السعودية تخفض إمداداتها النفطية لآسيا في الربع الأخير وإيران ترفعها
السعودية تخفض إمداداتها النفطية لآسيا في الربع الأخير وإيران ترفعها
أظهرت حسابات استندت إلى بيانات رسمية، أن السعودية خفضت صادراتها النفطية لأكبر ثلاثة مستهلكين لخامها في آسيا بنسبة 4 في المائة تقريبا في الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالربع السابق، بينما ارتفعت الشحنات الإيرانية لتقترب من مستوياتها قبل عام.
ويدعم خفض الإمدادات السعودية بواقع 88 ألف برميل يوميا دلائل أخرى تبين التزامها بتخفيضات الإنتاج التي بدأت "أوبك" تنفيذها في أول "تشرين الثاني" نوفمبر. وتشير بيانات الشحنات الإيرانية إلى أن المصافي في كوريا الجنوبية والصين تسلمت شحنات رفضتها اليابان في وقت سابق من العام.
واستوردت اليابان وكوريا الجنوبية والصين نحو 2.362 مليون برميل من الخام السعودي يوميا في الربع الأخير من العام الماضي إجمالا أو نحو ثلث إجمالي صادرات المملكة.
وتظهر حسابات رويترز أن هذا الرقم يقل بنسبة 5.4 في المائة أو 135 ألف برميل عما كان عليه قبل عام حين استوردت الدول الثلاث ما يقرب من 2.5 مليون برميل يوميا من الخام السعودي.
واتفقت "أوبك" على خفض إنتاجها بواقع 1.2 مليون برميل يوميا بداية من أول نوفمبر في محاولة لدعم الأسعار. وتتحمل السعودية العبء الأكبر، إذ تقلص إنتاجها بمقدار 380 ألف برميل يوميا.
وفي كانون الأول (ديسمبر) وحده وهو أول شهر تصل خلاله الشحنات للعملاء بعد تنفيذ التخفيضات تراجعت صادرات السعودية إلى ثاني أكبر أسواقها اليابان بنسبة 6 في المائة مقارنة بشهر تشرين الأول (أكتوبر).
وتذهب معظم صادرات السعودية من النفط الخام لآسيا إلى شمال القارة وتبيع المملكة نحو نصف صادراتها البالغة سبعة ملايين برميل يوميا لآسيا ككل.
وارتفعت واردات آسيا من الخام الإيراني بنسبة 8.5 في المائة في الربع الأخير مقارنة بالربع السابق لتصل لنحو 1.022 مليون برميل يوميا. وقال مسؤولون إيرانيون إن العملاء الأوروبيين وحدهم وليس العملاء في آسيا سيتأثرون بتخفيضات الإنتاج تنفيذا لاتفاق "أوبك".
وخفضت اليابان وارداتها في أوائل العام الماضي بسبب مخاطر سياسية تحيط بإيران رابع أكبر منتج للنفط في العالم، إلا أن الصادرات للمستهلكين الآسيويين الثلاثة تراجعت بنسبة 2.2 في المائة فقط عن الربع الأخير من عام 2005 نظرا لزيادة كوريا الجنوبية والصين مشترياتهما.
وأظهرت البيانات زيادة حادة في إقبال الصين على خامي عمان والسودان. وتشير البيانات إلى أن الصين رفعت وارداتها من خام عمان وهو خام القياس في الشرق الأوسط بمقدار الثلث في الربع السابق ويعتقد أن بعضه وجه لاحتياطيات النفط الاستراتيجية التي كونت حديثا في البلاد.
واستوردت الصين نحو 320 ألف برميل يوميا من خام عمان في الربع الأخير من العام الماضي أو نحو نصف الصادرات اليومية لعمان من الخام. وفي العام الماضي، قالت مصادر في القطاع العام الماضي إنها تتوقع أن يوجه 2.5 مليون برميل من هذه الكمية لصهاريج المخزون الاستراتيجية في تشرين الثاني (نوفمبر). وفي الشهر الماضي، قالت مصادر إن الصين استوردت أيضا 12.4 مليون برميل لاحتياطيها الاستراتيجي في كانون الأول (ديسمبر). ولم تذكر تفاصيل الخامات التي وجهت للاحتياطي، ولكن تجارا قالوا إن جزءا من خام عمان قد يكون نقل إلى الصهاريج.
وقال تاجر في سنغافورة "اشتروا شحنة تصل في كانون الأول (ديسمبر). ربما يكون لها علاقة باحتياطي النفط الاستراتيجي". كما ارتفعت الواردات الصينية من الخام السوداني ليصبح السودان سادس أكبر مورد للخام للصين بعد بدء تصدير مزيج دار في أيلول (سبتمبر).
وفي موضوع ذي صلة، استقرت أسعار العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي أمس لتلتقط أنفاسها بعدما صعدت 8 في المائة الأسبوع الماضي مع بدء سريان خفض إنتاجي جديد لمنظمة أوبك، في حين تعزز موجة من الطقس البارد الطلب على زيت التدفئة في الولايات المتحدة.
وتراجع خام برنت في بورصة النفط الدولية في لندن 14 سنتا أو 0.24 في المائة إلى 58.27 دولار للبرميل. في حين نزل الخام الأمريكي الخفيف 12 سنتا أو 0.20 في المائة مسجلا 58.90 دولار.
وتعرضت الأسعار لضغوط بسبب أنباء تعليق إضراب كان يعتزمه عمال النفط في نيجيريا. وقال قادة النقابات العمالية أمس الأول إن النقابات علقت خططا للدعوة إلى إضراب مفتوح بسبب الافتقار للأمن في دلتا النيجر، وعقدت اجتماعا مع الرئيس النيجيري في وقت لاحق من أمس للتباحث بشأن الأزمة.