يا حسين.. وش هالشين؟
بهذه الجملة أرسل أحد قراء الزميل الوسيم حسين الفالح يخبره بتحفظه على صورة العبد الفقير إلى الله، بعد أن شرفنا حسين بإحدى مقالاته هنا في هذا المكان باختلاف التسمية. وللحق فإن أي صورة لزميل يكتب بعد حسين ستكون بمثابة مقارنة ظالمة له، نظرا للإمكانات التي يتمتع بها هذا الفالح.
وعلى قدر ما أسعدتني وأضحكتني تلك الرسالة العاتبة على حسين لإهماله وعدم استمراره في كتابة الزاوية وبالتالي وضع صورته بدلا من صور "الشيون" أمثالي، إلا أن ذلك كان مجالا رحبا للتفكير في مقال وموضوع صحافي قد يكون إجابة لتساؤلات كنا نتعجب منها ونحن قراء، واكتشفنا إجاباتها تلقائيا بعدما عملنا في هذا المجال، وقد يكون هناك قراء يتساءلون ولم يجدوا الإجابة الشافية حتى الآن.
الحكاية يا قراء يا كرام في مسألة صور الشعراء والكتاب مع نصوصهم أو مقالاتهم لا تتعدى كونها "فشخرة"، وتكريس للشكل الذي قد يعطي انطباعا لا علاقة له بالمكتوب، وأذكر من هذا أن "محاكيكم" أراد لصورته أن تكون تلقائية فلم ينفع معه لا "ريما" ولا "عجمان" ولا لقطات "أبو عوض" المصور اللذيذ الذي كان صديقا لنا أكثر من كونه مصورا، فكان يتحمل "غثا الشعراء" أمثالي، لذلك لم أستقر على صورة لاهتمامي المفرط بالشكل أكثر من محتوى المقال أو النص، وكي أصل إلى كوني "مقبولا" في عيونهم قبل عقولهم، ولكني للأسف لم أصل إلى الحد الأدنى من الرضا، فاتكلت على الله وتركت هذه المهمة إلى غيري "إن أراد وضع الصورة التي يريد – وسيقع حتما على خيارات كثيرة من واقع خمس سنوات تصوير هو عمري في ساحة الشعر - قانعا راضيا بما كتب الله لي!
وعودا على حسين الفالح الذي ساعدته ابتسامته الجميلة على اختصار معاناة غيره من "الشيون"، أقول: صدقا أبا فالح، كثيرون في ساحة الشعر هذه من يتعبون كثيرا على صورهم، وندرة أولئك الذين يحاكون العقل بنصوصهم ومقالاتهم، وأنا أتمنى يا صديقي أن أكون ممن يثرون العقل بمقال ويمتعون الذائقة بقصيدة، و"جعلني ما أعجب رفيقك أبد"!