نجاح أول زراعة لخلايا جذعية من دم الحبل السُّري على مستوى العالم

نجاح أول زراعة لخلايا جذعية من دم الحبل السُّري على مستوى العالم

نجاح أول زراعة لخلايا جذعية من دم الحبل السُّري على مستوى العالم

أعلنت شركة كورد بلود أمريكان Cord Blood American، أن واحدة من عينات دم الحبل السُرِّيّ المحفوظة لديها لإحدى العائلات تم استخدامها كأول زراعة لخلايا جذعية مستخلصة من دم الحبل السُرِّيّ لطفلة مصابة بسرطان الدم (اللوكيميا)، وتعتبر هذه الحالة هي الأولى من نوعها في العالم. وتُعرف الزراعة الذاتية من دم الحبل السُرِّيّ بأنها الخلايا التي يتم جمعها وحفظها من الطفل أثناء الولادة ثم استخدامها للطفل نفسه مستقبلاً.
وأوضح الدكتور جاك جولد برج رئيس قسم أمراض الدم والأورام في جامعة بنسلفانيا، أن هذه أول حالة تؤكد إمكانية استخدام الخلايا الجذعية للشخص نفسه لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال، بل أكد أهمية الأمر لأن هذا يلغي تماماً المفاهيم السائدة لدى بعض العاملين في القطاع الصحي بعدم إمكانية زراعة الخلايا الجذعية للمولود نفسه لعلاج سرطان الدم، وهذا ما تم إثباته حالياً.
وبحسب صحيفة الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال، فإن طفلةً تبلغ من العمر ثلاث سنوات مصابة بسرطان الدم أجريت لها عملية زراعة الخلايا الجذعية من دم الحبل السُرِّيّ بعد تعرضها لنكسة في الجهاز العصبي المركزي، وتمت الزراعة بعد عشرة أشهر من تشخيص المرض وبعد حصولها على العلاج الكيميائي، ومضى عامان بعد حصولها على الخلايا الذاتية وهي في حالة شفاء تام من سرطان الدم، وتبلغ الآن من العمر ستة أعوام. وتم إجراء فحص مخبري جزيئي على دم الحبل السُرِّيّ للكشف عن سرطان الدم، وأثبتت النتائج عدم وجودها أثناء الولادة، ما يعني أن سرطان الدم لم يكن موجودا أثناء الولادة.
ويعتبر هذا النوع من سرطان الدم الذي يسمى سرطان الدم الليمفاوي الحاد من أكثر الأورام شيوعاً بين الأطفال. وصرح والدا الطفلة بأن حفظ دم الحبل السُرِّيّ ساعد فرص بقاء طفلتهما على قيد الحياة.
من جهة أخرى، صرّح رئيس الشركة بأن الأبحاث والتطبيقات الإكلينيكية لدم الحبل السُرِّيّ تتزايد وتتطور بشكل يومي، مؤكدا أهمية البنوك العامة والخاصة وعلى أحقية الأبوين في اختيار الحفظ الخاص لدم الحبل السُرِّيّ أو التبرع به للبنوك العامة، وأن احتمالية استخدام الشخص نفسه الخلايا الجذعية المحفوظة في سن الطفولة تصل إلى 1: 2000 وتزداد هذه النسبة في سن متقدمة لتصل إلى 1: 7.
وأضاف أن هنالك ما يقارب 60 تجربة طبية في طريقها في الولايات المتحدة تشمل أبحاثاً على دم الحبل السُرِّيّ لاكتشاف تطبيقات جديدة واستخدامات جديدة لاستخدام دم الحبل السُرِّيّ، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف يساعد في حفظ حياة العديد من الأرواح على مستوى العالم.
وحول هذا الموضوع قال البروفيسور فياض دندشي رئيس مركز فيوتشر ميد لأبحاث وحفظ الخلايا الجذعية، الأول من نوعه في المملكة والشرق الأوسط، لـ "الاقتصادية": أثبتت الأبحاث العلمية أن استخدام زراعة الخلايا الجذعية من دم الحبل السري آمن بنسبة 100 في المئة، مشيرا إلى أن المجمع الفقهي في مكة المكرمة أجاز مثل هذا النوع من الزراعة، حيث لا خلاف عليها بعكس الخلايا الجذعية البالغة. وأوضح الدكتور فياض أن شركات التأمين في أوروبا وأمريكا تقوم بتخيير الأم في أخذ عينة من الحبل السري والاحتفاظ بها مستقبلا متى دعت الحاجة لذلك، سيما أن دم الحبل السري يعالج أمراضا مثل الحبل الشوكي، والسرطان، والجلطات، واللوكيميا، التي قد تصيب الطفل أو أحد أقربائه مستقبلا. وأبان فياض أن حفظ الخلايا الجذعية قد يستمر لمدة 50 عاما، ويتم تجميدها لمدة تصل إلى 15 و20 عاما.

الأكثر قراءة