لكل دولة طريقتها: الألفية الجديدة تبدأ في إثيوبيا

لكل دولة طريقتها: الألفية الجديدة تبدأ في إثيوبيا

تومض لافتة فوق طريق دائري يحيط بالعاصمة أديس أبابا معلنة بدء العد التنازلي للألفية الجديدة.
بعد سبع سنوات من احتفال معظم دول العالم ببداية القرن الحادي والعشرين تقترب إثيوبيا أخيرا من عام 2000 بفضل نظام قديم وفريد لقياس الوقت.
يعني تطبيق إثيوبيا أحد أشكال التقويم الجولياني القديم الذي بدأ يختفي في الغرب في القرن السادس عشر أن عام 2000 لن يبدأ في إثيوبيا حتى الثاني عشر من (أيلول) سبتمبر من العام الجاري.
ويقول المخرج السينمائي تاتيك تاديسي الذي يعيش في أديس أبابا "حين احتفل الآخرون بالألفية الجديدة قالوا إن أمورا كثيرة ستحدث ولكن شيئا لم يحدث."
ويضيف تاتيك، الذي يضع اللمسات الأخيرة على فيلم مستوحى من هذا الحدث التاريخي "الآن ستحقق جميع النبوءات التي تكهنوا بها لعام 2000 هذه المرة في وقت الألفية الحقيقية. سيكون عهدا جديدا لإثيوبيا."
وعلى عكس التقويم الجريجوري(الميلادي) المستخدم على نطاق واسع في الغرب، فإن التطبيق الإثيوبي للتقويم الجولياني يقسم العام إلى 13 شهرا، بحيث يتكون 12 شهرا من 30 يوما وشهر أخير مدته خمسة أو ستة أيام حسب السنة سواء كانت كبيسة أو بسيطة.
ويقاس الزمن بشكل مختلف في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي، إذ يبدأ اليوم في الفجر وليس في منتصف الليل.
ويقول تمرات جيورجيس رئيس تحرير صحيفة "فورتشين" أكبر مجلة اقتصادية ناطقة باللغة الإنجليزية في البلاد "هناك مجال كبير لاختلاط الأمور فيما يتعلق بالمواقيت والتواريخ."
وتابع "يمكن أن يقول شخص دعونا نتقابل في الساعة الرابعة وقد يفهم الآخر أنه يقصد العاشرة مساء وتتوه أنت في الوسط. هناك شركات تتبع التقويم الجريجوري في دفاترها والبعض الآخر ملتزم كليا بالتقويم المحلي."
وتعود جذور التقويم المحلي للكنيسة الأرثوذكسية القديمة في إثيوبيا التي لم تتبع مثلها مثل الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في أنحاء العالم قرار البابا جريجوري الثالث عشر بإحلال التقويم الجريجوري محل التقويم الجولياني في عام 1582.
وقال تمرات "ليس هناك حوار جاد بشأن إحداث تغيير. ستحدث ثورة إذا حاول أي شخص تغيير التقويم الإثيوبي،. فالمجتمع الإثيوبي يفخر كثيرا بتراثه."
وتستعد جماعات مدنية وشركات سياحية للإعلان عن أولى برامج الاحتفالات
الضخمة بهذه المناسبة.
ووجهت دعوة لجمع 200 مليون بر إثيوبي(22.6 مليون دولار) لسداد تكلفة الاحتفالات الرسمية. وتشمل الاحتفالات مهرجانات الموسيقى وسلسلة من المؤتمرات الثقافية وزرع 56 مليون شجرة وبناء أكاديمية وطنية لتعليم ألفين من الطلبة الفقراء ولكنهم من الموهوبين.
وتأمل إثيوبيا, التي تعاني من أزمة مالية طاحنة, أن تحقق لها الدعاية عائدا مستديما وأن تتيح الفرصة لتغيير صورتها كمنطقة منكوبة بالمجاعات، والفيضانات، والحروب، والاضطرابات المدنية.
ويقول مولوجيتا أسيراتي كاسا مسؤول الاتصالات في أمانة اللجنة الوطنية لمهرجان الألفية في إثيوبيا المسؤولة عن الاحتفالات الرسمية "نريد أن نظهر للعالم أن الفقر ليس مرادفا لإثيوبيا.
"نريد أن نبين للعالم أننا خليط من الأمم، ونأمل أن يقود لتعديل في السلوك في إثيوبيا أيضا, لم يكن التسامح المتبادل من نقاط قوتنا في الماضي."

الأكثر قراءة