اختراع كيس بلاستيكي يجعل من الصحراء واحة خضراء
اخترع شاب سعودي كيسا صحراويا يمكن من خلاله حل مشكلة التصحر وإعادة زراعة الأشجار المهددة بالانقراض نتيجة الاحتطاب الجائر وكذلك إقامة واحات خضراء في السعودية، على اعتبار أن التصحر من أهم المشكلات التي تواجهها البيئة في السعودية، حيث يقل مخزون المياه السطحية مع ندرة الأمطار الموسمية وتشكل تحركات الرمال خطرا يهدد البيئة في كثير من المواقع.
وأوضح عبد الرحمن محمد الأردح مخترع الكيس الصحراوي، أنه تم بالفعل تسجيله قبل أربع سنوات في مكتب الاختراعات لمجلس التعاون الخليجي حيث تعتمد الفكرة على زراعة أشجار شوكيه كالطلح والسدر وغيرهما من النباتات وفق ظروف معينة.
وحول عملية الزراعة أفاد أنه يتم تجهيز بعض الأدوات لغرسها داخل الأرض بعد حفر الأرض ثلاثة أمتار يتم إنزال الشتلة إلى داخل الحفرة لتتم المحافظة على العرق الوتدي حيث تزال القطعة البلاستيكية البالغ طولها مترا والتي تحافظ على عروق النبتة أثناء وجودها في المشتل.
ولفت الأردح إلى أنه تمت مراقبة مخزون الأمطار وتسجيل التواريخ، حيث تبين أن مياه الأمطار تنزل في كل يوم واحد سنتيمترا واحدا داخل الأرض ويتوقف نزولها عند المترين, إذ إن الثرى موجود عند الحفر.
ويرى الأردح أن طريقته تعتمد على ثلاث خطوات مهمة هي: مرحلة الإنبات باستخدام البذور، مرحلة استخدام الكيس العادي حتى يصل النبات إلى ارتفاع 50 سنتيمترا، ومرحلة الغمر حتى وصول الساق إلى ارتفاع ثلاثة أمتار.
وأفاد الأردح أنه تلقى عرضا واحدا من الكويت لتبني المشروع، إلا أنه لم يتم الاتفاق لتنفيذه هناك, مفضلا أن تتم متابعته وتنفيذه في صحراء السعودية، حيث تمت مخاطبة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في هذا الخصوص وقدم لهم محاضرة عن المشروع، حيث عرض عليهم فكرة اقتطاع أجزاء من بعض المحميات الطبيعية في السعودية لتنفيذ مشروعه للحكم عليه من خلال تلك المواقع، إلا أنه لم يتم تنفيذ ذلك المشروع لأسباب قال الأردح إنه يجهلها ـ على حد قوله.
وحول الأدوات التي يتطلبها تنفيذ مشروعه، قال الأردح إن جميع الأدوات المستخدمة هي من تجميعه وتصنيعه، حيث يتم إنشاء أداة للحفر إضافة إلى بعض الأدوات الخاصة بقيمة إجمالية تبلغ 45 ألف ريال.
ويرى المخترع أن إنشاء واحات في الصحراء عبر تلك الطريقة سيحد من التصحر، إضافة إلى أن الأشجار المزروعة هي الشوكيات كالطلح والسدر التي تعاني أيضا قلة كبيرة في البيئات الصحراوية نتيجة المد الزراعي والتخريب الذي يطول تلك الأشجار للبحث عن الحطب، وأن استزراع تلك الأشجار سيجعل صحراءنا آمنة لتحقيق دورة بيئية بوجود النبات بعد أن بدأ يختفي بشكل مخيف.
وهنا يرى المهتمون بالبيئة أن تفعيل مثل تلك الاختراعات مسؤولية جهات تهتم بالبيئة وتجب تجربة تلك المنتج وقياس مدى صلاحيته خصوصا أنه يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي تجاه البيئة, بل المحاولة بإصلاح ما يمكن إصلاحة أمر مطلوب.