السجاد لغة عالمية وقيمة فنية، ومنزلة دينية.
سجل السجاد الشرقي حضورا لافتا ومميزا في الأعمال الفنية التشكيلية في عصر النهضة، حيث زينت تلك القطع الفنية من السجاد أعمال الفنانين خاصة عندما يتناولون رسم الأماكن المقدسة ففي كثير من تلك الأعمال نجد صورة مريم العذراء وتحت أقدامها قطع السجاد، هذه الرسوم تعطي دلالة رمزية لقدسية السجاد، مما يؤكد منزلة السجاد دينية، فهو دائما يظهر في الكنيسة، تمثل تلك القطع قيمة مهمة ليس للمسلمين فقط بل لكثير من الشعوب، فلم تكن تلك الزخارف التي تزين الأعمال لمجرد الزخرفة بل لقيمة فنية لدى الفنان، تحولت مكانة السجاد من رمز للقداسة إلى الأهمية الاقتصادية والدلالة على الغنى لدى الأسر ذات المكانة المرموقة، هذه المعلومات نستمدها من الأعمال التي يظهر فيها كبار الشخصيات في ذلك الوقت، كما نجد في بعض الأعمال أن قطع السجاد وهي تزين الشرفات في الاحتفالات التي صورتها أيادي الفنانين وهذا يدل على أهمية الحدث المحتفى به.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها البروفيسور جوفاني كوراتولا أستاذ الفن الإسلامي في جامعة أودين بإيطاليا بعنوان تأثير الفن الإسلامي العربية في الفن الإيطالي يوم الاثنين 10/1/1428هـ في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وخلال محاضرة تطرق إلى دور اليهود في تجارة السجاد، وبين أهمية تلك الأعمال الفنية لمعرفة تاريخ ذلك النوع من قطع السجاد. و بيّن أن تلك الرموز والنقوش لغة عالمية يفهما الجميع، وفي ختام محاضرة وجه تساؤلا عن السبب الذي يجعل فنانا مسيحيا يرسم لوحاته وبها نقوش إسلامية ولم يدخل فيها صور لحيوانات أو غيرها بل حافظ على هيئتها وصورتها.