تطلعاتنا للتشكيل الوزاري

[email protected]

يكاد يكون موضوع التشكيل الوزاري، والتكهنات حول الترشيحات الجديدة لبعض الحقائب الوزارية الشغل الشاغل لهواة ترويج الإشاعات وباحثي السبق في "ترويج الأخبار" دون الرجوع إلى مصدر موثوق أو اطلاع مسبق على التشكيلة الجديدة.
المثير للسخرية، والشفقة في آن واحد، أن هذه النوعية من البشر تجاهلت واجباتها المباشرة وعملها وبدأت تتطفل على أمورٍ ليست من صلاحياتها ولا تفقه بها شيئاً.
كم أتمنى أن نبتعد عن الخوض في مثل هذه الأمور، التي ليس لنا بها دراية ولا لنا طاقة أو قدرة في اتخاذ قرارات بهذا الشأن، لأنها أصلاً ليست من صلاحياتنا وهناك من هو أدرى، أقدر، وأعلم منا بهذه الأمور.
إضافة إلى محبتنا، ثقتنا، وولائنا لولاة أمرنا ممن لا نشك أبدا في حسن اختيارهم للكفاءات المؤهلة لحمل تلك الأمانة والمسئوليات الجسام.
ليتنا، بدلاً من ذلك، نناقش تطلعاتنا في التشكيلة الوزارية القادمة، وماذا نأمل منهم، كيف نستطيع نصحهم ودعمهم لما يخططون له لخدمة هذه البلاد الغالية ومواطنيها والمقيمين على أرضها، إنفاذاً لتوجيهات ولاة الأمر ورغباتهم.
ليتنا نناقش، بهدوء وروية وبعيدا عن الأهواء والرغبات الشخصية الإنجازات والنجاحات التي تمت خلال الفترة الماضية ونشيد بها، ونبحث عن الحلول لأوجه القصور والخلل ليتم تفاديه مستقبلاً، لأننا أحياناً نكون نحن أنفسنا السبب الرئيس في ذلك.
ليتنا نجعل من نقاشاتنا حواراً نثري به معلومات بعضنا البعض ونخرج من كل حوار بخطة مرسومه وبرنامج عمل يرفع لمجلس الشورى أو للوزير المختص يوضح به أوجه القصور والخلل وسبل تلافيها، بكل صدقٍ وأمانه، بعيدا عن التجريح وتصيد الأخطاء والهفوات لهذه الوزارة أو تلك.
ليتنا نقترب أكثر، ويقترب منا مجلس الشورى وأعضاؤه الكرام كي يكونوا على اطلاع أكثر واقعية لتطلعاتنا وأهدافنا، ومعرفة ودراية بمشاكلنا التي نعاني منها ليبحثوا عن حلولٍ لها، وعن العقبات التي تواجهنا ليسهموا في إزالتها عن طريق التنمية والبناء الذي نهدف إليه جميعاً.
من منا مازال يذكر كلمات المليك، يحفظه الله، عندما قال لجميع الوزراء: بأن لا عذر لكم بعد اليوم، بل كيف ننسى، أو نتناسى، حرص خادم الحرمين على الإصلاح وتحسين معيشة المواطن نوعاً وكماً.
ليتنا، بدلاً من تبديد الطاقات وجلد الذات، نكتب ملاحظاتنا وتحفظاتنا بمذكرة لولاة الأمر، مجلس الشورى، أو الوزير المختص ننصحه ونطلعه على مواطن الضعف والخلل كي نكون عاملاً مساعداً في تصحيح المسار، إذا كان هناك أمر "ليس على ما يرام".
ليتنا ندقق في معلوماتنا قبل أن نطلق الأحكام جزافاً دون معرفةٍ أو دراية بحيثيات القضية، أو القضايا التي نتناولها في نقاشاتنا ونبخس حق هذا أو ذاك عند تقييمه.
بسرعةٍ هائلة وبغاية البساطة، نصدر أحكامنا على الآخرين وننسف جهودهم وإنجازاتهم دون بحثٍ أو دراسة باستنادنا في مبرراتنا إلى مصادر "وكالة يقولون".
كم أتمنى أن يستعرض وزراؤنا الكرام، عبر وسائل الإعلام أو غيرها، الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، العقبات ومواطن الخلل، الخطط والاستراتيجيات التي رسمت قبل وخلال فترة توليهم المسئولية وحقيبة الوزارة، لان من حقنا عليهم أن نعرف ما قدموه لنا وما تم تحقيقه، ومن حقهم علينا الشكر والثناء والنصيحة. نريد رجالاً يسهمون في رقي الوطن والمواطن ويسخرون قدراتهم، إمكاناتهم، علمهم، خبراتهم، وطاقاتهم لخدمة مملكة الإنسانية تنفيذا لتوجيهات ولاة الأمر ورغباتهم. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي