توقعات بارتفاع سهم Lexicon إلى 6 دولارات خلال العام الجاري
توقعات بارتفاع سهم Lexicon إلى 6 دولارات خلال العام الجاري
المرض أحد أخطر وأشرس المعضلات التي تواجه البشرية منذ قديم الأزل، وقد انبرى الكثير من الأشخاص عبر التاريخ لإيجاد علاج لكل مرض يظهر، وقد استطاع هؤلاء الأشخاص وهم أطباء أو مُعالجون أو حُكماء أن يجنوا الكثير من الأموال مقابل اكتشافهم علاجا ما، أي أن المرض وأوجاع الناس وآلامهم تُدر عليهم الكثير من الأرباح، لهذا فمن الطبيعي أن يتجه المُستثمرون والراغبون في تضخيم ثرواتهم نحو إنشاء شركات والتحالف مع علماء متخصصين في اكتشاف الأدوية والعلاجات.
صناعة الأدوية من أكثر القنوات الاستثمارية ربحية وخطورة في الوقت نفسه فقد تُنفق الشركات الكثير من رأسمالها في تطوير عقار وعلاج ثم تفشل في الوصول إلى هدفها أو لا يتم الموافقة عليه من قبل المنظمات الحكومية المُتخصصة في إجازة الأدوية وترخيصها وقد تُواجه عقبات في الدخول إلى أسواق دول أخرى، ومثل هذه الشركات تستنفد الكثير من الأموال في البحوث والدراسات وتحتاج إلى مبالغ ضخمة للتمويل، لكنها إذا وُفقت فإنها تنجح بشكل خيالي في تزويد المُستثمرين معها بالكثير من الأرباح القوية.
هذا الأسبوع وكما اعتدنا في هذا التقرير "سهم عالمي" نختار إحدى الشركات العالمية لنتحدث عن نشاط الشركة ومنتجاتها وخدماتها وقوة مبيعاتها وتوقعات الربح ومن أين تأتي بالأرباح، اخترنا هذا الأسبوع الحديث عن إحدى الشركات الأمريكية العاملة في مجال صناعة الأدوية وهي شركة Lexicon Genetics Incorporated.
نظرة عامة
شركة Lexicon تعمل في مجال اكتشاف وتطوير أدوية بيولوجية حيث تقوم الشركة بدراسات وبحوث حول وظائف الجينات لتُحدد وظيفة كل جين وفوائده، ثم تستخدم هذه المعلومات في تطوير أبحاثها وإيجاد أدوية وعقاقير مستوحاة من فهمها للجينات وبتقنية أسمتها الضربة القاضية، وقد أصدرت الشركة برنامجا تعاونيا تجاريا إن صح التعبير اسمه Genome5000 منه يُمكن للشركات المتعاملة معها أن تشترك به وتحصل على معلومات عن كل جين مما يُسهم في نشر تقنيتها "الضربة القاضية".
تعمل الشركة بشكل مُستقل وليس تحت مظلة أي شركة أخرى أكبر منها حجماً بغرض تحويل اكتشافاتها إلى منتجات تجارية، إن استقلالية الشركة لم تمنعها من الدخول في تعاون مع شركات أخرى بغرض تطوير أدوية وعقاقير، ومن هذه الشركات Bristol Myers وGenentech وAmgen وغيره، تأتي مبيعات الشركة من خلال التعاقد وتقديم خدمة التطوير والبحث لصالح شركات وجهات حكومية حتى وصلت مبيعاتها في عام 2005 إلى 57 مليون دولار أي بزيادة قدرها 23 في المائة من مبيعاتها في عام 2004، جدير بالذكر أن الشركة تأسست عام 1995 وفي ولاية تكساس في الولايات المُتحدة الأمريكية وهي مُدرجة في بورصة ناسداك برمز (LEXG).
ربح من الجينات
كما ذكرت أعلاه فإن الشركة لديها برنامج Genome5000 تُحقق منه العوائد حيث يتعرف المُشتركون فيه من شركات وغيرهم (العُملاء) على هذه الجينات وسلوك كل منها ووظائفها وطريقة الاستفادة منها في الوصول إلى لقاح أو عقاقير طبية، علماً بأن الشركة لم تُدرس إلا 60 في المائة من الجينات البشرية المعروفة للعلماء وقد تُعلن عن الانتهاء من 80 في المائة خلال أيام كما يُتوقع أن تنتهي منها كاملة في عام 2007، وفي بلد مثل الولايات المُتحدة الأمريكية يُعتبر مثل هذا البرنامج والمعلومات الناتجة منه ملكاً للشركة ويتم تسجيله باسمها مما يعني أنه أصبح أصلا من أصول الشركة القيمة وتندرج تحت الملكية الفكرية.
تُستخدم أبحاث وتطويرات الشركة الطبية في تطوير أدوية لعلاج أمراض ستة هي السُكري والسرطان وأمراض السمنة والقلب وأمراض العيون والاضطرابات النفسية والعصبية وأمراض الجهاز المناعي، من المعروف أن جميع هذه الأمراض، عافانا الله وإياكم، تنتشر بشكل رهيب في جميع المناطق على وجه الكرة الأرضية مما يعني وجود سوق كبيرة أمام هذه الشركة تؤهلها لتتبوأ مكانة قوية من الناحية المالية.
المُنافسون والمُستثمرون
الشركة تستقبل أموالاً من عدد من المُستثمرين الكبار مثل صندوق تكساس الذي منحها في تموز (يوليو) عام 2005 مبلغا بمقدار 35 مليون دولار لتقوم بأعمالها وأبحاثها، مما منحها فرصة لعقد اتفاقيات شراكة مع آخرين ذكرتهم أعلاه وحقق لها مبيعات جيدة وضعتها في موقع مالي أفضل، جدير بالذكر أن صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية تملك 55 في المائة من أسهم الشركة ومن أكبرها استثماراً Royce & Associates Inc حيث يملك 12 في المائة من الأسهم وBarclays Global Investor UK Holding بنسبة 7.6 في المائة وغيره بحصص مُشابهة، أما المُستثمرون المُطلعون على خطط وأعمال الشركة من الداخل الذين يُصطلح على تسميتهم Insiders فيُسيطرون على 15 في المائة من أسهم الشركة.
تواجه الشركة منافسة قوية من شركات أخرى مثل Millennium Pharmaceuticals وExelis Inc الذين يستخدمون دراساتهم للجينات لابتكار أدوية، لكن يبقى أن هناك منافسة من بعض الجامعات والمؤسسات العلمية التي تنهج منهج الشركة نفسه في البحث والدراسة للجينات، ولكن يبقى أن الشركة سباقة ومُتقدمة ولديها حتى الآن 90 عقاراً طبياً تم تقديمها إلى برنامج حكومي يقوم بالتأكد من ملاءمتها وصلاحيتها قبل طرحها.
المؤشرات المالية
نبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الـ 12 شهراً الماضية، حيث بلغت 90.6 مليون دولار وبالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة منخفضة بنسبة 28.2 في المائة، وتوجد ديون على الشركة لذا فإن نسبة المديونية بالنسبة للملكية هي 0.67 في المائة أي أن ديون الشركة، تُشكل 67 في المائة من حقوق الملكية، وهذا رقم ليس ببسيط ويعني أن الديون تُشكل مصدر إزعاج للشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها بمقدار 1.2 مرة من حجم السيولة المُتوافرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هي – 51.4 في المائة وهو أفضل من عائد الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره – 93.3 في المائة، وقُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover هي – 18.5 مرة وجميع هذه المؤشرات هي سلبية بلا شك وهذا يؤكد أن الاستثمار في الشركة هو عالي الخطورة.
سعر سهم الشركة حتى نهار يوم الجمعة هو سعر 3.30 دولار ويواجه السهم أول مقاومة عند مستوى 3.67 دولار بسبب وجود متوسط 50 يوما عند هذا السعر ومستوى المقاومة الثاني عند 4.15 دولار بسبب وجود متوسط حركة مائتي يوم، كما يجد السهم دعما جيدا عند مستوى 3.14 دولار بسبب أن هذا السعر هو أقل سعر وصله السهم خلال 52 أسبوعا، ومن التحليل الفني يُتوقع أن يستمر هبوط السهم خلال الفترة المقبلة حتى سعر قريب من 2.65 دولار عندها تُعتبر نقطة جيدة للشراء.
أحدث الأخبار
من أهم الأخبار المالية الحديثة للشركة هو إعلانها عن أرباح الربع الثالث وذلك في نهاية شهر أكتوبر من عام 2006، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 40 في المائة لتصل إلى أكثر من 19 مليون دولار في الربع الثالث مقارنة بالربع نفسه عام 2005 والذي كان 14 مليون دولار، وأتت هذه المبيعات من اتفاقيتها مع كل من المعهد الوطني للصحة والجيش الأمريكي في عدد من الأبحاث ذات العلاقة، وقد زادت الشركة مصاريف أبحاثها وتطويراتها بمقدار 16 في المائة لتصل إلى 27 مليونا دولار، هذا الخبر وإعلان الأرباح يُوضح مدى قوة أعمال الشركة.
لاحظنا أن سعر سهم الشركة بدأ في الانخفاض خلال الفترة الماضية بعد إعلانها في كانون الثاني (يناير) من عام 2007 عن أن أرباحها ستكون أقل من المُتوقع وستصل إلى 72 مليونا خلال عام 2006 بينما كان المُتوقع هو 78 مليون دولار، وتوقعت أن تكون مبيعاتها عام 2007 هي بين 75 و78 مليون دولار بينما المُتوقع كان هو 87.8 مليون دولار، وهذا لا يؤثر كثيراً في وضع الشركة، حيث لا تزال أرباحها جيدة وعند مستويات جداً ممتاز مقارنة بسعرها الحالي، ولو كانت حققت أرباحا مثل التوقعات لكانت قيمتها العادلة أعلى بكثير، لكن يبقى أن أمامها الكثير لتُقدمه.
أما على صعيد أخبار مُنتجاتها فقد أعلنت الشركة في بداية شهر ديسمبر عن تقديمها طلب فحص واختبار مبدئي لدواء يُعالج اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة مرض الأمعاء العصبي، وتقدمت الشركة بهذا الطلب إلى مُنظمة الدواء والغذاء الأمريكية FDA.
مخاطر الاستثمار
ما من استثمار إلا ويكتنف في داخلة عددا من المخاطر مهما كان هذا الاستثمار مغرياً وجذاباً، وهذا أمر طبيعي وخاصة المُتاجرة بالأسهم، وهنا أُشدد على أن هذه الشركة تُعتبر من الشركات الصغيرة وهذا هو وضع أغلب الشركات الناشئة والعاملة في مجال ابتكار وتطوير الأدوية، وهذا أول عامل خطورة يجب أخذه في الحُسبان، ومثل الشركات الصغيرة قد تُواجه مشكلات في التمويل من قبل البنوك وبيوت الاستثمار، كما ذكرت سابقاً أن الشركة أعلنت عن قائمة من الأدوية التي تستهدف تطويرها وإنتاجها، ولكن يبقى أن هذه الأدوية الـ 90 ما زالت في طور المراحل الأولى جداً وقد يطرأ أي طارئ يُلغي أو يؤخر إنتاج هذه الأدوية.
إحدى أهم المخاطر التي تواجه المُستثمر في هذه الشركة هو أن التمويلات والتعاون العلمي والمادي الذي وقعته الشركة مع عدد من الشركات وصناديق الاستثمار الكبيرة قد تقترب من نهايتها بدون أن تُنهي الشركة وتدخل مرحلة الإنتاج وتضيع هذه الاتفاقيات وبالتالي سيؤثر هذا سلباً في أعمال التطوير والإنتاج.
الخلاصة
قد تُعتبر المؤشرات المالية لأداء الشركة غير مُشجعة ولكن المُستثمر يضع في اعتباره أمورا أخرى غير المؤشرات المالية أهمها ما سُتنجزه الشركة حول بحثها ودراستها للجينات البشرية، حيث أنجزت دراسة 3900 جين بشري وأعلنت عن خطة لاكتشاف 100 دواء يُعالج أمراضا مستشرية وتُعاني منها البشرية، كما ذكرت يُعتبر هذا أصلا من أصول الشركة الثمين لذا يتوقع المُحللون أن تتحول الشركة إلى الربحية عام 2010م.
كما أن التقنية التي تستخدمها الشركة في تحديد أي مرض تستطيع علاجه من خلال الجينات البشرية والتي أسمتها تقنية الضربة القاضية تُعتبر تقنية واعدة وهذه التقنية تُمكن الشركة من استقطاب شركاء لها آخرين كما استقطبت شركات من قبل، وهذا الشراكات تُسهم في تحقيق مزيد من الأرباح.
يوجد خمسة مُحللين مُعتبرين ينتسبون لمؤسسات مالية معروفة يُعلقون على الشركة ويُحللونها، واحد منهم يوصي بشراء سهم الشركة وأربعة آخرون ينصحون بالإبقاء على سهم الشركة لمن يملكه ويرون أن السعر المُتوقع أن يصله سهم الشركة بالنسبة للمُستثمر يراوح بين 4 و24 دولارا ولكن أعتقد بأن السعر المُتوقع خلال الفترة القريبة يصل إلى 6 دولارات يقل أو يزيد قليلاً.