الفنانون يلجأون إلى الإنترنت بحثا عن الشهرة والانتشار

الفنانون يلجأون إلى الإنترنت بحثا عن الشهرة والانتشار

الفنانون يلجأون إلى الإنترنت بحثا عن الشهرة والانتشار

بقدر ما وفرت شبكة الإنترنت للفنانين فرصة الانتشار العالمي والشهرة، بقدر ما أسهمت في ضياع حقوق الملكية من خلال السرقة والقرصنة. وتلجأ شركات الدعاية إلى الترويج الدعائي لبعض المنتجات مقابل التنزيل المجاني للموسيقى.
احتل موضوع "حقوق الفنانين المعنوية والمادية في العصر الرقمي" محور نقاش منتدى MidemNet Forum الذي نظم في مدينة كان الفرنسية. وبينما أشار المهتمون إلى دور الشبكة العنكبوتية في ضياع حقوق الملكية، أعرب الفنانون والموسيقيون عن رضاهم عن دور الإنترنت في تحقيق الشهرة العالمية والانتشار السريع وعن قدرتهم على التعايش مع الواقع الجديد في العصر الرقمي. فعلى سبيل المثل فرقة شيني توي Shiny Toy  الموسيقية الأمريكية التي لو لم تكن وسيلة الإنترنت متوافرة لها، لما استطاعت أن تخرج عن نطاق المحلية. فقد أنشأت هذه الفرقة لها صفحة على الإنترنت ونشرت عليها أغانيها التي وصلت بطبيعة الحال إلى كل مكان في العالم. وهذه فرص ينبغي على كل فنان أو موسيقي استغلالها، كما يقول جيريمي داوسون، أحد مؤسسي الفرقة. فالشبكة العنكبوتية ليس لها حدود، إذ إنها عالمية ويمكن بواسطتها الوصول إلى كل مكان وكل إنسان. كما أنها توفر فرصة تسويقية جيدة." ويضيف الموسيقي الأمريكي أن الإنترنت لم يحل محل الوسائل التقليدية الأخرى للتسويق أو يؤثر فيها، بل إنه يشعر بالانزعاج من الآراء التي تظن ذلك. وهو يشبه الإنترنت بالطائرة التي يستطيع المرء بواسطتها الطيران إلى كل مكان في العالم. ومما لاشك فيه أن وسيلة الإنترنت وفرت لهذه الفرقة تحقيق الشهرة والانتشار العالمي في زمن قياسي. ولولا هذه الوسيلة لكانت ربما ستحتاج إلى سنوات للوصول إلى ما وصلت إليه.
 المكتبة العالمية لتوزيع الموسيقى، إيمي EMI، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم لا تخشى أيضا على مستقبلها في عصر الإنترنت، حيث ينظر مسؤولوها إلى الشبكة العنكبوتية والتقدم في وسائل الاتصال الحديثة بشكل إيجابي. في هذا السياق يقول رئيس المكتبة، روجر فاكسون:"لو أننا استطعنا خلق نظام تصاريح سليم، لشهدت سوق الموسيقى نموا وإزدهارا كبيرين،" لكنه يؤكد أنه لن يتم السماح للقرصنة بأن تزدهر. وتكمن المشكلة في رأي فاكسون في أن كل منطقة من العالم لها نظام تصاريح خاص بها. فمثلا في أوروبا تمنح التصاريح من قبل جمعيات المنتفعين. وهذه الجمعيات، كما ينتقدها فاكسون، لم تتطور بالشكل المطلوب لتلبية متطلبات العصر الرقمي من أجل ضمان حقوق النشر. وكشف الناشر الدولي عن تعاون مع جمعيتي منتفعين وهي  GEMA الألمانية Alliance البريطانية، مطالباً بتشكيل جمعية أوروبية مشتركة تعمل على تبسيط منح التصاريح.
 ومن أجل التغلب على سرقة الموسيقى من الإنترنت وبالتالي الحفاظ على حقوق الملكية، لجأت بعض شركات الدعاية إلى أسلوب الترويج الدعائي لبعض المنتجات مقابل تنزيل الموسيقى من الإنترنت. في هذه الحالة يستطيع المستهلك تنزيل موسيقى بطريقة شرعية، لكنه من خلال مشاهدة الدعاية يكون قد دفع بطريقة غير مباشرة مقابل حقوق النشر. وهنا تقوم شركات الدعاية بالدفع لشركات الموسيقى وللفنان المعني نيابة عن أصحاب المنتج الذي يروج له. كما أنه يتم استرجاع الحقوق بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يقول المعنيون بالأمر. فمثلا لو قام أحد الهواة بتصوير حفلة موسيقية بتلفونه المتنقل في بكين ونشر الصورة في الإنترنت، فإن ذلك يشكل خسارة من ناحية، لكنه من ناحية أخرى سوف يسهم بالترويج للألبوم وللحفلات الغنائية للفرقة أو للفنان، وذلك بعمل دعاية مجانية له.  

الأكثر قراءة