في الهند: تأجير الأرحام يسد الرمق .. ثم يقود إلى الثروة

في الهند: تأجير الأرحام يسد الرمق .. ثم يقود إلى الثروة

جيوتي ديف (30 عاما) حامل لكن حين تضع في آذار (مارس)، فإن الطفل لن يعود معها إلى المنزل للتواصل مع طفلها الآخر، لكنه سيسلم لزوجين أمريكيين غير قادرين على حدوث الحمل. وستحصل الأم الهندية البديلة على المال مقابل تعبها. لم تفصح عن المبلغ لكنها تقول إنها أموال تحتاج إليها بشدة لإطعام أسرتها الفقيرة بعد أن أقعد حادث صناعي عائل الأسرة الوحيد عن العمل. وتقول ديف "زوجي فقد أطرافه أثناء عمله في المصنع.. لم نستطع حتى الحصول على وجبة في اليوم. حينذاك قررت أن أؤجر رحمي". ووظيفة الأم البديلة هي الأحدث ضمن قائمة طويلة من الوظائف التي تسند لعمال في الهند لخفض التكلفة حيث تقدم خدمة تأجير الأرحام بأسعار أرخص كثيرا عنها في الغرب.
وقال جوتام الاباديا اختصاصي الخصوبة الذي ساعد زوجين من سنغافورة في الحصول على طفل من خلال أم هندية بديلة "في الولايات المتحدة يتعين على زوجين بلا أطفال إنفاق ما يصل إلى 50 ألف دولار.. في الهند يجري هذا مقابل ما بين عشرة آلاف و12 ألف دولار". وعادة ما تحصل عيادات الخصوبة على ما بين ألفين وثلاثة آلاف دولار لإتمام العملية فيما تحصل الأم البديلة على ما بين ثلاثة وستة آلاف دولار وهو مبلغ يعد ثروة في دولة يبلغ فيها الدخل السنوي للفرد نحو 500 ألف دولار. لكن هذه الممارسة تتعرض لانتقادات في الهند حيث يصفها البعض بأنها "تحويل الأمومة إلى سلعة" واستغلال من الأثرياء للفقراء. وقالت ريتوجا وهي أم بديلة في مومباي أحجمت عن الكشف عن اسمها بالكامل "صحيح أنني أفعل هذا من أجل المال لكن أليس صحيحا أيضا أن الأزواج المحرومين من الأطفال يستفيدون أيضا؟". وبالنسبة للأمهات البديلات اللاتي يكن عادة ربات منزل من الشريحة
الدنيا من الطبقة الوسطى، فإن المال هو الدافع الأول. أما بالنسبة لزبائنهن فإنه عدم الخصوبة أو كما يزعم البعض لجوء الأمهات المتعلمات العاملات لاستئجار الأرحام حتى لا يؤثر الحمل في مستقبلهن المهني.
ويقول خبراء إن هناك أيضا بعدا اجتماعيا للخدمة التي يقدمنها هو التعاطف مع الأشخاص الذين ليس لديهم أطفال، في مجتمع يعتبر الإنجاب واجبا مقدسا ويؤمن بالمكافأة عن الأعمال الطيبة في الحياة الآخرة. وقال ديباك كبير وهو طبيب أمراض نساء مقره مومباي "الأمهات البديلات يمنحن لحياة (الأبوين اللذين يحصلان على الطفل) معنى جديدا. بالنسبة لهم فإن الأموال التي يدفعونها مجرد تذكار لا يعبر بأي حال عن مدى امتنانهم". وفي الوقت الذي ليست هناك فيه أرقام رسمية فإن ما يقدر بما بين 100 و150 طفلا يولدون في الهند لأمهات بديلات كل عام غير أن عدد المحاولات التي تنتهي بالفشل أعلى من هذا بكثير. ياشودارا مهاتري استشارية الخصوبة في مركز مومباي للتكاثر البشري تقول إنه في الوقت الذي لا تتوافر فيه أرقام شاملة فربما يولد بين 500 و600 طفل من أمهات بديلات سنويا على مستوى العالم.
ويعتقد البعض أنه يجب أن تخضع هذه الصناعة لقيود أكثر صرامة, وقال سي.بي بيوري مدير المعهد الوطني لأبحاث الصحة الإنجابية لـ (رويترز): "كل حمل وولادة مصحوب ببعض المخاطر الصحية... يجب ألا نروج لمسألة الأم البديلة باعتبارها تجارة". وكان الاهتمام الإعلامي الذي أحاط بإنجاب جدة عمرها (47 عاما) توأمين لابنتها عام 2004 في عيادة في بلدة أناند في غرب ولاية جوجارات قد أعلم الكثير من الهنود بمسألة الأم البديلة للمرة الأولى. ومنذ ذلك الحين أصبحت أناند مركز هذه الصناعة حيث تقدمت 20 امرأة للعب دور الأم البديلة لأزواج من خارج البلاد. وتعرف أناند بأنها عاصمة الحليب في الهند بعد أن حققت شركة تعاونية لمنتجات الألبان نجاحا ساحقا. بعض هؤلاء النساء يخضعن لهذه العملية للمرة الثانية. وستضع سبع أمهات بديلات على الأقل في وقت لاحق هذا العام. وقد يكون تأجير الأرحام صفقة مربحة كوظيفة مؤقتة لكن المواقف التقليدية من ممارسة الجنس والتناسل، خاصة في الريف، تعني أن على الأمهات البديلات الهنديات عادة اختلاق قصص لإخفاء الأمر عن جيرانهن.

الأكثر قراءة