Author

قوى السوق بدأت تستقر ذاتيا .. ولكن تحتاج إلى تأكيد واختبار جديد

|
[email protected] كلما تذكرت الشركات الموقوفة من "أنعام" أو "بيشة" تذكرت صديقي وصديق والدي " خالد المطرفي "الإعلامي المعروف، الذي يعتبر أستاذا لي شخصيا ولا أعرف عن غيري, فهو دائم النصيحة والاستغراب لماذا يضارب من يضارب بالشركات الخاسرة والشركات المفلسة, فأقول له دائما هذا دوركم كإعلامي معروف من خلال قناة رائدة وهي "العربية" وهو يتفق معي وأتفق معه أنه دور إعلامي متكامل سواء من خلال الصحافة أو التلفزيون وهو ما أحاول أن أقوم به, وغيري الكثير سواء من هنا جريدة "الاقتصادية" من زملاء ورؤساء, أو الصحافة الأخرى الشقيقة التي دائما ما تحذر منها. ذكرني هذا الحوار بما حدث خلال الأسبوع الماضي, من ضخ استثمارات جديدة لشركة المملكة بعدة مليارات من الريالات. هذا القرار هو ضمن قرارات مستثمرين كثيرين الآن يقومون بالشراء التدريجي, كل وفق أهدافه واستراتيجياته لأي القطاعات سواء بنكية أو صناعية أو غيرها, فهي ليست الشيء الجديد كالقرار الاستثماري في هذه القطاعات حين نقارن مكررات الأرباح وعائد السهم والنمو, هذه هي أهم أسس الاستثمار التي يجب أن تترسخ لا فكر المضاربة, ومع الوقت والزمن خلال الأشهر الثلاثة القادمة سنرى أن الأسعار توقفت عن الهبوط عند مستوى معين ومحدد في الاستثماري لأن المستثمرين يترصدون ويتصيدون الشراء عند المستويات المقنعة لهم والجاذبة لهم, وهو ما يحدث الآن حين نجد مكررات تحمل رقم عشرة أو أثني عشر أو نحوه ونموا جيدا في الشركة أو المصرف, إذا القرار الاستثماري حاضر وموجود, ولكن يجب أن نعرف أنها بعيدة المدى وليس انتظار نتيجة غدا أو بعد غد بل سنوات, ودائما المستثمر الحصيف صاحب النظرة البعيدة جد, وصاحب قرار الذي يخضع للدراسة والتمحيص والفهم هو القرار الرابح مع الزمن, لن يخسر مستثمر وضع أهدافه لسنوات, وحسب مستويات النمو والأرباح والتوزيعات خلال المرحلة القادمة. ما يدعوني للحديث عن الاستثمار هو جاذبية الأسعار للشراء, لن أحدد أسماء شركات ولن أخص قطاعا دون قطاع, لأسباب كثيرة, ولكن أقول ركز كثيرا على السعر العادل للسهم وكم وصل الآن, فعدد من الأسهم الآن أقل من قيمته العادلة, ونمو الشركة جيد ومتوسع جدا, وجاذب أكثر كثيرا من المتوقع, ووصول المؤشر والأرقام إلى ما وصلت إليه هو المغري بحد ذاته, وكما تقول المقولة أو المثل الفرنسي أو الألماني " اشتر على صوت المدافع والبيع على أصوات الموسيقى "وأنا أقول " اشتر ما تقتنع به استثماريا وفق المعايير المعتبرة, ولا تلتفت لمؤشر وصل 6000 أو 2000" لأنه لن يصح إلا الصحيح وهو لغة الأرقام ولغة التحليل المالي والفني دائما, بعلم وفن ومهارة, فلا يكفي العلم وحده, ولا تكفي المهارة وحدها, ولا يكفي الفن وحده, هي خليط, هي كما الطبخة "أي طبخة" لا يمكن أن تتشكل من صنف واحد ولا لون واحد ولا طعم واحد, مزيج من كل شيء, حتى تصبح متكاملة وماهرة ومتقنة. الأسبوع الماضي: حفل الأسبوع الماضي ببروز بنك "سامبا" المرتفع ما يقارب 11 في المائة, وهو الذي أثر كثيرا في المؤشر العام مع جزء بسيط من تأثير سابك, وأقفل المؤشر الأسبوعي مرتفعا 53 نقطة, كسبها في آخر يوم من الأسبوع وهو الأربعاء وإلا كان خاسرا ما يقارب مثلها لو لم يحقق ارتفاع 100 نقطة خلال آخر يوم, بذلك نجد أن المؤشر في آخر يوم من بنك "سامبا" حقق الارتفاع, مع استقرار الراجحي, وكان بروز أسهم المضاربة بقيادة الأسماك المرتفع أكثر من 50 في المائة, ومن دون أي مبررات أو أخبار جوهرية للشركة كما أعلنت الشركة نفسها, بذلك تستمر المضاربة للأسف في شركات خاسرة وتحمل الضرر معها الكبير للمتعاملين في هذه الشركات من خلال هذه الحدة في الارتفاعات, كذلك ارتفاع ثمار ومبرد أيضا, وأعتقد أن استمرار هذه المضاربات في هذه الشركات الأكثر خسارة هي إشارة سلبية للسوق يحتاج معها إلى إعادة صياغة المضاربة وفق ضوابط للحد من هذه الشركات الأكثر خطورة وحدة والتي تأتي بالكارثة للكثير من الشركات مستقبلا. طغى على الأسبوع النمط الهادئ سعريا, وأيضا الآن تقترب استحقاقات البنوك سواء للأرباح أو المنح أو القطاع الصناعي أو الأسمنت وغيرها, وهذا مع الوقت سيضع هذه الشركات سعريا أكثر تماسكا, وهذا يخضع للمرحلة المقبلة لكي نستطيع أن نحدد ذلك ومدى القوة التي يمكن الصمود معها, لم يكن هنا إلا سيطرة المضاربة بصورة أساسية, وأن هذه المضاربات تعني السوء للسوق للأسف لأنها لا تعطي الثقة بالأمان والعدالة في السوق حين تتاح الفرص لشركات خاسرة نسباً كبيرة من رؤوس أموالها أن تكون قائدة السوق. الأسبوع المقبل اكتتاب جديد وطرح جديد: سيحفل يوم السبت بطرح شركة جديدة للاكتتاب العام وهي شركة "ملاذ للتأمين" بطرح ما قيمته 142 مليون ريال تقريبا, بقيمة اسمية عشرة ريالات, وهي طرح مهم لقطاع التأمين الذي لا توجد فيه إلا شركة واحد وهي التعاونية, وبذلك يطرح الآن شركة وخلال أيام أخرى شركة جديدة, وهذا مهم يضاف للقطاع التأميني للسوق وأيضا للقطاع وقناة استثمارية جديدة, وأيضا سيتم إدراج شركة العبد اللطيف التي تختص بالمجال الصناعي وكان اكتتابا بعلاوة إصدار, بذلك يتاح للسوق فرصتان استثماريتان مهمتان, شركة قائمة وشركة تحت التأسيس, وأقف دائما مع أي شركة جديدة استثمارية بقيمتها الاسمية, ولا يعني أن علاوة إصدار سلبية, ولكن نريد عدالة في التسعير لا جباية على المواطن, هذا الطرح الجديد, سيزيد من عوامل عمق السوق وتوسع السوق وهو يحتاج إلى المزيد من الشركات للطرح والاكتتاب لكي نوجد سوقا صحيا بشركات نظيفة بقوائمها المالية ورابحة على المدى الطويل كما يفترض أن تكون علية نتائجها مستقبلا. السوق تجاوز الآن سبعة آلاف نقطة وتوقف عند دعم سابق مهم, وهو 7050 نقطة تقريبا, ولكن المهم ليس الإغلاق عند هذا المستوى, لأنه أتى من بنك سامبا خصوصا, ونفس البنوك بالارتفاع قليل فهي ليست أسهم مضاربة, فقد تكون لأهداف مهمة, وإلا ما الذي يستدعي سهم سامبا يكسر 100 ريال منخفضا ويعود خلال أيام قليلة جدا بنفس الأسبوع ليتجاوز 120 ريالا وهو لم يعلن شيئا جوهريا عن البنك, عدى ما ستستثمر به شركة المملكة وهو ليس بجديد, وبقية الشركة التي حددت بالاستثمار انخفضت أكثر من أن ترتفع, سيحتاج المؤشر إلى الأيام القادمة لتأكيد قوة هذا الارتفاع وتماسكه بأعلى من سبعة آلاف ريال, المشكلة تأتي من القطاع البنكي أكثر من القطاع الصناعي كسابك أو غيرها الاستثمارية على الأقل الآن, والمشكلة في الكهرباء أكثر من الاتصالات الآن عند هذه المستويات, فالقوائم المالية بدأت بحماية الأسعار نسبيا, وبالتالي قناعة المستثمرين, وسبق أن أكدنا أن السوق لن يستقر إلا بدخول أموال المستثمرين لا المضاربين. القراءة الفنية لقطاعات المؤشر العام أسبوعي: المؤشر العام الآن يقف عند مثلث هابط مهم, ويقترب من الزاوية له, وهو يسير داخل هذا المسار المنخفض, ولكن الآن وصلنا لنهاية المثلث, فماذا سيكون الاتجاه للمؤشر, هل يكسر المثلث منخفضا أو مسارا أفقيا أو مرتفعا؟ الأفضل بتقديري الشخصي هو المسار الأفقي, الذي يعني استقرارا ثم ارتفاعات هادئة ومتوازنة وأن يقف المؤشر عند أقل المستويات التي وصل لها, وهذا طبعا يحتاج إلى زمن ووقت لن يكون قصيرا في تقديري, باعتبار أن المحفزات وكل شيء نشر عن السوق , المؤشر يقف الآن عند دعم , ويكمل الصعود الهادئ أو تكون مقاومة وينخفض, المؤشرات الفنية الآن هي بمستويات منخفضة المتوسطات أيضا لم تصل لمرحلة "القناعة" أو "الأمان" طبعا لا أتحدث بلغة المضاربة بل أتحدث عن مؤشر عام كلي وليس جزئي لأي شركة. ومتى رأينا المتوسطات خاصة 50 يوما أقل من المؤشر العام والمؤشر أعلى سيكون هنا مستوى آمن متى استمر بهذا المسار. نقاط المقاومة الآن هي 7069 ثم 7134 ثم 7258 وأخيرا للاختراق 7353 نقطة الدعم هو المستويات التالية 6996 نقطة ثم 6910 ثم 6889 ثم 6850 نقطة. القطاع البنكي أسبوعي مازال القطاع البنكي في مساره المنخفض منذ أسابيع, بوتد هابط, وأيضا من خلال كسر المثلث الذي يتضح من الرسم المرفق، والهدف الفني المفترض أن تحققه المؤشرات الأخرى الفنية S,O وRSI وS.D وأخيرا MFI, وقد تحقق هدف المثلث, ولكن لم يخرج من مساره الهابط, وإن كان قد بدأ يأخذ منحى أفقيا يحتاج إلى الوقت لتأكيده حتى نستطيع القول إنه خرج من مساره السلبي . وهذا ما يبرر أن بعض البنوك توقف عن الانخفاض على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين ولكن لم يتوقف في "الراجحي" و"الجزيرة" أصحاب المنح سهما لسهم. القطاع الصناعي أسبوعي بدأ القطاع الصناعي من خلال "سابك" تماسكه (ولكن لدى سابك فجوة سعرية عند مستوى 94 ريالا) وقد يكون محفز الأرباح الإيجابي هو من يدعم السعر الآن ليتجاوز 100 ريال ويقفل عند 102 ريال, ولديه مقاومة مهمة عند 103 ريالات والتي كانت دعما سابقا, والقطاع الصناعي الآن يتجه أفقيا أو صعودا نسبيا, ولكن نحتاج إلى الاستقرار والثبات عند هذه المستويات, كان تحرك "سابك", و"سافكو", "صافولا" والتصنيع العلامة المهمة في القطاع الصناعي والتي دعمت المؤشر الصناعي, ولكن يظل بقية الشركات تراوح أسعارها, حتى المضاربة منها, والقطاع خلال الأسبوعين المقبلين سيشكل صورته واتجاهه ما بين الصعود أو الانخفاض أو الأفقي, خاصة الآن أنه عند نهاية المثلث الهابط, وهل سيبدأ بتشكيل أشكال فنية سلبية أو محايدة أو صاعدة, سننتظر خلال الأسابيع المقبلة لكي تكون الصورة أوضح. قطاع الأسمنت أسبوعي قطاع الأسمنت الأسبوع الماضي كان منخفضا نسبيا, وإن ظل القطاع بمساره الأفقي الذي هو محل اختبار بمدى انعكاس هذا المسار أن يكون إيجابيا خلال الأسابيع المقبلة واستحقاقات الأرباح والقناعة بأسعار القطاع كاستثمار, ولكن يظل قطاع الأسمنت الآن خارجا من المثلث ويبحث عن تشكيل شكل فني جديد لكي يمكن تقدير الحركة المستقبلية "فنيا" وماليا يعتبر القطاع لا يواجه ضغوطا بيعية كبيرة نظرا لقلة الأسهم المتداولة وقطاع استثماري انعكاس للحالة الاقتصادية, والأكثر أمانا. ولكن الأقرب يكون قطاعا متذبذبا على نطاق محدود, ومع أي ارتدادات ملموسة في السوق للأعلى سيكون القطاع من القطاعات المتأثرة إيجابيا. قطاع الخدمات أسبوعي: قطاع الخدمات وهو أقل القطاعات جاذبية في الاستثمار من خلال الربحية أو النمو, فلا توجد إلا شركات محدودة للاستثمار, وأن كانت مكرراتها نسبيا مرتفعة مقارنة بشركات أخرى بقطاعات أخرى أكثر إغراء, ويظل القطاع مضاربة وهو ما انعكس على "ثمار" و"مبرد" كمثال, وبالتالي يظل القطاع مضاربيا وخطرا ويجب تقدير ذلك, وتجاوب القطاع مع المؤشر ضعيف, باعتبار أن الخاسرين متعلقون بأسعار عالية والأمان في أضيق حدوده, القطاع أمامة دعم مهم, وهو الخط الأزرق الأفقي, سنرى خلال الأسبوعين المقبلين كيف سيكون تفاعله مع الدعم الأفقي. المؤشرات الفنية التي سبق وذكرنا الآن بمستويات متدنية بالقراءة الأسبوعية, ولم تبدأ بإعطاء إشارة إيجابية كقطاع متكامل. قطاع الكهرباء أسبوعي: قطاع الكهرباء الأكثر استقرارا عند هذه المستويات, ويظل القطاع قطاع مضاربة (الربع ريال) وتأثيره مهم للمؤشر باعتبار أن مستويات 6000-7000 مؤثرة في المؤشر, وهذا ما يمكن أن يحدث في المستقبل كعامل مؤثر في المؤشر, وأعتقد أن مستويات السعر الحالية هي المفضلة للمستثمرين المحافظين أو الباحثين عن التذبذبات الأقل, وعائد سنوي أشبه بالسندات, ومازال السعر "فنيا" بمسار هابط وأفقي جدا متحفظ. كل المؤشرات الفنية الأخرى عند أدنى المستويات, ولم تبدأ بإعطاء الإشارة الإيجابية للصعود على الأقل حتى الآن. القطاع الزراعي أسبوعي قطاع المضاربة قطاع الزراعة, قطاع الجمهور والمضاربين والملاذ الخطر لهم وللمتداولين, قطاع التعويض كما يتصوره الكثير, فيكفي "الأسماك" في أسبوع سجلت ارتفاعا يقارب 50 في المائة كل يوم نسبة عليا, طبعا هي مضاربة خالصة لا غير, وهي إشارة سلبية للسوق أن نجد هذه الشركات الخاسرة تسجل الأرقام, فتكون الخسارة حين تحدث فادحة حد الإفلاس, ويشتكي الكثير لماذا نخسر؟!, هي مضاربة لا غير من يتقنها سيحقق الكثير, من يريد المجازفة أيضا أو حرق أمواله, ولكن يجب أن تكون هناك وقفة من قبل هيئة سوق المال لسبب, أن دفع الجمهور للمضاربة مع هذه الحدة للمضاربات هو ما سيحفزهم ونعود للمشكلة السابقة وهي أين الاستثمار واستقرار السوق. لا يوجد الكثير لقوله عن القطاع الزراعي استثماريا, ولكن التذبذب والحدة العالية هما الصفة الغالبة, وهي أكثر خطورة بكثير من غيرها. قطاع الاتصالات أسبوعي استمر قطاع الاتصالات وخصوصا "الاتصالات" سلبيا في السعر, وسجل سعرا منخفضا جديدا, رغم توزيعه الربحي المميز؟! ولكن استمر في الانخفاض, فهل سيكون كما حدث في "سامبا" ضغط مستمر ورفع للمؤشر من قاعه السعري؟ قد يكون وإن كان صعبا لأنه سهم جمهور ورأس مال كبير, ولكن من سعره الحالي وحتى لو ارتفع 10 أو 20 في المائة, لن يواجه مقاومات صعبة جدا, فهو مدعوم ماليا وربحه الموزع, ولكن لا يزال سلبيا فنيا حتى الآن على الأقل, وهو مستمر في الانخفاض من فترة زمنية طويلة وهو ما أكدنا عليه سابقا، استثماريا مميزا وجيدا, مكرر وربحه الموزع الأفضل في السوق. من يستثمر يدرك أنها مستويات مغرية متى استمرت "الاتصالات السعودية" على الأقل بنمو جيد لا يقل عن 10 في المائة, رغم أن مصادر إيرادات جديدة لـ "لاتصالات" غير واضحة أو يمكن قراءتها, ولكن متى حافظت على النمو الإيجابي فهو استثمار جيد على أي حال لأصحاب الأهداف بعيدة المدى زمنيا, وهو قياس سنوات لا أيام أو أشهر.
إنشرها