قصة كفاح امتدت 27عاما لتكلل بقفزة نوعية لصحيفة "عكاظ"

قصة كفاح امتدت 27عاما لتكلل بقفزة نوعية لصحيفة "عكاظ"

قصة كفاح امتدت 27عاما لتكلل بقفزة نوعية لصحيفة "عكاظ"

كرمت اثنينية عبد المقصود خوجة الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة "عكاظ" السابق، الذي آثر الترجل بعد مسيرة الصحافة التي استمرت 27 عاما في صحيفة "عكاظ" التي قدم لها الكثير من حبره وعرقه وشبابه وصحته، حتى استطاع الوصول إلى قمة هرمها التحريري، وحشد من أجلها كل الإمكانيات والطاقات لينهض بالتوزيع والإعلان، عبر تحقيق المعادلة الصعبة في استقطاب الأقلام ذات الصيت الألق التي تشد القارئ إليها وإيجاد سياسة تجمع هذه الكوكبة برئاسة التحرير التي تتعامل معها بأدب الاختلاف، إضافة إلى تكثيف العمل الميداني وتتفاعل مع الحدث لنقل الصورة الحية إلى المسؤولين لبناء جسور الثقة وتجسيد المصداقية ونقلها إلى القارئ الذي يلتهم أخبارها مع ارتشاف قهوة الصباح، حتى استطاع انتشالها من ضعفها المالي إلى تحقيق أرباح قفزت فوق التوقعات، حتى بات اسمه مرادفا وتوأما لصحيفة "عكاظ ".
وأعرب الدكتور هاشم في حفل التكريم الذي ضم حشدا كبيرا من الإعلاميين ورجال الأدب والثقافة، عن امتنانه الكبير لكل من أسهم معه وأعانه لأن يبلغ هذه المكانة التي أتاحت له الفسحة أن يقدم لبلده وأهله وإخوانه شيئا يسيرا مما وهبه الله. وأضاف اسمحوا لي أن أعود إلى البدايات وأن أذكر أولئك الذين كان لهم الفضل علي منذ صباي حتى هذه اللحظة، فهؤلاء الرجال هم من وضعوا بذرتهم الأولى ودفعوني إلى ما أصبحت عليه الآن، ولا أنسى المرحلة الثانية التي جئت فيها إلى هذه المدينة وكلي طموح في أن أشق طريقي بين أساتذة كبار وكانت غايتي أن أتعلم الحرف وأستفيد من هؤلاء الأساتذة الكبار ووجدت الكثير منهم يأخذ بيدي، وكانوا الشعلة الأولى لإنسان مبتدئ رغم أن طموحي كان أن أقرأ ما أكتب وهذا ما جعلني التحق بالعمل في صحيفة "الرائد" من تعلم مبادئ العمل الصحافي وفتح أمامي آفاقا واسعة مكنتني من أن أخطو خطوات أخرى تنقلت بعدها إلى عدة صحف محلية، حتى جاء اليوم الذي كلفني به الدكتور محمد عبده يماني أن انتقل إلى صحيفة "عكاظ"، وقد رأيت بتوجيهات هذا الأب الإنسان والمربي والوزير معا، ورغم أنني وجدت أن المهمة كبيرة إلا أنه وفر لي جميع وسائل الدعم ودفعني إلى خوض التجربة مع عكاظ وشجعني وتابعني وحمى الصحيفة من الكثير من الأخطار التي خاضتها، ولهذا تحقق لـها ما تحقق من نقلة وانطلاقة.
وعن تجربته الرائدة في صحيفة "عكاظ" بين الدكتور هاشم أنه بدأها على ثلاث مراحل أولاها في مرحلة صياغة التوجه والسياسة، حيث أصبحت صحيفة محلية تتفاعل مع الحدث في الداخل بعد أن كان لها توجهها السياسي والفكري، ثم تلتها مرحلة تكريس التوجه نحو الهوية الوطنية عبر إقامة جسور من الثقة مع المسؤولين، وبحمد الله أن "عكاظ" في وقت مبكر أصبحت مصدرا للخبر وللمعلومة وكسبت هذا العدد الكبير من القراء، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في الاهتمام بالقارئ وكان لابد لهذه المرحلة أن تتعاطى مع قضايا وهموم الإنسان في مجالات الحياة المختلفة ومن هنا بدأ النجاح الحقيقي الذي يتمثل في كيف نضع صحيفة قوية تجمع بين مسؤول وقارئ فكان هنا التحدي، مبينا أن مصدر قوة الصحيفة يتمثل في كيفية الاستفادة من مصادر الحدث ورأي المسؤول وأن نتبنى رأي القارئ والمواطن الذي نتطلع إلى قراءة ما يدور في ذهنه ويهمه بصورة أو بأخرى.
وشهد الحفل التكريمي حضورا لافتا من زملاء ومحبي الدكتور هاشم، ولفيف من الكتاب الذين ثمنوا وأثنوا على مسيرته الصحافية وعلى رأسهم الدكتور محمد عبده يماني الذي أعرب عن تقديره واحترامه لرجل شق طريقه برجولة وعصامية، ولقد فرحت كثيرا عندما منحته الراية بتسلم "عكاظ"، وكان من المفروض أن أتألم عندما ترجل لكنه ترجل في رجولة دون انحناء، ومن جهته بين الكاتب الصحافي محمد الفايدي في مداخلته بشأن خلافه مع الدكتور هاشم بعد 27 عاماً فإنه لم يبق في العمر باق للاختلاف، مضيفاً لقد أحسن لي وصدقت مقولته (الصحافي الحقيقي يعمل في كل المواقع) وعند هذه المقولة من العيب أن نختلف مع موهبة مثل هاشم عبده هاشم.
فيما وصفه الكاتب والشاعر حمد القاضي بالعصامي النادر الذي أدار الوقت بأعجوبة وبقدرة عالية وقفز فوق جميع العقبات التي واجهت مشواره الصحافي.

مسيرة قلم
إن مسيرة الدكتور هاشم حافلة بالخبرات والمناصب المهمة كان أبرزها عضوية مجلس الشورى ومحاضرا أكاديميا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، إلى جانب التصاقه الوثيق بمهنة الصحافة التي امتهنها بدءا من عمله مراسلا لمجلة "المنهل" عام 1379هـ، إلى أن تدرج في المناصب الصحافية بين صحيفة وأخرى، لينتهي به المطاف إلى رئاسة تحرير صحيفة "عكاظ" عام 1401هـ وحتى عام 1428هـ ليعلن اعتزاله عن مهنة المتاعب التي طالما قدم لها الكثير، قدم خلال مسيرته العديد من المؤلفات القيمة كان أبرزها الحب احتراقا، الحزن لا يغسل الهموم، الاتجاهات العددية والنوعية للدوريات السعودية، دراسات كروية، الدوري السعودي في الخليج، صناعة القرار في السعودية، سجل وثائقي وتحليل عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي.

الأكثر قراءة