برنامج 10في 10 التنافسي والمرأة السعودية!

في مؤتمر" دافوس" الاقتصادي الذي عقد الأسبوع الماضي وشارك فيه مجموعة من الرؤساء وقيادات العالم في السياسة والمال والاقتصاد، صدرت تصريحات عن السيد بيل جيتس مفادها أن طموح المملكة في الدخول إلى مصاف أفضل عشر دول في ميدان التنافسية على مستوى العالم قد يفشل ! بسبب تعطيل الاقتصاد السعودي لأحد أهم مصادره وهو دور المرأة في التنمية الاقتصادية، لا أعلم إن كان هذا التصريح موجهاً شخصياً أو في سياق تعليق عام على التنافسية وخاصة بعد زيارته الأخيرة للمملكة، واطلاعه على البرنامج الذي ترعاه الهيئة العامة للاستثمار بوضع هدف استراتيجي للمملكة في عام 2010 بأن ندخل ضمن أفضل عشرة بلدان في تحسين البيئة الاستثمارية.
بصراحة عندما أطلعت على هذا التصريح، لا أخفيكم سراً، فقد شعرت بأنه قريب من الواقع ليس لأنني متشائمة من النجاح وهذه الجهود المبذولة، وليس لأنني أقتنع بكل ما يقوله هؤلاء القياديون الناجحون على مستوى العالم، فهم بشر ولديهم أخطاؤهم في التقدير، ولكن الذي شككني فعلاً في ذلك، هو أن معايير التنافسية على مستوى العالم تأخذ بكل المقومات الاقتصادية لأي بلد وتأخذ بكل الإجراءات والقيود والتسهيلات للعمل الاقتصادي. وهذه المعايير العالمية لا تفرق بين جنس المستثمر فالرجل والمرأة سيان في ميدان الاستثمار، وعندما نجد في المملكة أن مساهمة المرأة الاقتصادية لا تتجاوز في غالب الأحيان 5 في المائة فقط، فكيف لنا أن ندخل في التنافسية العالمية وقد عطلنا نصف قدراتنا الاقتصادية والعنصر المكمل للمجتمع، لا أظن أن هذا الموضوع غائب لدى الذين يتولون عملية تحسين الاستثمار في مركز التنافسية الذي أنشأته هيئة الاستثمار مشكورة في إصرار وحماس على تحقيق هذا الحلم الكبير. ونأمل أن يتحقق هذا الحلم إن شاء الله، وفي عام 2010م سوف نتذكر تصريحات السيد بيل جيتس ونقارنها بماذا تحقق بالفعل في إجراءات تحسين الاستثمار، ثم نكتشف الحقيقة، فهل نستطيع الدخول ضمن هذه الدول بوجود قناعة أكيدة بالأدوار المشتركة للرجل أو المرأة، أو أن يتسبب هذا الدور الغائب للمرأة السعودية في التنمية الاقتصادية في غيابنا عن مصاف التنافسية العالمية في 2010م، إلى ذلك التاريخ سننتظر ماذا سيحدث، وإن شاء الله الخير والنماء والتقدم للمملكة في كل المجالات والأصعدة كافة.

همس امرأة:

لا تقف عند صغائر الأمور لكي لا يستصغرك الآخرون

كاتبة سعودية
[email protected]