نتطلع إلى استقلال مؤسسات الطوافة لتثبيت هويتها التنظمية

نتطلع إلى استقلال مؤسسات الطوافة لتثبيت هويتها التنظمية

يستعد قرابة 15 ألف مطوف ومطوفة يمثلون مؤسسات أرباب الطوائف خوض انتخابات مجالس الطوافة الشهر المقبل بعد أن أصدرت وزارة الحج لائحة المجالس وشروط الانتخابات لمؤسسات أرباب الطوائف بغية إيجاد مجالس إدارات متجانسة تستطيع تطوير الخدمة المقدمة للحجاج وتحقيق العوائد المادية المنشودة للمساهمين والمساهمات وخاصة الأرامل والمطلقات اللاتي يعتمدن على هذه العوائد في توفير الاحتياجات المعيشية لهن ولأطفالهن, ولتسليط الضوء على تجربة الانتخابات ومسيرة مؤسسات الطوافة أجرت " الاقتصادية" حوارا موسعا مع عبد الله علاء الدين رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف تحدث فيها عن تجربته مع الطوافة وثقافة الانتخابات, وبين أن الانتخابات التي تجرى للمؤسسات سيتم من خلالها اختيار الأشخاص الأكفاء والذين يديرون دفة العمل لخدمة قرابة مليون و600 ألف حاج يقدمون من 160 دولة إسلامية سنويا.
وبين علاء الدين أن الانتخابات في دورتها الثانية تأتي بعد أن سجلت نجاحا في الدورة السابقة ورغبة من الحكومة في تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج من قبل المطوفين حيث قررت قبل 25 عاما تحويل خدمات الحجيج من الأفراد كما كان سابقا إلى مكاتب خدمات تنفيذية تجريبية كمؤسسات وأطلق عليها مؤسسات أهلية تجريبية يمارس عبرها المطوفون وأبناؤهم تنفيذ خدمات الحجاج تحت إشراف وزارة الحج, وتطرق رئيس الهيئة التنسيقية إلى أن هذه المؤسسات أمضت قرابة ربع قرن وهي تعمل كمؤسسات تجريبية, وينتظر مساهمو تلك المؤسسات إعادة الهيكلة الجديدة والتي ستمكنها من تقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين مما يجعلها تعمل طويلا, وبين أن مؤسسات الطوافة تحصل على 225 ريالا عن كل حاج وكشف عن دراسة حديثة قامت بها الهيئة أظهرت أن النتائج تشير إلى قوة المراكز المالية لمؤسسات الطوافة وقدرتها على سداد المتطلبات التشغيلية لها في كل موسم فكان لنا الحوار التالي:

نبدأ معكم من الطوافة كمهنة متى بدأت؟ وكيف تطورت؟
الطوافة مهنة قديمة منذ آلاف السنين وهي تعني استضافة كل من يأتي إلى مكة, وهي تعود حسب التاريخ إلى العهد الفاطمي وما تلاه, ولكن الطوافة مرتبطة بالإسلام وعلى وجه الخصوص بالحج, وهي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام, بمعنى أن كل من يأتي إلى مكة يستعين على الأقل بمرشد, فمن هنا بدأ موضوع الطوافة, والعلاقة هي التي تحكم مهنة الطوافة, فهي علاقة زمان ومكان محدد, ولا بد أن يعمل الإنسان في هذه الدائرة وهي الزمان والمكان ولا يخرج عنها. والطوافة مرت بمراحل متعددة وكل مرحلة من هذه المراحل كان لها سلبيات ولها إيجابيات تحققت معها حتى استقرت الآن في الـ 25 سنة الماضية وبالتحديد منذ بدء عمل المؤسسات ومرتبطة بعدة دوائر, الدائرة الأولى الوكلاء في جدة والأدلاء والزمازمة, كانت هناك أيضا في عهد قبل السيارات طوائف أخرى توقف الآن واندثرت منذ بدايات عهد الملك عبد العزيز, رحمه الله, وبقيت الأربع مهن المعروفة الآن هي: المطوفون في مكة والزمازمة الذين كانوا في السابق يقدمون سقيا زمزم للحجاج في الحرم الشريف, والأدلاء في المدينة المنورة, ثم الوكلاء في جدة. والطوافة ترتبط بمهنة واحدة وهي خدمة الحاج والتطور الذي ارتبط بها هو أن الحج أصبح جزءين جزء يرتبط بخدمة حجاج الخارج, وجزء يرتبط بخدمة حجاج الداخل.

نود أن تحدثنا عن بدايتكم في الطوافة حتى وصلتم اليوم إلى رئيس للهيئة التنسيقية ورئيس لمجلس إدارة مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا؟
أمضيت عمري لكن بداياتي كانت مع جدي, بدايات المطوف أو الحفيد الذي يجب أن يتغذى ويتشرب من المهنة وأبعادها ويتعلم أصولها, وانتقل هذا الحب وبدأت بالمشاركة بداية في أعمال عامة في مراكز استقبال الحجاج وهيئات الاستقبال التي كانت تعرف في هذا الوقت فعملت متعاونا ثم عضوا ثم نائبا ثم رئيسا لمراكز الاستقبال, ثم انتقلت إلى المؤسسات, وكانت أول مشاركة في عام 1407 هجرية وتدرجت في العمل من عضو مجلس إدارة إلى نائب ثم أمين عام للهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف 1416 إلى 1420 هجرية وعينت رئيسا لمجلس إدارة تركيا, ثم خضت الانتخاب في قائمة المطوف وفزت وبقينا حتى اليوم.

متى أنشئت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف وما الدور المنوط بها؟
منذ 1405 هجرية بدأت مراكز العمل في المؤسسات لخدمة حجاج الخارج ولمنع الازدواجية بين مؤسسات الطوافة ولتوحيد منهج العمل أنشئت الهيئة التنسيقية لأرباب الطوافة, لذلك يمكننا القول إن التأسيس الأساسي بدأ في عام 1408 هجرية ـ وهو تاريخ إنشاء الهيئة تم أخذت بعد الوقت لأن الدور الذي كانت تلعبه لم يكن واضحا في ذلك الوقت, وتم تفعيل دور الهيئة في ذي القعدة 1414 هجرية وخلال عمر الهيئة تحقق الكثير من الأمور التي حددتها أهداف الهيئة, فالهيئة لها أهداف ورؤية منذ نشأتها فهناك مشاريع متعددة ومشاريع مستمرة, ولعبت الهيئة دورا مهما في بعض القضايا التي تتعلق بالمهنة وتنفيذها سواء كان في وزارة الحج أو في جهات خارج وزارة الحج, ولكن كل ما تقوم به الهيئة يقع في إطار الأهداف المرسومة لها والحمد لله نسعى إلى المزيد والمزيد.

بدأت أول مراحل انتخابات مؤسسات الطوافة بتسجيل قيد الناخبين نود أن تحدثنا عن دور الهيئة في الانتخابات؟
العملية الانتخابية تمثلها شرائح في مؤسسات الطوائف, ومن يمثل تلك الشرائح هم رؤساء مجالس الإدارات, فكل تنسيق يجري لأمر من أمور الانتخابات أعتقد أن هناك تنسيقا يجري في مجلس الهيئة التي تعمل على تعميق الوعي بأهمية الانتخابات باعتباره هدفا من أهداف الهيئة فالانتخابات مرحلة من المتغيرات الجديدة في المؤسسات الطوافة, وهذا الأمر يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد ويحتاج إلى بصير وحكمة وروية التي تخدم أرباب الطوائف من حيث اختيار الأفضل والأقدر واختيار الأكفأ وهو يعطي الأبعاد التنظيمية للعملية الانتخابية بشكلها المتوقع لها, فكل أرباب الطوائف مرجعيتهم وزارة الحج ودائما ما يكون نهج وزارة الحج نهجا طيبا, وأن يكون عمل المؤسسات بمفهوم الشراكة, بمعنى آخر أن استراتيجية اتخاذ القرار لابد أن تنبع من قناعات ما بين ما يحقق الأهداف العامة المطلوبة وبين ما يسعى إلى تحقيق القناعات والرضا عند المعنيين بخدمة الحجاج.
هل كان للهيئة دور في صياغة بنود لائحة الانتخابات التي صدرت أخيرا من قبل وزارة الحج وعلى ضوئها بدأت العملية الانتخابية ؟
كان هناك إجراءات كثيرة انتهت إليها اللائحة, فالتجربة الأولى في منتصف موسم 1422هـ لم تأت من فراغ, فالانتخابات ليست جديدة على المجتمعات فأكثر التنظيمات في المملكة حتى القدم كانت تعتمد على الانتخابات, فالطوائف نفسها كان مشايخها يتم اختيارهم بالانتخاب ولكن الانتخاب وقتها ليس بالمفهوم الواقع الحالي.
وتجربة عام 1422 استمدت أصولها من أن هناك رغبة ملحة أان تكون مجلس الإدارة منتخبة وتمثل مساهمي المؤسسات, فكانت التجربة بحمد الله ثرية وساعد على نجاح هذه التجربة أن الهيئة التنسيقية أعدت رصدا توثيقيا لكل ما كان في خلال تلك التجربة, فكان موضوع الانتخابات في ألفترة الماضية التي استمرت أربع سنوات يمثل جزءا من اهتمام مناقشات الهيئة باعتبار أن هذه التجربة لا بد أن تدعم, ويجب أن يتوافر لها العناصر لنجاحها لكي تعود على مجتمعات أرباب الطوائف بالخير لأنها سوف تكون هناك مجالس منتخبة, وأيضا برامج عمل تحقق أمورا كثيرة لكل قطاع, وهذا يدعوني إلى أن أضيف أن وزارة الحج طلبت من المؤسسات سواء كانوا أعضاء مجلس إدارة منتخبين مرائياتهم حول كيفية نجاح تجربة جديدة للانتخابات وتركت حرية للرأي بأن يكون على شموليته بمعنى أن الكل يبدي رأيه كما يحلو له, ثم تلي ذلك عملية تجميع وبلورة خرجت من خلالها هذه اللائحة.
منحت اللائحة الجديدة للانتخابات لأول مرة حق الانتخاب المباشر للمرأة كيف ترى أبعاد ذلك القرار؟
الذي ينظر إلى مجتمعات الطوافة ينظر إلى الدور الذي كانت ومازالت تقوم به المطوفة أو الدليلة أو الزمزامية في مكة كان لها دور حقيقية وإعادة هذا الدور لا بد أن يتفق مع بيئة مجتمعاتنا وثقافاتنا والتزاماتنا بالشريعة الإسلامية وفى حدود وإطار ما تسمح به الشريعة وتقاليد وأعراف المجتمع المسلم فمن هنا كانت بداية التجربة والسماح بهذا الأمر أن يطلق وأنا أعتقد أنها تجربة فريدة وثرية وسوف تحقق أهدافا كثيرة جدا سوف تعود بكثير من الفوائد على كل المساهمات في أرباب الطوافة والمساهمات في مؤسسات الطوافة يشكل أكثر من 50 في المائة ويصل عددهن إلى ثمانية آلاف مساهمة في مؤسسات أرباب الطوائف.

هل تتوقع تأثيرات من قبل المرشحين على المطوفات في التصويت لبعض القوائم؟
لا أعتقد ذلك ومجتمع أرباب الطوائف فيه كثير من الأكاديميات فيه كثير من المثقفات فيه كثير من الواعيات والمدركات للدور الذي يجب أن تلعبه مؤسسات الطوافة في خدمة الحجاج لأن المحافظة على أصالة المهنة هي جزء من التكوين فلا يمكن التنازل عن جزء بآخر فلا بد أن يكون هناك جزء من التوعية, جزء من التأقلم مع الواقع, لا بد أن تعرف ماذا تعني لها المؤسسة لا بد أن تعرف أن هناك عوائد أجور خدمات تستوفيها من المؤسسة ولكن في البداية والنهاية أن تعرف أن انتماءها لعمل تنظيم المؤسسة والمؤسسات المدنية في المملكة, فهي لا بد أن تعي لهذا الدور وأن تعي أن هذا الدور دور مؤثر مهم والمساهمات من أرباب الطوافة قادرة على أداء دور كبير, إن شاء الله, في ظل الإطار الذي تحدده آدابنا وتعاليمنا الإسلامية الخاصة بالمحافظة على المرأة وكينونتها وعدم المساس بمقومات حياتها كامرأة مسلمة.
نتحدث عن القوائم, هناك اعتراضات خاصة أن القوائم سوف تضمن الأكاديمي وغير الأكاديمي والقادر وغير القادر ؟ من وجهة نظركم هل الانتخاب الفردي أفضل من انتحاب القوائم؟
لا يمثل هذا الانطباع الحقيقة وعلى الإنسان ألا يعمم الأمور لا بد أن يكون هناك وضوح في الانتخابات وسائلها متعددة أو طرقها لكن من يريد أن يحكم لا بد أن يعرف طبيعة وتجانس أعمال خدمة الحجاج, هذا أمر يختص بالنظرة البعيدة لكل مرحلة من مراحل عمال المؤسسة أعتقد أنها تحتاج إلى رؤية يستطيع من خلال أن تكون هناك مجالس إدارة أنا لا أعتقد أن مجالس الإدارة التي أسست الدور والتي كانت في المرحلة الأولى إذا كان في حساباتها أن يستمر هذا الدور في المرحلة المقبلة, أعتقد أن تعيد حساباتها تماما لأن من يريد أن يلعب دور التغيير عليه أن يعيد حساباته فقضية القوائم التي ستتنافس على الانتخابات فيها كثير من المعطيات للمرحلة المقبلة، وأعتقد بفكر وزارة الحج التنظيمي أنه يسعى إلى عملية إيجاد مجموعة أفكار تنصر فيها هذه القوائم, بحيث تحقق التغيير وأعتقد أن وزارة الحج فاضلت بين كل الوسائل بين الترشح الفردي أو ترشح القوائم أو الأصوات, ويبدو من وجهة نظري أن الوزارة اختارت هذا الأسلوب على الرغم من وجود عدة أصوات تنادي بأن يكون اختيار الرئيس والنائب بالانتخاب تم تترك حرية الرئيس والناخب في اختيار أعضاء المجالس ولكني أعتقد أن كلها تؤدي الغرض, طالما أن هناك أهدافا عامة سوف تحققها المؤسسة ارتقاء بالخدمة وتحقيق مشاريع تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني للمملكة وتقدم خدمة مميزة للحاج وهو الهدف الرئيس في القضية التي نتعامل بها.
مع كل انتخابات سواء في الغرف التجارية أو غيرها تثار قضية شراء الأصوات هل مثل هذه الأمور مستبعدة في انتخابات الطوافة ؟
لا توجد قاعدة بدون استثناء ولا نجزم بعدم شراء الأصوات ولا نكون مجحفين بحق الحكم ونقول لا يوجد, ولكننا نقول إن ما وضع من ضوابط واشتراطات كفيلة إن شاء الله بالحد منها لكن في انتخابات الطوافة هناك أمر ملح وعاجل هو أن خدمة الحجاج في توجه الدولة يجب عدم المساس بمقوماتها, من يحاول أن يصل إلى هذا لن يكون محل قبول على الإطلاق وسيكون مقصرا فقبول هذا المنطق سيجعل كل واحد يصل إلى قائمة وهو واضع هذا الأمر نصب عينيه لأن خدمة الحاج فيها نصيب دنيوي ونصيب أخروي, ولن يتمكن أي شخص من خدمة الحاج طالما لم يحظ بالتأييد الإلهي من الله سبحانه وتعالى.

تظهر مع كل انتخابات برامج الناخبين, هل للهيئة دور في مراقبة تنفيذ برامج الناخبين بعد الفوز بمجالس الإدارات؟
المبالغة في البرامج الانتخابية موجودة في كل الانتخابات وفى كل الدنيا في أي تجربة انتخابية هناك مبالغات, ولكن هناك حدود دنيا لأي برنامج, وأعتقد أن اللائحة التي صدرت حفظت هذه الجزئية بأن تكون أي قائمة فازت بمجلس إدارة أي مؤسسة سوف يكون برنامجها الانتخابي محل التقويم المستمر من وزارة الحج حتى تكون الأمور في مساراتها الصحيحة ولا يكون هنالك تقصير في تنفيذ الوعود الانتخابية أو أن تكون هذه الوعود مرتبطة بارتباطات زمنية لتمرير مرحلة الانتخابات, فقد كفلت اللائحة الإجراءات السليمة لمثل هذه الأمور، وأعتقد أن نسبة تحقيق البرامج الانتخابية في المستقبل سوف تكون كبيرة لأن الوعود الانتخابية سوف تكون في إطار استراتيجي مستقبلي وفق الموارد وتنميتها لأن الحج صناعة وأن عوائد الاستثمارات سوف توجه لعملية تنمية المؤسسات وبناء البنية التحتية السليمة.

تقول إن الحج صناعة, نريد أن نتحدث عوائد الحج والمؤسسات فما مقدار هذه العوائد؟
ما يعرف بعوائد وأجور الخدمات لكل أرباب الطوائف هو 294 ريالا أجور الخيام 300 ريال, يخص منها مؤسسات الطوافة في مكة 50 ريالا و250 تستقطع لوزارة المالية عن أجور الخيام المطورة بمشاعر منى وعوائد المطوفين بالذات هي 175 ريالا بالإضافة إلى 50 ريالا يصبح المجموع 225 ريالا وهذا هو العائد الأساسي الذي تحصل عليه مؤسسات الطوافة دون الوكلاء والزمامة فـ 225 ريالا هو العائد الذي تحصل عليه لكل خدمات الحاج الذي تصل فترة بقائه في مكة المكرمة من 20 إلى 25 يوما, ولك أن تحسبها حسابا بسيطا لو أخذت العشرين مقسمة على العشرين لوجدت أن تكلفة الخدمة لا تتجاوز عشرة ريالات في اليوم وهي تكلفة لا تجدها في أي موقع في العالم, ولكن تطوير الفكر التنظيمي لمؤسسات الطوافة أبرز عقليات وفكرا اقتصاديا جديدا لتنمية موارد ذاتية للمؤسسات, وكل مؤسسة تعمل على تحقيق مواردها مثل الدخول في بعض المشاريع الاستثمارية التي تدر عوائد مالية أو الدخول في الصناديق الاستثمارية قليلة المخاطر أو مشاريع ذاتية, وأتحدث أيضا عن أن هناك دراسة قامت بها الهيئة أظهرت أن النتائج تشير إلى قوة المراكز المالية لهذه المؤسسات وقدرتها على سداد المتطلبات التشغيلية لموسم الحج وهذا ما يجعلني أقول إن هذا الوضع ما كان له أن يتحقق في ظل النظام الفردي.

أمضت مؤسسات الطوافة أكثر من ربع قرن وهي مؤسسات تجريبية وهناك تنظيم جديد لتثبيتها, كيف تنظرون لانعكاسات هذا التنظيم مستقبلا للارتقاء بالخدمة؟
نتمنى من الله أن يحقق على يد وزير الحج طموحات أبناء مؤسسات الطوافة الأربع وأن يتم إعطاء المؤسسات استقلالية إلى الأبد بحرية, فهذا سيسهم في تحسين القدرات الخدمية والبنية التحتية. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية التنظيم والتنسيق بين هذه المؤسسات بما يتفق مع روح العصر ومتغيراته لأن الهدف الأسمى الذي تسعى له هذه البلاد التي كرمها الله باستضافة وفود الرحمن وبتوجيهات ومتابعة من ولاة الأمر هو الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج إلى أفضل المستويات، وتطوير الخدمات المقدمة من المؤسسات العاملة في خدمة الحجاج عاماً بعد عام, ومؤسسات الطوافة نجحت خلال ربع قرن من الزمان في خدمة ضيوف الرحمن الذين يقدمون من أكثر من 160 دولة إسلامية, إننا ننتظر تحويل هذه المؤسسات إلى كيانات اقتصادية تتمكن من تقديم جميع الخدمات للحجاج والمعتمرين بما فيها إسكان الحجاج وتقديم خدمات التغذية والسماح لها باستثمار المبالغ المالية الخاصة بها في مشاريع استثمارية لضمان الارتقاء بالخدمات التي تقدمها لضيوف الرحمن وهذه الهيكلة تهدف إلى تثبيت الهوية التنظيمية لهذه المؤسسات وتمكينها من تطوير خدماتها وزيادة مواردها وتحقيق المزيد من الارتقاء بمستوى أدائها إلى الأفضل.

هل آن الأوان أن تخدم مؤسسات الطوافة المعتمرين مع الحجاج خاصة وأن عدد المعتمرين سيصل خلال السنوات الخمس المقبلة إلى نحو عشرة ملايين معتمر كل عام؟
رأيي الشخصي نعم، ونحن نطالب بأن يكون لنا دور لوجود بنية تحتية, لوجود خبرات كبيرة, لوجود مقومات اقتصادية تساعد على هذا العمل إذا لم تساعد فهي على الأقل تنافس في مجالات الخدمة, لأن هذا الأمر هو حق لكل مواطن يعيش على أرض المملكة وهو مطلب عادل ولا يوجد شيء يمنع أن تعمل مؤسسات الطوافة في خدمة المعتمرين. وأنا أرى أن تدخل مؤسسات أرباب الطواف في هذه الخدمة بعد إعادة هيكلتها من خلال مشاريع استثمارية تستطع أن تؤدي فيها أدوارا كبيرة جدا وهذا أمر أعتقد أنه سوف يحدث في المستقبل.

الأكثر قراءة