الكفر على الباب

الكفر على الباب

الكفر على الباب

[email protected]

ينقل عن أبي ذر رضي الله عنه قوله إذا دخل الفقر إلى البيت فانتظروا الكفر على الباب. علينا أن نسأل، هل وصل الكفر إلى أبواب منازلنا؟ على أنه من المؤكد أن الفقر قد دخل وعشش في بعض بيوتنا ودورنا منذ فترة طويلة بل إنه ينمو ويزدهر ويتناسل ويتكاثر بطريقة تضاعفية، وإذا لم نحاول إيقافه ومنعه فسوف نواجه مشكلة كبيرة. نعم إنه ينمو ويترعرع ونحن عنه غافلون. غافلون بمبالاتنا وقلة حيلتنا واستغفالنا أو تغافلنا. وأكاد أجزم أنها من أصعب المشاكل التي تواجهنا وقد أصبحت الآن مشكلة مستعصية جدا وبحاجة إلى حزم شديد في مواجهتها والحد من هذا المرض السرطاني في جسم مجتمعنا الطري. إن علينا أن نشحذ عقولنا وأن نبحث عن أية حلول أو أفكار أو دراسات أو بحوث يمكن أن تخلصنا من ذلك الورم المتعفن في جسم بلادنا.
دعوني أتقدم في هذا المقال بعرض إلى من يهمه أمر تلك المشكلة أقصد الفقر لتخليص بلادنا منها إذ إن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لإيجاد حل جذري. ومن أجل ذلك أتقدم باقتراح بسيط و سهل وعملي ودون أن تتكلف الدولة ريال وأحدا وذلك بتأسيس هيئة أو مؤسسة تختص بجباية الزكاة من الأراضي البيضاء وتوزيعها على الفقراء ومستحقيها الشرعيين. إن تلك الإلية في غاية البساطة والسهولة إذ إن تلك الأراضي التي ترونها لا يمكن أن تباع إلا عن طريق الدولة وذلك بإفراغها عن طريق كتابة العدل وما عدا ذلك لا يمكن أن يعتد به وهذا يعني أن الأراضي التي يمكن أن يطلق عليها عروض التجارة تم تحديد صفتها بعملية بيع وشراء بشهادة شاهدين وبكتابة صك شرعي.
نعم هذا دليل قاطع على أنها تجارة وأن تلك الأرض لها صفة عروض التجارة ولا يمكن أن يجادل في ذلك إلا من كان في قلبه هوى، وعليه فما دام الأمر كذلك فهي مال تجب فيه الزكاة بإجماع العلماء. نعم إنها مال كالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. نعم إنها والله كالريال والدينار والدولار والين الياباني، للفقراء فيه حق مثل حق أصحابها المذكورين في صك ملكيتها. فلماذا نلقي إليهم بالفتات من الصدقات و حقهم الشرعي في تلك الثروات محدد في ركن من أركان هذا الدين الذي أقمنا عليه حياتنا ودولتنا. إن بعض أصحاب الخبرة يقدر أن الأراضي المعروضة للبيع تزيد قيمتها عن 400 مليار ريال وعليه فإن الزكاة الشرعية يمكن أن تصل إلى رقم كبير هو عشرة مليارات ريال سعودي وهذا الرقم يمكن أن يحل مشكلة الفقر. نعم إنه حق مستحق لا فضل لأحد فيه ولا منه. حق الضعفاء والأيتام والمساكين والأرامل اللاتي تقطعت بهن سبل الحياة والمعوقين الذين لا يستطيعون كسبا. إنه حق مستحق لا فضل فيه لا حد ولا منة لأولئك الفقراء والمساكين الذين نحن مسؤولين عن حقهم ومسؤولون عن المطالبة بهذا الحق. إن عليكم أن تأخذوا رأي أهل العلم من علمائنا والذين أوضحوا أن عروض التجارة واجب فيها ربع العشر سواء كانت بضاعة من قماش أو قطع غيار أو أدوات مدرسية أو سيارات أو أراض هذا ما اطلعت عليه لابن باز وابن عثيمين وغيرهم.
أذكر في ختام مقالي هذا أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن لا تؤخذ الزكاة من اثنين هما العباس وخالد ابن الوليد أتعرفون السبب؟ إن السبب بكل بساطة أن العباس دفعها متعجلا أي (قبل وقتها) أما خالد فلا يملك إلا دروعه. أيها القراء أين دروع خالد من عقارات شمال الرياض أو جدة أو أكثر من 100 مليون كيلومتر مربع؟ أجيبوني أيها المسؤولين عن هذا الأمر، أو افتحوا الأبواب للكفر ليدخل.

الأكثر قراءة