حروب الصين المقبلة: أين سيحارَبون وكيف سينتصرون؟

حروب الصين المقبلة: أين سيحارَبون وكيف سينتصرون؟

يحذر الكتاب من أن الثورة الصناعية الهائلة في الصين تضعها على طريق الصدام مع العالم بأسره. ستندلع حروب الصين المستقبلية بسبب الكثير من الأسباب من الوظائف الجيدة إلى الأجور المناسبة إلى التكنولوجيات الرائدة إلى الموارد الاستراتيجية، مثل النفط والنحاس والصلب وحتى الطعام والماء والهواء.
يستعرض الكتاب كل هذه الصراعات المحتملة، ويقترح مجموعة من القرارات الملحة والجذرية التي يجب اتخاذها لتجنب وقوع الكوارث. يستعرض الكتاب تأثير احتياج الصين الدائم إلى النفط على سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وعلى التوترات الداخلية في السودان وعلى إعادة التسلح في اليابان.
كما يكشف الكتاب الدور الكبير الذي تلعبه الصين في تجارة المخدرات وعودة تجارة الرقيق الأبيض، والتوقعات بشأن احتمال تسببها في أسوأ كارثة لانتشار الإيدز في العالم. هناك أيضا التطورات التي لحقت بالصين لتجعل منها أسوأ دولة استعمارية في العالم ومساهمتها الكبرى في كارثة بيئية عالمية منتظرة.
الواقع أن الحكومة وقطاع الصناعة في الصين أسسا روابط قوية فيما بينهما تسمح لهما باستغلال الأيدي العاملة، وإهمال البيئة والقواعد الاقتصادية التي تتبعها الدول الأخرى، إلا أن الصين مثل باقي الدول الصناعية الكبرى تدفع ثمن كل هذا في صورة المشكلات الداخلية التي تواجهها.
وما يثير الفزع أكثر من كل ما سبق هو ما يعتمل داخل هذه الدولة الكبرى ذات القوى النووية من توترات تدفعها في طريق تفشي الفوضى الداخلية. يحذر الكتاب من الخطر القادم من الصين، ويدعو الجميع لفهمه من أجل اتخاذ خطوة ما، ويدعو القارئ البدء في التو في تسليح نفسه بالمعلومات عن حروب الصين المقبلة.
ولكن نافارو يعود ليؤكد أن الموارد البشرية والطبيعية الهائلة في الصين تجعل منها لاعبا أساسيا على الساحة العالمية، مؤهلا بمقومات كثيرة قد تؤدي إلى الفوز في النهاية. ويصف الكثير من المحللين السياسيين الصين الآن بأنها العملاق الذي استيقظ من النوم، ولا يختلف مؤلف هذا الكتاب بيتر نافارو عنهم في هذا الأمر.
بعد اعتماد الكاتب على إثارة فزع القراء من الطريق الذي تسير فيه الصين على مختلف المسارات، يعود ليطمئن القراء بأن الصين تعاني مشكلات داخلية متفاقمة قد تتولى أمر تحطيم أسطورة الصين. نشأ الكثير من هذه المشكلات عن التحول من النظام الشيوعي إلى الاستعمارية الرأسمالية. تشمل هذه المشكلات: التلوث، الرعاية الصحية، قرصنة حقوق الملكية، وندرة الموارد.

الأكثر قراءة