الصناديق السعودية للأسهم العالمية تربح 3.40% منذ بداية العام و"اليابانية" تخسر
شهد العالم حراكا اقتصاديا في شباط (فبراير) الذي لم ينته نصفه الأول بعد وهذا بدوره أثر في أداء أسواق السهم العالمية بشكل إيجابي، فمعدلات النمو تشهد ارتفاعا والشركات تُحقق الأرباح وتستحوذ على شركات وتشتري حصصا لها من شركات أخرى، والاقتصاديون يدقون نواقيس الخطر من أن يرتفع التضخم أكثر، الأوروبيون يريدون من الحكومة اليابانية أن تتدخل في تحديد سعر الين وأمريكا تقف في صف اليابان وتريد في الوقت نفسه من الصين أن تتدخل لمنع انخفاض قيمة اليوان الذي سهل وزاد من الصادرات الصينية.
الصناديق السعودية للأسهم العالمية الموزعة على كل الأسواق تقتنص الفرص وتحقق أرباحا أفضل من الأرباح التي حققتها في كانون الثاني (يناير) الماضي، إلا الصناديق السعودية للأسهم اليابانية تُسجل خسائر أكبر وشهدت الصناديق السعودية للأسهم الهندية والصينية بعضاً من التراجع الطفيف، حيث خسرت مجتمعة 9.5 في المائة من الأرباح التي حققتها في كانون الثاني (يناير). في تقريرنا سنتناول التغيرات والأخبار الاقتصادية التي واجهت أسواق الأسهم العالمية وغيرت من خريطة الأرباح والخسائر للصناديق السعودية، ويتضح بعد مراجعة أداء الصناديق منذ بداية العام أن صناديق بنك الرياض للأسهم العالمية هي الأفضل أداءً في أوروبا واليابان وجنوب شرق آسيا ويأتي صندوق الرياض في المرتبة الثانية بعد صندوق "الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية"، بينما تقدم صندوق بنك "ساب" على الصناديق المُستثمرة في أسهم الصين والهند بفارق كبير.
صناديق الأسهم الأمريكية
هبطت أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بسبب تصريحات حول التضخم وأسعار الفائدة التي صدرت من ثلاثة محافظين لبنوك مركزية في ولايات أمريكية مختلفة، كما صرح مدير شركة مايكرون لصناعة الرقائق الإلكترونية أن حجم الطلب على الرقائق الإلكترونية سيكون ضعيفاً خلال الربع الأول من العام الحالي، مما أثر في أسهم شركات التكنولوجيا سلباً ورأيناها تهبط يوم الجمعة وسحبت معها بقية السوق بعد أن كانت مُتماسكة لمدة أربعة أيام كما أن نتائج أرباح الشركات التي صدرت لم تُساعد السوق كثيراً.
مؤشر S&P 500 الذي تستخدمه معظم الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية كمعيار ومؤشر استرشادي ارتفع منذ بداية العام الحالي ومعه داو جونز بنسبة 1.39 و 0.94 في المائة على التوالي والصناديق السعودية للأسهم الأمريكية مجتمعة حافظت على ارتفاعها بنسبة 2 في المائة منذ بداية العام الحالي بعد أن كانت مرتفعة 0.57 في المائة في نهاية كانون الثاني (يناير)، أفضل صندوق سعودي للأسهم الأمريكية حتى الآن هو صندوق "الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية" بنسبة 3.23 في المائة متقدماً على صندوق بنك الرياض المُسمى "محفظة الأسهم الأمريكية" الذي كان الأفضل في كانون الثاني (يناير).
صناديق الأسهم الأوروبية
أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة عند مستوى 3.5 دون تغيير وهو قرار توقعه معظم الاقتصاديين ولكن رئيس البنك المركزي الأوروبي أعلن أنه سيتم رفع الفائدة في الاجتماع المُقبل لمواجهة معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة للدول الأوروبية حتى لا يحدث تضخم اقتصادي، وعلى على صعيد المؤشرات الاقتصادية فقد احتلت ألمانيا المرتبة الأولى بين الدول الصناعية من حيث حجم الصادرات عام 2006 بعد تسجيلها رقما قياسيا وأرباحا. صادرات ألمانيا ارتفعت في عام 2006 بنسبة 13 في المائة والفائض التجاري وصل إلى 161 مليار يورو أي زاد بثلاثة مليارات يورو على عام 2005، بينما أعلنت إيطاليا عن تحقيق نمو في إنتاجها الصناعي بنسبة 1.9 في المائة خلال عام 2006 وهو النمو الصناعي الأكبر منذ ست سنوات ويأتي النمو الأكبر من تصنيع السيارات الذي زاد بنسبة 26.5 في المائة وصناعة المعدات الكهربائية بنسبة 7.7 في المائة.
تصدر قائمة أخبار الشركات إعلان شركة فودا فون عن عزمها شراء نسبة 67 في المائة من أسهم شركة هتشيسون أيسار من الملياردير المعروف لي كاشينج من هونج كونج لتتمكن "فودا فون" من وضع أول شبكة هاتف جوّال في الهند التي تشهد نمواً في عدد المُشتركين في الخدمة وقد ارتفع سهم شركة فودافون في بورصة لندن فوصل إلى أعلى مستوى له منذ 17 شهراً.
مؤشرات الأسهم الأوربية ارتفعت منذ بداية العام الحالي وعلى رأسها "داكس" الألماني بنسبة 4.76 في المائة و"كاك" الفرنسي ومؤشر "فوتسي 100" بنسبة 2.72 و 2.6 على التوالي، والصناديق السعودية للأسهم الأوروبية مجتمعة ارتفعت منذ بداية العام الحالي بنسبة 2.44 في المائة بعد أن كانت مرتفعة في كانون الثاني (يناير) بنسبة 0.73 فقط، حصل صندوق "الأسهم الأوروبية الصاعدة" من بنك الرياض على المرتبة الأولى منذ بداية العام الحالي محافظاً على مرتبته هذه التي وصل إليها في كانون الثاني (يناير) الماضي يليه "صندوق الأسهم الأوروبية للمُستثمر العربي" من البنك العربي الذي حقق حتى الآن أرباحا بنسبة 3.24 في المائة.
صناديق الأسهم اليابانية
وقفت أمريكا في صف اليابان ضد الأوربيين المُطالبين برفع سعر عملة الين اليابانية بحجة أن سعر الصرف يجب ألا يُحدد بتدخل من الحكومات، هذا السجال دارت رحاه في ألمانيا مع انعقاد اجتماع مجموعة السبع دول، حيث يرى محافظو البنوك المركزية الأوروبية ومعهم وزراء المالية أن نمو اقتصاد اليابان يتحسن وسعر الفائدة لا يرتفع مهدداً بذلك الاقتصاد العالمي فمن المعروف أن سعر الفائدة في اليابان منخفض جداً واستغل هذا بعض المُستثمرين فيحصلون على قروض من مصارف يابانية ثم يشترون أوراقا مالية بعائد أكبر في أسواق مختلفة من العالم.
أما في سوق الأسهم اليابانية فقد ارتفع مؤشر نيكاي 225 منذ بداية العام الحالي بنسبة 1.62 في المائة والصناديق السعودية للأسهم اليابانية مجتمعة انخفضت منذ بداية العام بنسبة 0.4 في المائة أي زادت خسائرها أكثر على خسارة كانون الثاني (يناير) التي كانت 0.01 في المائة فقط وهي بهذا تُعاكس أداء أسواق الأسهم اليابانية المرتفع، أفضل صندوق سعودي للأسهم اليابانية منذ بدء العام هو صندوق "الأسهم اليابانية" من بنك الرياض الذي ارتفع بنسبة 2.1 في المائة محافظاً على مركزه الأول الذي حققه في كانون الثاني (يناير) الماضي لكن أرباحه تراجعت مقارنة بأرباحه في كانون الثاني (يناير) وهي 3.45 في المائة، ويتضح من الجدول أن معظم الصناديق السعودية للأسهم اليابانية انخفضت أرباحها التي حققتها في كانون الثاني (يناير) الماضي وبدأت تُسجل خسائر.
صناديق أسهم الصين والهند
أعلنت وزارة التجارة الصينية عن ارتفاع فائضها التجاري في كانون الثاني (يناير) بنسبة 65 في المائة مقارنة بكانون الثاني (يناير) من عام 2005 فوصل إلى 15.9 مليار دولار علماً أن الصادرات الصينية وصلت إلى مستوى أعلى من مستواها قبل 17 شهرا، ارتفاع الميزان التجاري لصالح الصين سيؤدي إلى تزايد الضغوط عليها حتى تترك المجال لعملتها اليوان ليترفع بسرعة أكبر، كما ارتفع حجم الصادرات والواردات في كانون الثاني (يناير) بنسبة 33 و27 في المائة على التوالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وارتفاع حجم الواردات يعني أن هناك ارتفاعاً في استهلاك الفرد الصيني، جدير بالذكر أن نصيب الفرد الصيني من إجمالي الناتج المحلي هو 7490 ألف دولار علماً أن إجمالي الناتج المحلي ارتفع بمقدار 12 في المائة في عام 2005 فوصل إلى 128.7 مليار دولار ويتوقع الاقتصاديون أن يرتفع دخل الفرد الصيني أكثر في عام 2010 فيصل إلى عشرة آلاف دولار.
أما على صعيد الاقتصاد الهندي فقد أعدت مجموعة "جرانت تورنتون إنترناشيونال" التي تُدير وتمتلك مؤسسات مالية واقتصادية دراسة اشترك فيها أكثر من سبعة آلاف مسؤول كبير في شركات عالمية من 30 دولة، حيث أظهرت آراؤهم أن الهند احتلت المرتبة الأولى على أنها الدولة الأفضل في آسيا من حيث جدوى الاستثمار بنسبة 97 في المائة وذلك لتفاؤل هؤلاء المسؤولين في الاقتصاد الهندي الاستثمار فيه بينما احتلت الصين ثالث مرتبة بعد الفلبين، وتتجه الهند نحو الإصلاح الاقتصادي لذا جاء تصريح وزير المالية الهندي الذي أدلى به لإحدى القنوات التلفزيونية قائلاً إن تعديلات ستتم على نظام الضرائب ستُتيح مرونة أكبر، كما أفاد أن ميزانية الحكومة عام 2007 ستساعد على التقليل من العجز في الميزان الحكومي وميزان المدفوعات العامة، وقد أعلنت كل من الهند و فرنسا عزمهما زيادة التبادل التجاري ليصل إلى سبعة مليارات دولار أمريكي بدلاً من المستوى الحالي وهو 3.5 مليار دولار وذلك خلال خمس سنوات.
لنذهب إلى أسواق الأسهم الصينية و الهندية حيث ارتفع مؤشر شينغهاي الصيني ومؤشر سنسكس 30 الهندي منذ بداية العام الحالي بنسبة 2.05 و5.45 في المائة على التوالي والصناديق السعودية التي تستثمر في الأسهم الصينية والهندية حققت مجتمعة منذ بداية العام الحالي أرباحا بنسبة 2.32 في المائة أي أن أرباحها تراجعت بقليل عن الأرباح التي تحققت في كانون الثاني (يناير) الماضي وكانت 2.53 في المائة، وأفضل صندوق سعودي للأسهم الصينية والهندية منذ بدء العام هو صندوق "أسهم الصين والهند" من بنك ساب الذي حقق أرباحا بنسبة 6.68 في المائة منذ بداية العام محافظاً على مركزه الأول ولكن أرباحه تراجعت عما حققه في كانون الثاني (يناير) بنسبة 7.01 في المائة وهذا بسبب هبوط الأسهم الصينية ولولا ارتفاع سوق الأسهم الهندية لكان التراجع أكبر.
صناديق أسهم جنوب شرق آسيا
إن تصريحات ثلاثة من محافظي البنوك المركزية لبعض الولايات الأمريكية حول التضخم أدى إلى إثارة المخاوف في آسيا من أن يتم رفع سعر الفائدة الأمريكية فرأينا بورصات آسيا تهبط بعد ارتفاعها لمدة سبعة أيام خصوصاً أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية بعد تصريح مدير شركة مايكرون الأمريكية من أن الطلب على الرقائق الإلكترونية سينخفض في الربع الأول من العام الحالي.
سوق السهم الماليزية تشهد ارتفاعات مثيرة حيث وافقت ماليزيا بشكل مبدئي على قيام تجارة حرة مع أمريكا وهذا سينعكس بلا شك على الطرفين بالمنفعة، وجدير بالذكر أن صادرات ماليزيا كانت قد ارتفعت في عام 2006 بنسبة 10.3 في المائة، كما أن الفائض التجاري الماليزي ارتفع للسنة التاسعة على التوالي فوصل الفارق بين الصادرات والواردات إلى 29 مليار دولار وكانت معظم الصادرات هي من الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات، كما بلغ حجم التبادل التجاري لماليزيا في عام 2006 مستوى 1.07 تريليون رينجت ماليزي بارتفاع قدره 10.5 عن عام 2005، وبالمثل ثابرت سوق الأسهم في هونج كونج حيث صدرت أخبار جيدة منها ارتفاع حجم احتياطيات هونج كونج من النقد الأجنبي 500 مليون دولار فبلغ في مجمله 133.77 مليار دولار، جدير بالذكر أن هونج كونج هي أكبر ثامن بلد في العالم لديه احتياطيات من النقد الأجنبي.
أسواق أسهم جنوب شرق آسيا تفاوت أداؤها حيث ارتفعت سوق سنغافورة وتايون وهونج كونج وماليزيا بشكل كبير وهبطت سوق أسهم جاكرتا وكوريا الجنوبية منذ بداية العام الحالي، أما الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا مجتمعة فقد ارتفعت منذ بداية العام الحالي بنسبة 3.4 في المائة متقدمة على أدائها في كانون الثاني (يناير)الذي كان 1.33، صندوق "أسهم جنوب شرق آسيا" من بنك الرياض هو الأفضل منذ بداية العام الحالي محافظاً على مرتبته الأولى التي حققها في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث حقق منذ بداية العام الحالي 6.01 في المائة بعد أن كان في كانون الثاني (يناير) قد حقق 2.83 في المائة يليه صندوق "مؤشر الأسهم الآسيوية" من بنك ساب بنسبة 4.95 في المائة أي أنه ارتفع أكثر من ضعف ارتفاعه في كانون الثاني (يناير) والذي كان بنسبة 2.89 في المائة.