سعودي يحول نفايات المناجر إلى شعل مضيئة للتدفئة والطهي

سعودي يحول نفايات المناجر إلى شعل مضيئة للتدفئة والطهي

منذ أن أدرك الإنسان طبيعة الحياة المحيطة به وظروفها، وهو في تساؤل مستمر، يحاكي رغبة المعرفة والاطلاع في داخله، بحثا عن التكيف مع هذه الطبيعة التي يجهل الكثير من خباياها، والأمر في مجمله يخضع لمعايير الفضول المشروع، كون الإنسان جزء من واقع عام يعيش فيه مشتركا مع عوالم وكائنات أخرى.
وتتسم الطبيعة البشرية بقدرتها على تجاوز التعقيدات المرحلية، وفقا لطبيعة تلك المراحل، إذ إن لكل مرحلة أناسها القادرين على مجاراتها والخوض في تفاصيلها، وهذا بفضل ما وهبه الله للبشر من نعمة العقل الدال على الأشياء وكيفية التعامل معها. وعبر تراكمات زمنية مرت بتجارب لحقب مختلفة، نشأت ثوابت الفكر والاختراع البشري وتطورت تدريجيا، لتشمل جميع مناحي الحياة إلى أن بلغت ذروتها في عصرنا الحالي، عصر الثورة المعلوماتية والقرية الواحدة، حيث يبرهن العقل الإنساني يوما بعد يوم أن لا حدود لقدرة خالقه سبحانه وتعالى، والتي شملت خلق الكون بأرضه وسمائه، ببحاره وجباله، لكن يظل الإنسان بميزة العقل أعظم مخلوقات الله.
عبد الرحمن محمد الأردح مخترع سعودي مفعم بالطموح والرغبة في الإبداع، بدا ذلك جليا حين ابتكر شعلة تستخدم في أغراض الطهي والتدفئة وتستمر مشتعلة مدة ساعة ونصف على وتيرة واحدة. وتتكون هذه الشعلة من نشارة الخشب الناتجة عن أعمال النجارة، إلى جانب مواد عطرية غير نفطية يتم إضافتها بمقادير معينة.
وبين المخترع عبد الرحمن محمد الأردح أنه أنتج كمية تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف شعلة، تم تسويقها عبر مركز السنيدي للرحلات، مشيرا إلى أنه اخذ موافقة الجهات الرسمية لتسجيل دراسة تسويقية لتلك الشعلة، قبل أن يتم تسجيلها رسميا لدى الجهات الرسمية، وتعد الشعلة المصنعة من مواد لا يدخل النفط في مشتقاتها ومن مواد طبقا لما يصفه الأردح أنها صديقة للبيئة رفض الكشف عنها باعتبارها سرا من أسرار صناعته.
وأضاف الأردح أن هناك أربعة اختراعات سجل لها براءات اختراع إلا أنه لم يستفد منها ولم يتم تبنيها من شركات.
وحول الشعلة ومدى أهميتها للمتنزهين بين عبد الرحمن السنيدي رئيس مجموعة السنيدي للرحلات البرية أن الشعلة تعد فكرة جديدة خصوصا وحجمها صغير وهي تخدم المتنزهين بشكل كبير، إضافة إلى أنها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة ولا يدخل فيها مشتقات النفط. وأضاف السنيدي أن حجم مبيعات تلك الشعلة في الأيام الأولى يعد جيدا، فضلا عن أن الشعلة من الممكن تطويرها وإنتاج أنواع متعددة منها كشعلة صغيرة تستخدم في إشعال النار والفحم وهذه لا يتعدى حجمها بوصة واحدة، وقد تم استخدامها فعلا وأثبتت فعاليتها وتستمر مشتعلة 12 دقيقة تقريبا.
وبين السنيدي أنهم في المجموعة سيتبنون مثل تلك الأعمال والمخترعات، موضحا أن غالبية المنتجات الموجودة لديهم في المركز هي ملاحظات واكتشافات محبي الرحلات، يتم ابتكارها بالاطلاع على احتياجات المتنزهين وتصنيعها بطرق مختلفة، فهناك العديد من المقترحات التي تم تنفيذها ولاقت رواجا كبيرا في مجال الرحلات وحتى الاستثمار التجاري أيضا.
وعد السنيدي الشعلة التي تستمر فترة طويلة هدفا لمحبي الرحلات، خصوصا مع ندرة الحطب وقلته من جانب، الأمر الذي يشجعهم على البحث عن بدائل أخرى للحطب، لافتا إلى أن هذا الاختراع سيوفر مادة استهلاكية مهمة جدا، فيما لو تم تطويره والاستفادة من التركيبة الخاصة به، فضلا عن أنه يعتمد على بقايا نشارة الخشب، التي ترمى دون الاستفادة منها.
وتوقع السنيدي تسويق مليون شعلة، فيما لو أثبتت نجاحها خلال موسم الشتاء المقبل.

الأكثر قراءة