الغشاشون غشوا 1000 مرة .. و"التربية" تشجعهم بلا رادع!

الغشاشون غشوا 1000 مرة .. و"التربية" تشجعهم بلا رادع!

الغش ظاهرة تنبذها العقول السليمة وتأنف منها النفوس العلية، ناهيك عن كونها مخالفة شرعية يأثم مرتكبها كما تعاقب عليها المجتمعات بشرائحها وتوجهاتها كافة.
ظاهرة الغش عندما تبزغ من التعليم فهذا يزيد من سوءاتها، فعندما يغش الطالب في مدرسته فهذا معناه أنه قد اجتاز الكثير من الحواجز بما فيها التربوية والأخلاقية.
ولأن غش الطالب هو بداية النهاية له ، فهو يذهب كل صباح لمدرسته ينتظر من والديه ومجتمعه مسؤولية البناء والتطوير المنبثق من مهنة المستقبل إلا أن طريقه المحفوف بالغش قد ينهي مستقبله مبكرا، كيف لنا أن نقبل الغشاش ونأمنه في مجتمعنا أو نوليه أي مسؤولية.
الغش .. ظاهرة مشينة رغم خطورتها في المجتمع التعليمي إلا أن العقوبات واللوائح الأخيرة التي تضمنتها لائحة تقويم الطالب لم تكن بالشكل الذي يكفل وأدها إذ إن اللائحة تنص على أنه في حالة وجود ورقة غش للطالب للمرة الأولى فإنه يحرم فقط درجة السؤال المتعلق بالورقة ويترك للطالب حرية مواصلة الإجابة دون إزعاج آخر غير شطب درجة السؤال الذي غش فيه، ليس هذا فحسب بل حتى إنه في حالة وجود ورقة وجدت مع طالب ينوي الغش منها واتضح أنها لا تحوي إجابة أي من الأسئلة الموجودة فإنه يترك وكأن شيئا لم يكن رغم نياته السيئة بإحضار "برشام" للغش.
الذي يجب أن يعرفه من وضع اللائحة ومن هم في الميدان التربوي أن من غش للمرة الأولى فإنه بالتأكيد قد يكون اقترف ذلك المنكر ألف مرة ولم يكشف أمره وبالتالي إلغاء سؤال لا يعني له الكثير وليس بالعقوبة التي تردعه في مستقبله.
"التربية" تحتاج لوقفة صارمة مع الغشاشين وبلا (تعميم) يضيع مع وفرة التعاميم، وبلا رحمة ولين لإعادة النظر في لائحة العقوبات المترتبة على الطلاب الغشاشين وإحداث عقوبات أشد صرامة عليها قد تصل للتشهير بهم ولو على محيط مدرسته وكذا إلغاء امتحانه حتى وإن كان يضبط للمرة الأولى وبالتالي يتم السيطرة وكبح جماح الغش ليفكر الطالب مرارا قبل أن يمكر ويخادع ويخون.

الأكثر قراءة