قوارب النجاة الإلكترونية

قوارب النجاة الإلكترونية

قوارب النجاة الإلكترونية

تناقلت الأخبار أخيرا، خبر ضياع جيم جراي في مياه المحيط الهادي، بعد أن قام برحلة فردية لنثر رماد أمه في البحر. لمن لا يعرف جيم جراي فهو أحد أفضل علماء قواعد البيانات الموجودين حاليا، ولقد قادت اكتشافاته وأبحاثه في هذا المجال إلى الكثير من المنتجات النافعة التي يستخدمها الناس يوميا. وهو حاصل على جائزة تيورنق Turing Award التي تعادل جائزة نوبل في مجال الحاسب الآلي.
على الرغم من جهود خفر السواحل إلا أنهم لم يتمكنوا من العثور عليه، مما دعاهم لإيقاف البحث عنه واعتباره في عداد المفقودين، ومن دون التقنية الحديثة في الإنترنت، فإن القصة ستنتهي هنا! ولكن بسبب وجودها بعد الله، فما زال هناك أمل. فلقد قام أحد زملاء الباحث جيم، بمخاطبة جوجل وأمازون، بالطبع ليس للبحث عن زميله بواسطة محرك جوجل، وأيضا ليس لشراء أحد كتب جيم من أمازون. بل قام زميل جيم، بمخاطبة جوجل للحصول على صور حديثة من الأقمار الصناعية للمنطقة البحرية التي ضاع فيها جيم، ومن ثم قام بربطها بخدمة أمازون Mechanical Turk التي تعتمد على الذكاء الصناعي، لكي تقوم بتوزيع الصور على مستخدمي الإنترنت الذين يزورون هذا الموقع لكي يتمكن كل منهم من مشاهدة إحدى صور القمر الصناعي وتحديدا ما إذا كان يرى قاربا فيها أم لا! ومن ثم يتم إرسال تلك الصور المحتمل وجود قارب جيم فيها إلى الخبراء لكي يتمكنوا أولا من تحديد احتمالية احتواء الصورة على القارب، وثانيا من تحديد موقعها بالأقمار الصناعية والبحث عنه في تلك المنطقة.
إنه من الصعب التعرف على مدى نجاح هذه المحاولة نظرا لرداءة جودة صور الأقمار الصناعية وصعوبة تمييز حجم القارب الصغير بداخلها، ولكن ليس هذا هو المهم. فالمهم هو أن هذه التجربة، رغم ضآلة احتمالية نجاحها، فهي ممكنة! المهم هو أن هذه التجربة تعطي دليلا على أنه من الممكن تفعيل التقنية الحديثة بطرق جديدة لخدمة الإنسان دون الحاجة إلى الكثير من العناء. فأصبح بإمكان الفرد أن يصنع غرفة عمليات نشطة وغنية بالمعلومات. وأخيرا فهي تعطي دليلا على قوة موجة الويب 2.0 التي تتميز باعتمادها على مستخدمي الإنترنت بشكل كبير، وكما يقول المثل العامي "ربع تعاونوا ما ذلوا" !

[email protected]

الأكثر قراءة