هل آن الأوان لاستحداث وزارة للبيئة وحمايتها؟

هل آن الأوان لاستحداث وزارة للبيئة وحمايتها؟

[email protected]

في ظل الهواجس العالمية المتنامية أخيرا لتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض بما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري وانشغال العلماء والخبراء والمنظمات العالمية للمحافظة على البيئة في البحث عن حلول عملية للتقليص من المشاكل الكبيرة والمتعددة التي بدأت في الظهور في مناطق مختلفة من العالم، نتساءل هنا: ماذا اتخذنا من إجراءات عملية وفعلية في هذا الشأن؟
سأحاول هنا أن أكون عمليا في هذا الطرح متوجها للمختصين والمسؤولين في كافة القطاعات والأجهزة للتفاعل مع هذا الموضوع الخطير الذي لا يحتمل غض الطرف عنه أو بذل الجهود على استحياء، فالجميع معني بالأمر لأنه ببساطة شديدة ما نحن مقبلون عليه كنتيجة لهذه الظاهرة كان الإنسان سببا رئيسيا لها، فحسب الدراسات المعلنة أن أكثر من 90 في المائة من المشكلة سببها العامل البشري، فالغازات وأهمها غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة من المصانع والسيارات ووسائل النقل الأخرى والنفايات أدت إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون بشكل كبير في طبقات الجو المحيط بالأرض أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي ذوبان الجليد في القطب الشمالي وانحسار مياه نهر الأمازون وندرة الأمطار وزيادة مشكلة التصحر واضمحلال البيئة وتدهور صحة الإنسان نتيجة حتمية لذلك، هذه التقلبات وما قد ينتج عنها من أعاصير مدمرة وفيضانات وارتفاع في منسوب مياه البحار والمحيطات لعدة أمتار تدعونا للتكاتف مع جميع دول العالم للحد من هذه الظاهرة.
والبداية لا بد أن تكون بنشر ثقافة حماية البيئة بين المواطنين، وإضافة إلى مواضيع لحماية البيئة ضمن مناهجها الدراسية، ومن الضروري أن تقوم الأمانات والبلديات بدورها في نظافة المدن والتخلص من النفايات بشكل صحيح، فما يحدث لدينا من شركات النظافة لم يعد مقبولا، حاويات النفايات ممتلئة ومكشوفة وقليلة، وعمال النظافة في الشوارع والأحياء ينقلون النفايات ويلتقطون المخلفات بأيديهم المكشوفة، ولا يرتدون أحذية مغطاة أو أغطية الوجه والرأس، ونساء إفريقيات منتشرات في كل مكان حول حاويات النفايات ينبشن فيها وعلى مرأى الجميع ودون أن يحرك أحد ساكنا، الأتربة تتجمع بشكل لافت في الشوارع، الشواطئ البحرية وكورنيش المدن الساحلية تحتاج إلى اهتمام حقيقي وفعال وخاصة في نظافتها وزيادة المساحات الخضراء القريبة منها، الأشجار والحدائق الخضراء التي تساعد بشكل كبير في التخلص من ثاني أوكسيد الكربون لا تكاد تراها، سيارات وشاحنات مهترئة وعوادمها في كل شارع ولا تجد من يوقفها، محطات الفحص الدوري قليلة ومن الضروري زيادة أعدادها وتطويرها، المصانع تحتاج إلى رقابة صارمة على الغازات المنبعثة منها.
القائمة طويلة يا سادة ولكن جرس الإنذار قد قرع، واللجان والدراسات والبحث البطيء لا مجال له الآن فالقضية تحتاج إلى إنجازات سريعة وعملية وفعالة من جميع الجهات المعنية، وأتصور أن استحداث (وزارة) للبيئة وحمايتها أصبح ضرورة ليس فقط لتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بل لأننا بحاجة إليها.

الأكثر قراءة