دبي: "مراقبة ذكية" لمكافحة الحرائق وتبديد مخاوف سكان الأبراج

دبي: "مراقبة ذكية" لمكافحة الحرائق وتبديد مخاوف سكان الأبراج

قبل أقل من عام هرع الآلاف من سكان الأبراج الشاهقة في إمارة دبي إلى الشوارع عندما تراقصت بهم بيوتهم جراء الهزة الزلزالية التي ضربت إيران وتأثرت بها الإمارات الشمالية. وعلى الرغم من تأكيدات بلدية دبي من أنها صارمة في تطبيق المعايير العالمية المتعلقة بالزلازل في مشاريع الأبراج الشاهقة إلا أن حالة الخوف تجددت مؤخرا مع اندلاع حريق في أحد الأبراج تحت التشييد، التابع لمشروع أبراج بحيرات الجميرا (40 طابقا) أدي إلى وفاة عامل وإصابة العشرات. وقبل هذا الحادث بيوم واحد تهاوى طابق في أحد الأبراج تحت التشييد أيضا تابع لواحة دبي للسيلكون, وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول معايير الأمن والسلامة التي يتعين تطبيقها بصرامة على ملاك الأبراج خصوصا وأن الإحصائيات تتحدث عن دخول ما لا يقل عن 300 برج جديد للسوق خلال المرحلة المقبلة.
وشهدت دبي في العقد الأخير خصوصا في السنوات الخمس الماضية طفرة غير مسبوقة في قطاع العقارات تقدر قيمتها حسب التقديرات بأكثر من 500 مليار درهم, ويلمح الزائر للإمارة مئات الأبراج التي تناطح السحاب في كل مكان سواء وسط المدينة أو على الشواطئ, وتتجاوز ارتفاعات البرج الواحد 50 طابقا بل إن دبي تشهد حاليا بناء أعلي برج في العالم تقيمه شركة إعمار العقارية يعرف باسم "برج دبي" تجاوز حاليا 100 طابق, ويتردد أن ارتفاعه لن يقل عن 900 متر حيث يرفض المسؤولون الإفصاح عن الارتفاع المحدد له خوفا من المنافسين الآخرين الذين يرغبون في بناء أعلى برج عالميا.
ويتنافس مطورو العقارات في دبي إرتفاعات الأبراج, وفي المنطقة الواقعة بين دوار الدفاع والصفا تحاول عشرات الأبراج الشاهقة تحت التشييد والتي تنفذها شركة دبي للعقارات في مشروعها الضخم المعروف باسم "الخليج التجاري" مناطحة "برج دبي" الذي يقع علي مقربة منها وكلها تطل علي شارع الشيخ زايد، الذي يعرف في دبي بحي "المال والأعمال"، حيث يضم الشارع على جنباته في مساحة لا تتجاوز كيلو مترا واحدا في منطقة المركز التجاري عشرات الأبراج الشاهقة سواء التابعة للقطاع الخاص أو الحكومة.
وجاء التدخل سريعا من القيادة في محاولة لتبديد أية مخاوف قد تنتاب سكان الأبراج والمستثمرين الجدد، إذ تدخل الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي بإصدار أوامره إلي إدارة الدفاع المدني برفع تقرير يومي إليه عن عمليات الإنقاذ والإطفاء والحرائق التي تتعرض لها مناطق في الإمارة لكن يظل التساؤل : هل وضعت معايير الأمن والسلامة لجميع المشاريع العقارية الضخمة في دبي ؟
المسؤولون في بلدية دبي يصرون علي صرامة تطبيق معايير الزلزلال في كل مشاريع الأبراج في الإمارة, وإدارة الدفاع المدني تحذر على لسان مديرها العميد راشد ثاني المطروشي من الإخلال بشروط ومستلزمات السلامة الواجب توافرها في الأبراج الشاهقة، التي تشكل أحد التحديات الكبرى أمام رجال الإطفاء لتطبيق أعلى معايير الأمن والوقاية من مختلف المخاطر، مؤكدا ضرورة تطوير جميع مستلزمات السلامة بدءا من المراحل التصميمية للأبراج حيث يكون الدفاع المدني شريكا في تحديد تلك المتطلبات الإنشائية من خرائط نظم الإطفاء والسلامة وطبيعة أنظمة المكافحة والإنذار ومسالك النجاة.

وقال المطروشي لـ "الاقتصادية" إن إدارة الدفاع المدني تواكب التطور العمراني السريع الذي تشهده دبي، خصوصا في مشاريع الأبراج العالية، مضيفا أن الإدارة تقوم بناء على أوامر الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برفع تقرير يومي حول عمليات الإنقاذ والحرائق في الإمارة، إذ شدد حاكم دبي على ضرورة استعداد الدفاع المدني للتعامل مع الحوادث بأعلى سرعة وتدريب كادره علي أحدث الأجهزة والمعدات.
وكثيرا ما توجه الاتهامات إلى قوات الإطفاء بتأخرها في الوصول إلى مواقع الحوادث وهو ما ينفيه المطروشي، مؤكدا أن قواته تسابق الزمن ويقاس ذلك بتوقيت وصولها لموقع الحادث. ولعل هذا هو ما دعا الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي لتوجيه الشكر لقوات الدفاع المدني على أدائها القياسي في الحادث الأخير.
ويبدد المطروشي أية مخاوف قد تنتاب البعض من معايير الأمن والسلامة في أعلي برج في العالم قائلا " برج دبي يتمتع بأحدث الأنظمة العالمية في الإطفاء حيث يتم تركيب أجهزة الإنذار والأمن والسلامة بشكل يومي خلال عمليات الإنشاء فبمجرد الانتهاء من بناء أحد الطوابق يتم تركيب جميع الأجهزة.
وبدءا من الشهر المقبل تبدأ إدارة الدفاع المدني في تنفيذ مشروع " الأنظمة الذكية لمراقبة المباني " ويشمل جميع المباني التي تتوافر فيها شبكة الإنذار والمكافحة والمزودة ببيانات دقيقة في غرفة عمليات الدفاع المدني، إضافة إلى خدمات السيطرة والتحكم تسلم وإرسال البيانات من وإلى جميع الجهات ذات العلاقة عبر مختلف وسائل الاتصال والأقمار الصناعية.

الأكثر قراءة