26 عاماً، فأصبحت رمزاً للأمل في هندٍ عصرية جديدة, مقابل قذارة القرون الوسطى التي لا تزال تميز معظم مدنها وأريافها.
وفي توسيع لهذا التسويق، ستسعى الشركة في السنوات المقبلة إلى الاندراج ضمن مؤشر ناسداك 100 بعد توسيع تعويمها في الولايات المتحدة في 2006 , من خلال بيع حصة من قبل بعض المؤسسين.
أما التحدي الذي تواجهه "إنفوسيس" وأقرانها، فسيكون تفادي الثقة بشهرتهم الخاصة.
وبينما هم ينتقلون إلى معاقل منافسيهم الغربيين، فإن شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية, ستسعى كذلك إلى تقليد نموذج إسناد المهام إلى جهات خارجية كالذي اتبعته الهند.
وتختبر مجموعات آي بي إم ومايكروسوفت مثل IBM وMicrosoft توفير المزيد من الخدمات العالمية من مراكزها في الهند، باستخدام الميزة الهندية المتعلقة بالتكلفة المنخفضة والكادر المتعلم جيداً.
وسوف تحتاج "إنفوسيس" التي لا تزال صغيرة مقارنة بمثيلاتها، إلى مواصلة الابتكار من أجل البقاء.

الأكثر قراءة