يوم الوفاء ينسي المعلم آلام 40 عاما مليئة بالعطاء
التعليم .. مهنة المتاعب كما يسميها من اكتوى بنارها وذاق مرارتها ولاعجب فإن الكثير ممن اقتحم عالم التعليم يجزم بأنه ربما جازف أو أن جهله أوقعه أسيرا بين براثن التعليم بهمومه ومصاعبه التي تتخطى محيطه بكثير فتحوله من معلم إلى مربي، اختصاصي اجتماعي ونفسي، وأب حنون وقاسا في آن واحد.
ناهيك عن الجهد البدني الوفير الذي يؤديه المعلم عندما يظل حبيسا بين أربعة جدران مع عشرات الطلاب بأعمار وسلوكيات متفاوتة بمعدل أربع إلى خمس حصص يوميا إضافة إلى سد الانتظار والإشراف اليومي والمناوبة الخارجية ووضع الأسئلة والتصحيح وتبعيته من تدقيق ورصد، وبذلك يكون الإنسان الذي أمضى زهرة شبابه معلما قد نال تاريخا شاقا مثقلا يكون بعده أحوج إلى قطرات من الندى تريحه وتجعله يخلد ولا يندم على ما أمضاه من عمره في خدمة التعليم.
في هذا الجانب، يؤكد عبد الله العقيلي مدير مدرسة عكرمة الابتدائية شرقي الرياض أن المعلم هو أكثر من يرغب في التقاعد المبكر كما أنه يندر أن يتم نظامية خدمته في التعليم 40 عاما، بسبب ما يبذله خلال فترة عمله من جهد بدني ونفسي كبير يسخر فيه كل طاقاته البدنية والحسية للتعامل مع الطلاب وتعليمهم بما يجعلهم كوادر متميزة تسهم في بناء المجتمع ولذا فإن تكريمه بجعل يوم له يسمى (يوم الوفاء للمعلم) هو أقل ما يمكن تقديمه له عرفانا من الجميع بريادته في المجتمع.
واعتبر العقيلي تكريم المعلم المتقاعد رغم بساطته يعطي دعما معنويا هائلا لذلك المعلم وينسيه آلام مهنته الشاقة لذا فإنه ينبغي المبادرة بذلك بل وتخصيص يوم يطلق عليه يوم الوفاء لأهل الوفاء.