أخيرا.. هل سيراهن النادي الأدبي على نجاح الشعر المحكي؟
لم يعد منطقياً بعد الآن طرح إشكالية تتعلق بإقصاء الأدب المحكي عن المشهد الثقافي، فالمرحلة التي جاءت لترسم خريطة الثقافة بمفاهيمها الجديدة لم تعد تحفل كثيراً بالوقوف عند اختلافات نمطية بقيت تتردد منذ زمن من دون أن تخرج بإضافة ملموسة على مستوى المنتج والطرح، بل على العكس تماماً أسهمت تلك الاختلافات في إيجاد الانزواء غير المجدي في صميم البيت الثقافي ما أثر سلباً في إيجاد لغة مشتركة تتكامل فيها الأشكال الأدبية فضلاً عن تغييب المفهوم الأشمل للثقافة لصالح جزئيات لا تنطوي غالبا إلا على أفكار محدودة الوعي والهدف.
من هنا يتضح المشهد لكل من يريد رؤيته عن قرب، فقد انتهى زمن القضايا المكررة، وأصبحت الساحة الثقافية أكثر استيعابا لكل أطياف الإبداع وتصوراته، في الوقت ذاته نجح الأدب المحكي في فرض حضوره على نحوٍ مؤثر وفاعل في ذاكرة المجتمع وذائقته، وشهد نقلات نوعية متعددة في تقنياته وأساليبه حتى خرج أخيراً بتصوره الجديد المتجدد الذي وجد قبولاً إعلامياً وثقافياً واسعاً، وهذا ما يؤكد أن المحكي لم يكتفِ بالمراهنة فقط على جماهيريته، بل راهن كذلك على تطويرِ ذاتي يكفل له الظهور بشكل لافت على الساحة الأدبية بشكل يعزز قاعدتيه الاجتماعية والثقافية في الوقت ذاته.
الفترة الأخيرة شهدت نشاطاً واضحاً للمحكي على مختلف الأصعدة وقد كان ملتقى الشعراء الشباب الأخير كافياً ليثبت وجود تلك الطاقة الإبداعية، التي تجعل من كل مشروع لاحتضانها أمراً ممكناً ومفتوح على أفضل الاحتمالات، وربما كان هذا النجاح محفزاً لتبني واقعه الذي يبعث على التفاؤل.
ومن هنا ينتظر الجميع من النادي الأدبي في الرياض ممثلا في رئيسه الدكتور سعد البازعي أن يعلن وبشكل غير مسبوق، إدراج الشعر المحكي ضمن أنشطة أسبوعه الثقافي الذي يعتزم إقامته قريبا، وخطوة كهذه ستحظى بلا شك باهتمام وحضور متميزين من الجمهور الذي طالما كان ينادي بإتاحة المجال للشعر المحكي باعتباره جنساً إبداعياً له شخصيته وحضوره ويحظى بشعبية كبيرة.