ميل للدرج الداخلي في مساكن السعوديين.. والخصوصية تحد من سرعة انتشاره

ميل للدرج الداخلي في مساكن السعوديين.. والخصوصية تحد من سرعة انتشاره

يعتبر موضوع الدرج في المسكن من العناصر الأساسية التي تحظى باهتمام العائلة السعودية وقد أصبح الدرج أحد العناصر الجمالية في السكن السعودي وأصبح الاهتمام متزايدا بتفاصيل درج المسكن وكذلك الدرابزين. "الاقتصادية" تستعرض آراء المهندسين وكذلك المعماريين و المواطنين حول النظرة المعمارية والجمالية وكذلك التطورات التي ظهرت على تصاميم درج المسكن السعودي. يقول المهندس المعماري عبد العزيز السيف "في بداية الطفرة كانت المساكن تهتم بأن يكون الدرج جانبيا ومعنى ذلك أن كل دور منفصلا ومستقلا بذاته أي أن المسكن هو عبارة عن وحدتين سكنيتين فوق بعضهما البعض. وهذا التصميم يعطي خصوصية قوية لفصل كل دور حيث يمكن تأجير كل دور. وانتشر هذا النمط في تصاميم المساكن السعودية، ولكن هذا النظام تغير وأصبح هناك نظام يطلق عليه فلة الدرج الداخلي وتعني أن الدرج يكون جزءا لا يتجزأ من الصالة. ومع أن البعض يتحفظ على وجود الدرج داخل الصالة حيث إن وجوده لا يحقق خصوصية كاملة فعندما يكون هناك ضيوف من النساء فإن أصحاب البيت من الرجال يواجهون صعوبة في المرور إلى الصعود إلى دور النوم".
وأضاف "وقد يضطر البعض لوضع أكثر من درج لأجل الخصوصية وكانت هذه النظرة أحد العوائق التي مر بها تصور المسكن، ولكن يبدو أن هذا التوجه بدأ يقل أي أن وجود أكثر من درج داخل البيت أصبح مكلفا ومرهقا فاضطرت الأسر إلى وجود درج واحد في الصالة حيث يحقق نظرة جمالية للبيت. وفي حالة الرغبة في المرور فإن هذه حالة تكاد تكون قليلة الحدوث ويمكن الترتيب لها ولا تستحق أن يكون هناك أكثر من درج أو أن تلغى فكرة وجود الدرج في الصالة". ويؤمن المهندس عبد العزيز السيف بأن المسكن يجب أن يكون بسيطا وخاليا من التعقيد ولا ضرورة إلى وجود أكثر من درج.
أما المواطن صالح الزهراني ولديه فلة سكنية شرق مدينة الرياض فقال "وضعت الدرج جانبيا حيث أصبح الدور الأرضي وحدة سكنية والدرج جانبي بشقتين سكنيتين, أستطيع أن أؤمن مسكنا لبعض أولادي الذين يرغبون أن يكونوا بجواري".
ويضيف "كنت أسكن في فلة كبيرة ولكن عندما تغيرت أسرتي وكبرت فإن الظروف أخذت في التغير وأعتقد أن المسكن يجب أن يلبي حاجة نمو الأسرة وانكماشها وهذه سنة الحياة فإن المبالغة في مساكن كبيرة وعدد كبير من الغرف تتحول يوما من الأيام إلى مساحات لا فائدة منها وفي الوقت نفسه لا تستطيع الأسرة أن تبقي بعض أولادها لديها يعتبر حلا لا يناسبنا. ويتمنى الزهراني أن يهتم المصممون بالنظرة المستقبلية للأسرة وأن يخدم وضع الدرج بشكل مريح التطورات التي يمكن أن تحل بالأسرة".
من جهته، أوضح المهندس عبد الفتاح محمد وهو مهندس يعمل في إحدى الشركات التي تهتم بتصنيع الدرابزينات الخاصة بالمساكن إن الدرابزين يعد من العوامل المهمة التي تحقق الجمال في الصالة. ولدينا عدد كبير من التصاميم المختلفة والتي تم استحداثها من مشاريع وتصاميم مختلفة، مضيفا أنهم يضعون هذه التصاميم للزبون ليختار ما يرغب فيه.
ويقول إن التصاميم لدرابزين الدرج تتغير بشكل مستمر وهناك إقبال شديد على التصاميم البسيطة والمعلية, أما سعر المتر الطولي من هذه الدربزينات فيراوح من 500 ريال إلى أكثر من 1500 ريال. ونستطيع بإمكاناتنا أن نصمم أي تصميم يرغب فيه الزبون كما أن لدينا عدد كبير من التصاميم المختلفة لهذه النماذج وعليه فإن الذوق في الأسرة السعودية أصبح في تغير وتطور مستمرين.
"الاقتصادية" تجولت في عدد من المساكن التي تحت الإنشاء والتقت مع عدد من أصحابها الذين تباينت وجهات نظرهم حول الدرج والغرض منه, فهناك من يرى ضرورة أن يكون الدرج جانبيا وآخرون يعتقدون أن هذه الفكرة تعتبر غير مقبولة مطلقا نظرا إلى أنها سوف تغير فكرة المسكن بمجمله.

الأكثر قراءة